الكوريتان .. شفا المواجهة النووية؟

نُذر المواجهة وغيومها التي تتلبد في أفق شبه الجزيرة الكورية هذه الأيام، قد تؤول إلى نهايات كارثية إذا لم يتم تهدئة هذه الجبهة القابلة للانفجار النووي في أيّ لحظة..

إنّ التجارب النووية التي درجت كوريا الشمالية، والتي وصل عدد المُعلن عنها حتى الآن إلى أربع تجارب، خلقت واقعًا من عدم الاستقرار في هذا الجزء من العالم مرشح إلى تمدد عدواه إلى المحيط الإقليمي وإلى العالم بأسره .. لأنّه لا يمكن التنبؤ بالحدود التي تمتد إليها أية مواجهة أو حرب تنشب بين الجارين اللدودين، خاصة أنّه لا تعوزهما ترسانة الأسلحة الفتّاكة، والتي يخشى ألا يتورعا عن استخدامها عند اندلاع المواجهة بينهما .. وما سيترتب على ذلك من تدخلات إقليمية ودولية لتغليب كفة أحد الطرفين على الآخر .. وفي هذا الإطار يمكن قراءة استعراض القوة الذي قامت به الولايات المتحدة أمس في سماء كوريا الجنوبية من خلال طلعات للقاذفات الجوية المُتقدمة، حيث تهدف إلى إيصال رسالة تحذيرية إلى بيونج يانج للكف عن مهددات أمن واستقرار شبه الجزيرة، لأنّ واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي في حال إقدام كوريا الشمالية على تهديد جارتها الجنوبية.

ومما يزيد درجة التوتر الإقليمي والعالمي جراء التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، إعلان الزعيم الكوري الشمالي أنّ التجربة كانت على قنبلة هيدروجينية، وهي بالقطع بادرة خطيرة تعكس تضخم وتطور الترسانة التسليحية لبيونج يانج، الأمر الذي يذكي المخاوف من المخاطر المترتبة على نشوب الحرب.

إنّ الحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، أمر في غاية الأهمية والحيوية للمنطقة والعالم بأسره، لأنّه عندما تشتعل المواجهة بين الجارين ستمتد نيران لهيبها لتلسع العالم كله.

تعليق عبر الفيس بوك