مجلس التعاون الخليجي يشجب التدخل الإيراني في المنطقة.. وطهران تشكو الرياض للأمم المتحدة

وزير الخارجية السعودي يقول إنّ بلاده تبحث فرض إجراءات إضافيّة ضد إيران

 

عواصم - الوكالات

شجب مجلس التعاون الخليجي أمس التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للسعودية والمنطقة. وأضاف في بيان بعد اجتماع استثنائي لبحث التوترات مع إيران في أعقاب الهجمات على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية أنه يدين بشدة تصرفات إيران ويحمل "السلطات الإيرانيّة المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابيّة".

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف بن راشد الزياني، في ختام اجتماع للمجلس ناقش تطورات أوضاع قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، إن دول المجلس تدين "الاعتداء الإيراني" على السفارة السعودية مشيرا إلى أنها تقف صفا واحدا مع السعودية إزاء ما أسماها بـ"الاعتداءات الإيرانية" على الممثليات السعودية في إيران. وأكد الزياني أن دول المجلس ستتخذ المزيد من الإجراءات للتصدي "للاعتداءات الإيرانية" في حال استمرت، مشيرا إلى الاتفاق على وضع آلية لمواجهة "التدخلات الإيرانية". وطالب في كلمته إيران "بإعادة الجزر الإماراتية الثلاث".

وتستعد جامعة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ اليوم بناء على طلب السعودية لإدانة "انتهاكات إيران لحرمة السفارة السعودية"، فيما دان الأمين العام للجامعة نبيل العربي بأشد العبارات "الاعتداء الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد في إيران"، معتبرا أن الحادث يعد "انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية"، محملا الحكومة الإيرانية مسؤولية حماية هذه المقرات، وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إنّ بلاده تبحث اتخاذ إجراءات إضافية ضد إيران. وجاءت تصريحات الجبير في مؤتمر صحفي بعد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وأضاف الجبير "ننظر في الإجراءات الإضافية التي يمكن اتخاذها إذا استمرت (إيران) في سياستها الحالية".

وعلى الجانب الآخر، شكا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للأمم المتحدة من "استفزازات" سعودية لإيران مع دخول أزمة دبلوماسية بين القوتين الكبيرتين بالمنطقة أسبوعها الثاني.

وفي خطاب للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون نشرته وكالات أنباء إيرانية أمس، قال ظريف إن "البعض" في الرياض يبدو عازما على جر المنطقة كلها للأزمة.

ونشبت معركة دبلوماسية بين البلدين المصدرين للنفط منذ إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية في الثاني من يناير. واقتحم محتجون إيرانيون بعد ذلك السفارة السعودية في طهران مما دفع الرياض إلى قطع علاقاتها بإيران.

وقال ظريف إن إيران "ليس لديها رغبة" في تصعيد التوترات أكثر لكنه لم يعرض تسوية إذ ألقى باللائمة في الأزمة والاضطرابات الأوسع بالمنطقة على السعودية بشكل مباشر.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن خطاب ظريف المكتوب بالفارسية "يمكن لهم مواصلة دعم الإرهابيين المتطرفين وتأجيج الكراهية الطائفية أو اختيار طريق حسن الجوار ولعب دور بناء في الأمن الإقليمي." وأشار إلى أن السعودية قامت بسلسلة من "الاستفزازات المباشرة " لإيران ومن بينها إعدام النمر وما وصفها بأنها "إساءة المعاملة المستمرة" للحجاج الإيرانيين، فيما تقول السعودية إن إعدام النمر شأن داخلي وإن إيران تتبع سياسة الانقسام الطائفي. وصور ظريف السعودية في الخطاب على أنها تهديد للأمن الإقليمي والعالمي وأرسل نسخا منه إلى منظمة التعاون الإسلامي ووزراء خارجية عدد من الدول.

 

تعليق عبر الفيس بوك