العصف بالحلول السلمية للأزمة اليمنية

كلما تبلورت بارقة أمل في الحل السلمي للأزمة اليمنية، تهب عليها رياح تعصف بها، ليعود المشهد أكثر ضبابية من ذي قبل، وينسد الأفق أما الاحتمالات المتفائلة بقرب التوصل إلى حل يُبدد سوداوية الوضع الذي يرزح هذا البلد تحت وطأته بفعل الحرب والاقتتال الذي أودى باستقراره ونسف طمأنينة أبنائه..

ومن الإشارات السلبية التي تُعزز الشعور غير المتفائل إزاء المساعي السلمية الجارية حالياً، إعلان الأمم المتحدة أمس على لسان المتحدث باسمها عن تأجيل إحدى جولات محادثات السلام بشأن اليمن والتي كانت مزمعة منتصف شهر يناير الجاري.. ولم يتم -على وجه الدقة -تحديد موعد جديد لها..

ويُعد هذا مؤشر غير إيجابي على المآلات المرتقبة للمحادثات التي عقدت آخر جولاتها في ديسمبر من العام المنصرم، والتي لم تسفر عن شيء على الأرض حتى الآن رغم توافق الأطراف المتصارعة في اليمن على إطار واسع للعمل بغية إنهاء الحرب، إلا أن أحدًا لم يلتزم بالهدنة المؤقتة التي كان يؤمل أن تكون نواة لوقف دائم للحرب.

وتُغذي تصريحات أطراف الصراع، النزعة التشاؤمية في أنّ الفرقاء غير مهيئين بعد للجنوح إلى السلم وإنقاذ اليمن من حالة الاحتراب التي تسببت في تجرعه كؤوس التمزق والانقسام، وأورثت شعبه المعاناة ..

وما بين التوافق على تاريخ ومكان جديد لجولة المفاوضات المُقبلة، سيراق الكثير من الدم اليمني في ساحة الاقتتال، وستهدر في غضون ذلك موارد وإمكانيات هو أحوج ما يكون لها..

والشاهد، أنّه ورغم الجهود الأممية الماراثونية لجمع أطراف الصراع في اليمن إلى طاولة التفاوض، إلا أن إنجاح هذه المساعي يبقى بيد اليمنيين وحدهم، وهم من يبسطون السلام والأمن في ربوع بلادهم إذا ما جعلوا مصلحة اليمن فوق ما عداها من اعتبارات ومصالح.

تعليق عبر الفيس بوك