وتتفاقم معاناة اللاجئين السوريين

قبل أن يجف مداد خبر إنهاء معاناة السوريين في مضايا مع الجوع والبرد، بعد السماح بدخول شاحنات الأغذية إلى البلدة وماجاورها من بلدات مُحاصرة، ها هي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة تعلن بالأمس عن أنّ آلاف اللاجئين - وخاصة الأطفال - على طريق الهجرة عبر تركيا وجنوب شرق أوروبا معرضون للخطر بسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، وناقوس الخطر الذي قرعته المنظمة الدولية، ينبغي أن يجد آذاناً صاغية من المجتمع الدولي، من خلال تسريع المساعي الهادفة إلى العلاج الجذري لمشكلة نزوح مئات الألوف من وطنهم في سوريا صوب المنافي في بلاد اللجوء البعيدة، في رحلة يتكبدون خلالها صنوف المعاناة، ويقاسون فيها ويلات لا طاقة لهم بها خاصة مع اشتداد وطأة الشتاء في طريق هجرتهم الطويل ..

يتوجب أن يسترعي هذا التحذير الأممي، أنظار العالم لمأساة الإنسان السوري سواء كان مستقرًا في بلاده ليكون عرضة للمخاطر الجمة الناجمة عن الحرب التي يزداد أوارها اشتعالاً يومًا بعد آخر، وأيضاً معاناة هذا الإنسان عندما يعتزم الهروب من هذا الواقع المأساوي، ليقابل بعوامل الطبيعة التي هي أحيانًا أشد ضراوة وأكثر فتكًا، حيث البحار تبتلع مئات اللاجئين في بطونها، ويفتك الطقس المتجمد بالأجساد التي ليس عليها ما يكفي من الملابس، وتفتقر إلى التغذية السليمة ..

وهذا واقع يتأثر به جميع من دفعت بهم ظروف الحرب إلى الهجرة القسرية من الوطن، إلا أنّ تأثير ذلك على الأطفال أشد وقعًا في ظل انخفاض درجات الحرارة دون المستويات الطبيعية والتساقط الكثيف للثلوج خاصة في شرق البلقان وتركيا وهي من المناطق الواقعة على طريق هجرتهم إلى أوروبا .. ومما يزيد هذه المخاوف ارتفاع نسبة الأطفال بين السوريين الباحثين عن اللجوء حيث تتجاوز ربع العدد الإجمالي من اللاجئين والذين بلغ عددهم العام الماضي مليون مهاجر ولاجئ وصلوا عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

تعليق عبر الفيس بوك