كيف تثير دافعيتك للعمل...!

جوخة الشماخيَّة *

موضوع الدافعية موضوع ذو طابع نفسي، وهو يحتل مساحة كبيرة في الأدب التربوي، ونظرا لأهميته انتقل إلى مختلف بيئات العمل التي يكون الإنسان هو البؤرة الأساسية فيها.

والدافعية في أبسط معانيها هي أن تُحب عملك، وتكون مُقبلا عليه ولديك رغبة فيه. وهذه الأمور من أهم عوامل النجاح؛ وذلك يعني أننا بحاجة إلى خلق بيئة عمل فاعلة ومحفزة.
فالكثيرون منا إن لم يشعروا بالراحة في مجال عملهم نجدهم مباشرة يرجعون الأسباب إلى المؤسسة أو رئيس المؤسسة، أحيانا قد تكون المؤسسة أو رئيسها طرفًا في انخفاض دافعية الموظف للعمل، ولكن لا ترجع الأسباب جميعها إلى هذا الطرف، وإنما قد تعود إلى الموظف نفسه، فهو عنصر ذو أهمية في بيئة عمله وجزء من نجاحها، وقد يكون من الصعب إيجاد بيئة عمل إيجابية مائة بالمائة، ونحن كموظفين لابد أن نتكيَّف معها قدر الإمكان

هناك بعض المقترحات التي من شأنها أن تُحسِّن من مزاجنا ودافعيتنا للعمل وتساعدنا على أن نكون مقبلين عليه، منها:

- خذ كفايتك من النوم؛ فالسهر أكثر من اللازم قد يُعكِّر صفو يومك، ضع في اعتبارك أنك لا بد أن تنهض لصلاة الفجر؛ فالصلاة وما يتبعها من روحانيات كالذكر والدعاء وقراءة ما تيسر من القرآن هي أفضل بداية ليومك، فلا تفقد لذة هذا الاتصال الروحي.

- العمل أمانة؛ فمطلوب منك أن تكون مُخلصا في عملك، حتى لو لم تكن راضيا عن وظيفتك، تأكد بأنك ستؤجر على ذلك، وتذكر كم من شخص يتمنى أن يكون مكانك، لأنه بلا عمل.

- تناول إفطاراً صحيًّا مُتوازنا، لتبدأ صباحاً مفعما بالحيوية والنشاط.

- عندما تصل إلى مجال عملك كن مُشرقاً بابتسامتك، ابتسم في وجوه الآخرين، القِ عليهم السلام وتحية الصباح، فديننا دين السلام وابتسامتك في وجه أخيك صدقة.

- رتِّب مكان عملك قبل أن تبدأ بممارسة مهام عملك إن لم تكن تركته مرتّبا قبل انصرافك من العمل في اليوم السابق، حتى يكون عملك منظما، فإن أردت شيئا ستجده بسهولة.

- ضع قائمة مهام لكل يوم، رتِّبها وفقاً للأولويات، لا تضع قائمة طويلة، فقد تمر ساعات العمل دون أن تنجزها، وبالتالي قد يُشعرك ذلك بنوع من الإحباط، ضع القائمة أمامك، وكلما أنجزت شيئا ضع علامة عليه، المهم أن تنجز شيئا.

- دلّل نفسك وقدّرها، فبين حين وآخر خصص مبلغا من راتبك الشهري يخصك وحدك تصرفه في شيء تحبه.

- ابتعد عن الرتابة التي قد تثير السأم والملل، جدد في هندامك أحيانا، افعل شيئا غير معتاد كأن تفاجئ زملاءك بإحضار وجبة بسيطة، أو توزع عليهم قطعا من الشوكولاته.

- كن مُبادرا، تبنَّ أفكارا جديدة تُثري العمل، اعرضها على رئيسك في المؤسسة، حاول أن تقنعه بها، لا تبتئس إن لم يرحب بها، يكفي أنك فكرت وحاولت، وبصورة غير مباشرة قد تُقدّر مبادرتك.

- في بيئة العمل ونظرا للفروق الفردية قد تحدث أمور تزعجك أو تغضبك، حاول ألا تكترث لكل صغيرة وكبيرة، تعلم ثقافة التجاهل، فليس جميع الأشياء تستحق أن تقف عندها.

- استغل أوقات استراحتك في أمور تحبها، كأن تتناول كوبا من القهوة أو الشاي، أو تفتح حوارا هادفا مع زميل ترتاح بالحديث معه وإن كنت تحب القراءة اقرأ صفحة من كتاب تفضّله، أما إن كنت تحب الكتابة احتفظ بمفكرة ظريفة بجانبك تدون فيها أفكارك بصورة مختصرة حتى لا تنساها.

الخلاصة هي أنَّ الإنسان في أي مكان يوجد فيه يتحمل جزءا من مسؤولية نفسه وتكييف ظروفه بما يشعره بالراحة، فلا تدع الآخرين هم من يفكرون عنك ويديرونك دائما، بل شارك معهم في إدارة نفسك.

* محاضر أول لغة عربية بالكلية التقنية بعبري

تعليق عبر الفيس بوك