ريـادة الأعمـال

عبـود الصـوافي*

ريادة الأعمال ليست شيئاً جديداً على العمانيين؛ فوفقاً للتاريخ العماني استحدث العمانيون العديد من الأفكار المبتكرة والمبدعة، التي صنعت ودعمت ريادة الأعمال منذ زمن بعيد. ولقد أسس العمانيون النقل البحري وقاموا ببناء أساطيل السفن والمراكب الشراعية لاستخدامها في النقل بين القارات، وقاموا بزراعة القرنفل في شرق إفريقيا؛ مما ساعدهم على جني ثروات كبيرة من هذه المبادرات.

تتحقق ريادة الأعمال عندما يكون هناك دافع داخلي لتحقيق النجاح، وعدم فقدان الأمل في حالة الفشل ومحاولة النهوض مرة أخرى بكل إصرار.

يأتي رجال الأعمال من مختلف المجتمعات والأعمار أو حتى كأفراد يريدون التغيير نحو الأفضل مدفوعين بالرغبة المتواصلة لتحقيق النجاح والتميز.

ويمكن اكتساب مهارات ريادة الأعمال إذا تم اتباع النهج الصحيح وتبني الحافز المناسب. ويتمتع رجال الأعمال وأصحاب المشاريع بالصفات التي تساعدهم على تحقيق النجاح، وتلك الصفات يمكن أن تتحقق بتغير الثقافة.

ومن هنا أقول إنّ ريادة الأعمال لا تزدهر عندما توجد ثقافة الانهزاميّة والتردد وانعدام الرغبة في التغلب على التحديات، كذلك تزدهر ريادة الأعمال في البلدان الفقيرة، وذلك بسبب قلة الخيارات المطروحة من أجل كسب العيش، وحيث يعمل الناس بجد ويحاولون استثمار أفكار جديدة لحل المشاكل وتحويلها إلى أعمال تجارية ناجحة. هل يجب علينا أن نكون فقراء لكي نصبح من أصحاب ورواد الأعمال الحرة؟ هذا ليس بالضرورة دائماً، حيث تزدهر الأعمال الحرة في الاقتصادات المتقدمة فهي تزدهر حيثما توجد رغبة ملحة لتحسين الحياة (وهي نسبية في كل المجتمعات) كما يتم تعزيزها أيضاً أينما تتوفر الرغبة فيتحمل المخاطر.

ينبغي أن يكون الانخفاض الحالي في أسعـار النفط باعثاً للتوسع في الأعمال الحرة وريادة الأعمال حيث يبدأ الناس في التفكير بطرق مختلفة لحل مشاكلهم؛ وتتسم بالكفاءة العملية.

وتلعب البيئة المحيطة دوراً في احتضان أصحاب ورواد الأعمال، وهذا ما يجب اعتباره في المرحلة القادمة.

 

· رئيس جامعـة الشرقية

تعليق عبر الفيس بوك