المذاق الأول للمدرسة الأسبانية

أحمد السلماني

مدارس عديدة تلك التي مرّت على الكرة العمانية على مدى تاريخها الحديث الممتد زهاء 4 عقود ونيف وإذا أردت لها تصويرًا أكثر قربًا من الواقع فكلها كانت تجارب كان لا بد لنا من استيعابها وتوثيقها للرجوع لها واستلهام العبر منها.

ولأوّل مرة وحسب معلوماتي الضيقة نستعين بالمدرسة الأسبانية في إدارة الدفة الفنيّة لمنتخبنا الوطني الأول بعد تعاقد اتحاد الكرة مع الأسباني خوان رامون لوبيز في عقد يمتد لمدة عام واحد لا أكثر في استيعاب حقيقي من مؤسسة الاتحاد للأخطاء التي صاحبت التعاقد مع الفرنسي بول لوجوين؛ ومع ذلك فالمنطق يفرض نفسه في ضرورة التعاقد لمدة عام فقط شريطة أن يصاحب ذلك وفي حالة الرغبة للتمديد أن يحقق المدرب النتائج والأهداف، ويبدوا أنّه قد وضع ذلك في الحسبان عند التصريح بأنّ الأهداف المراد تحقيقها تتمثل في تجاوز مباراتي التصفيات المزدوجة مع جوام وإيران على صعوبة الموقف وفي حال تمّ ذلك فلا مانع من التفكير في التأهل المباشر لكأس العالم وآسيا وإحراز كأس الخليج وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة أن يصاحب هذه الفترة تقييما علميا سليمًا من قبل الدائرة الفنية بالاتحاد ومن متخصصين وإبعاد المتطفلين.

والغريب والمدهش بل ومما يؤسف له أنّه وبمجرد الإعلان عن اسم المدرب انهالت وبغزارة رسائل وأصوات الاستهجان والتهجّم على المدرب وتاريخه، وطبعا نالت مؤسسة الاتحاد النصيب الأكبر من التغريدات والمداولات حتى من أناس لو سألتهم كم لاعب لكل فريق في مباريات كرة القدم لاختلفت إجاباتهم، وهؤلاء لا تثريب عليهم ولكن نأخذ على لاعب دولي قديم ومدرب لكرة القدم ورئيس أو عضو لمجلس إدارة نادي أو ممن تقلد يوما منصبا في اتحاد الكرة ردة فعله السريعة التي نكبرها فيهم كونهم عاصروا ميدان كره القدم العمانية ويعرفون بل ويدركون أكثر من غيرهم أنّ عميلة التعاقد مع مدرب لفريق ما تحتاج إلى فصل طويل من البحث ومن ثمّ دراسة العروض واختيار الملائم ومن ثمّ تأتي أصعب المراحل وهي التفاوض وفق إمكانيّاتك ومع ذلك نعتب على مؤسسة الاتحاد التمادي والتأخر في التعاقد مع المدرب لدواعي قرب الاستحقاق القادم للمنتخب حيث وفي وضعيّة كهذه يتطلب أن تكون اللجنة المكلفة بملفه واتحاد الكرة في انعقاد دائم لحين حسم القرار لأهميّته لا العروج إلى البيروقراطية والالتزام بمواعيد الاجتماعات وأكبرت بل واحترمت رأي أحد أعمدة الوسط الكروي بالسلطنة الذي وباختصار أبدى عدم قناعته بالاختيار ولكنه في المقابل فإنّ الأمر لديه صار واقعًا وتشرفت بأن استقبل توجيهه بدعم المدرب في الفترة القادمة ومنحه الفرصة "لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا".

نعم أيّها الأعزاء ولكل من يهمه أمر المنتخب والكرة العمانية صار واجبا بل فرضا علينا دعم المدرب الإسباني والوقوف معه ومع الأحمر الكبير فمن يدري لعلها تكون المنجية ونقفز به ومعه إلى نهائيات القارة والعالم بحثا عن مجد حالم تاه وسط كومات من العبث والتطفل على كرة قرنت يوما ما من الزمن الجميل بـ"كرة البرازيل الجميلة" يوم داعب "المجنونة" في ملاعب المونديال جيل زيكو وفالكاو؛ والذي ورغم أنّه الأجمل في تاريخ كرة القدم إلا أنّ ذلك لم يشفع له بالتتويج يومًا.

نريد النتيجة وقبل ذلك أعيدوا لنا "الأحمر ومتعة أدائه" فقد هرمنا وصبرنا حتى مل الصبر منا، وشخصيا وفئة كبيرة معي تأمل خيرًا في المدرسة الإسبانية (الريال والبارشا حيث الفخامة والزعامة والعروش الكروية) لجماليتها ولقدرتها على تفجير طاقات ومواهب جميلة تعج بها ملاعبنا، وئدت يوم أن جيئ لنا بالمدرسة الفرنسية وتكتيكاتها المعقدة.

فقط سؤالان لم أتمكن من استيعابهما، هل تم اختيار المدرب وفق المعايير الموضوعة سلفا والتي اتفق عليها؟

وهل عرض المدرب نفسه أم أنّ اتحاد الكرة من دعاه؟ اتمنى أن أحصل على الإجابة، ومنها أستلهم طريقة تعامل اتحاد الكرة والصف الأول من رجالاته مع ملف المدرب.

تعليق عبر الفيس بوك