العراق يعرض الوساطة بين السعودية وإيران.. والأردن يستدعي سفير طهران لإدانة الاعتداء على سفارة الرياض

"داعش" يهدد بتدمير السجون المحتجز بها "جهاديون".. وجيبوتي تنضم للمقاطعين

 

 

بغداد - رويترز

أوْفَد العراقُ وزيرَ خارجيته إلى طهران، أمس، لعرض الوساطة في الصراع المحتدم بينها وبين الرياض، في مسعى يُبيِّن مخاوف بغداد من أثر الصراع الطائفي على حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وطلبتْ فصائل عراقية شيعية ذات نفوذ تدعمها إيران من رئيس الوزراء حيدر العبادي إغلاق السفارة السعودية التي أعيد فتحها الشهر الماضي بعد عقود من العلاقات المتوترة. واحتجَّ آلاف الشيعة في وسط بغداد أمس ورددوا هتافات ضد الأسرة الحاكمة بالسعودية.

وأرسل العبادي وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لطهران للمساعدة في نزع فتيل الأزمة. وقال الوزير العراقي في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن الخلاف قد يثير "تداعيات واسعة." وأضاف الجعفري في المؤتمر الصحفي المشترك بطهران "لنا علاقة وطيدة مع الجمهورية الإسلامية وكذلك مع أشقائنا العرب لذلك لا يمكن للعراق أن يقف ساكتا إزاء هذه الأزمة." ولم يصدر عن السعودية رد فعل فوري لعرض الوساطة العراقي.

وفي مؤشر على ما يصفه زعماء شيعة بأنها النذر الأولى لغضب محتمل في الشوارع تظاهر آلاف الشيعة في وسط بغداد وبأعداد أصغر في مدن تسكنها أغلبيات شيعية بالجنوب. وهتف المحتجون في ساحة التحرير ببغداد ضد آل سعود وطالبوا بإغلاق السفارة حيث حملوا أعلام أهم ثلاث فصائل شيعية مدعومة من إيران وهي منظمة بدر وحركة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله.

وهدَّد الحاج جواد الطليباوي المتحدث العسكري باسم عصائب أهل الحق والذي شارك في المظاهرة بالتصعيد إذا لم تتحقق مطالب المحتجين. وقال لرويترز في رسالة للعبادي إن من يحتل مقعد القيادة يحتاج لقلب قوي وعليه التحلي بالشجاعة وطالبه بالرحيل إن لم يكن كذلك.

وفي المؤتمر الصحفي المشترك بطهران، اتَّهم ظريف السعودية برفض عروض إيرانية للتعاون بشأن "الإرهاب والتطرف". كما اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني المملكة بتأجيج التوترات الإقليمية. وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني أمس "تحاول السعودية التستر على هزائمها ومشاكلها الداخلية بإثارة التوتر في المنطقة."

وقال وزير خارجية جيبوتي إن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، أمس؛ ردًّا على اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران. وبذلك تنضم الدولة الصغيرة الواقعة في القرن الأفريقي- والتي تضم القاعدة العسكرية الأمريكية الوحيدة في أفريقيا- إلى السعودية والبحرين والسودان التي قطعت علاقاتها بالكامل مع إيران. وقال وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف لرويترز في رسالة نصية "قطعت جيبوتي علاقاتها الدبلوماسية مع إيران تضامنا من السعودية". ومن جانبها، قالت البحرين إنها ضبطت خلية مرتبطة بإيران كانت تخطط لشن هجمات على أراضيها بعد أيام من قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لتحذو بذلك حذو حليفتها السعودية. ولم يصدر تعقيب على الفور من إيران التي نشب خلاف دبلوماسي بينها وبين السعودية منافستها في المنطقة إضافة إلى دول خليجية أخرى منها البحرين.

ونفت إيران مرارا اتهامات فيما مضى بضلوعها في هجمات في البحرين التي تشهد اضطرابات سياسية من حين لآخر منذ احتجاجات اندلعت هناك عام 2011 وقادتها الأغلبية الشيعية للمطالبة بمزيد من الحقوق.

وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الأردن استدعى السفير الإيراني أمس للتأكيد على إدانة عَمَّان للهجوم على السفارة السعودية في طهران و"التدخل الإيراني" في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقالت بترا: "تم التأكيد على موقف الأردن بإدانة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية ... ورفض التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين إيرانيين والتي تعد تدخلا في الشأن الداخلي السعودي." وأضافت "تم التشديد أيضا على استنكار التصريحات والممارسات لبعض المسؤولين الإيرانيين والتي تؤدي إلى الشحن المذهبي في المنطقة وفي العالم." وقالت إنه تم إبلاغ السفير الإيراني بنقل الموقف الأردني إلى حكومته فورا.

وتوعد تنظيم الدولة الإسلامية بتدمير سجون السعودية المحتجز فيها جهاديون بعد أن أعدمت المملكة 47 شخصا من بينهم 43 عضوا في تنظيم القاعدة يوم السبت الماضي. وتحدث التنظيم المتشدد -الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات نفذت في السعودية وكثف عملياته في اليمن- عن سجني الحائر والطرفية حيث يحتجز الكثير من أعضاء تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.

تعليق عبر الفيس بوك