"سيميائية النص الثقافي في عمان" يستهدف مقاربة النصوص المحلية بأبعاد تطبيقية

يتضمن 5 أوراق عمل ناقشتها ندوة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء

مسقط -العمانية

يأتي كتاب "سيمائية النص الثقافي في عُمان" توثيقًا للندوة التي عقدتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في العام 2013، حيث سعت الجمعية من خلال أوراق الندوة إلى تحقيق ثلاثة أهداف، أولها تعاون الجمعية العمانية للكتَّاب والأدباء مع المجتمع الأكاديمي داخل السلطنة وخارجها من أجل إثراء البحث العلمي، مع محاولة مقاربة النص العماني بأشكاله المتعددة مقاربة تحليلية سيميائية، والسعي إلى إثراء البحث والدراسات الحديثة في عُمان بمقاربات ذات أبعاد تطبيقية غير وصفية أو نظرية.

وصدر الكتاب بالتعاون مع مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، وحررت الكتاب الدكتورة عائشة الدرمكية الباحثة المتخصصة في السميائيات. وجاء في 132 صفحة متضمناً خمس أوراق بحثية موزعة على فصلين. وحمل الفصل الأول عنوان (سيميائية النص الشفاهي في عُمان) وتضمن ثلاث أوراق بحثية هي (مراجع تمثل وتمثيل المثل الشعبي العماني) للباحث المغربي الدكتور عبد اللطيف محفوظ من جامعة الحسن الثاني بالمغرب. والورقة الثانية للدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية - من الجامعة العربية المفتوحة - وعنوانها (سيميائية الحسد في الفكر الشعبي العماني). أما ثالث أوراق الفصل فجاءت بعنوان (بنية الشخصية في حكاية أبي دحية النميري) للدكتور محمد زروق من جامعة السلطان قابوس. وحمل الفصل الثاني من الكتاب عنوان (سيميائيات النص الأدبي في عمان) وضم هذا الفصل ورقتين بحثيتين هما (النص الموازي في مجموعة المغلغل القصصية والمسرحية لعبد الله الطائي: مقاربة في سيميائيات العتبات النصية) للدكتور أحمد يوسف من جامعة السلطان قابوس، والورقة الثانية للباحث العماني حافظ أمبوسعيدي -كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها- وعنوان الورقة هو (سيميائية الفضاء النصي في رواية "بن سولع" لعلي المعمري).

ويدرس الدكتور عبد اللطيف محفوظ المثل العماني الآليات المتحكمة في إنتاج المثل الشعبي بشكل عام والمثل العماني بشكل خاص، بالتركيز على نقطتين الأولى تتجسد في محاولة تمثل المورد الأول للمثل إذا كان بناء ينتجه الذهن المفكر ليختزل من خلال سيرورة من التفكر التي تتغيا إنتاج حقيقة بخصوص حالة أشياء ما أو حالة وعي ما، أو من خلال تمثل المصدر إذا كان اختزالاً وفق تكثيف مخصوص لمغزى حادثة أو حكاية وصولاً إلى تحوله إلى مثل سائر متعدد حالات وأزمنة متضاربة.

وتستقصي الدكتورة عائشة الدرمكية في دراستها سيمائيات الحسد في الفكر الشعبي العماني حيث تستخدم الأدوات المنهجية التي أتى بها جريماس وفوتنيني في كتابهما "سمياء الأهواء" وتشير الدرمكية إلى أنّ سبب اختيارها لدراسة هوى الحسد إلى كون الحسد من تلك الأهواء التي لم تحظ بالاهتمام الكبير على المستوى المجتمعي الشفاهي، فهو من الأهواء التي تتحول من كون فيزيقي غير مدرك إلى حسي.

ويتوقف الدكتور محمد زروق عند بنية الشخصية في "حكاية أبي حية النميري" وهي من أدب المقامات. ويسعى الباحث في ورقته إلى محاولة استثمار منهج السيميائيات السردية التي أفردت مكانًا مهماً للشخصية من حيث هي علامة دالة داخل فضاء الحكاية بما تحققه من وظائف وبما تنجزه من أعمال وما تحيل إليه من مرجعيات. فورقة الدكتور زروق درست نصًا قديمًا يسند إلى ابن دريد وهو "حكاية أبي حية النميري" إذ يعد من النصوص المؤسسة لفن المقامة، ولكن زروق يعتبر داخلا ضمن جنس الخبر، وقد تمت مقاربة نص الحكاية من زاويتين هما زاوية شخصيات التواصل الظاهرة في قسم السند، وزاوية الشخصية والشخص، فعبر هاتين الزاويتين أمكن للباحث بيان طرائق بناء الشخصية في هذا النص.

وينظر الدكتور أحمد يوسف في بحثه إلى النص الموازي في نصوص مجموعة المغلغل القصصية لعبد الله الطائي، مبرزا الدور الذي يلعبه هذا النص من باب اعتباره عتبة نصية وذلك وفق المنهج السيميائي. وتقف الدراسة عند جملة من الأمور التي كشفت عن دور النص الموازي في المجموعة حيث تطرق الباحث إلى التحليل السيميائي للعنونة وتحليل غلاف المجموعة من ناحية سيمائية ثم قام الباحث بدراسة خطاب التقديم الذي كتبه أبناء المؤلف.

وتكشف دراسة الباحث العماني حافظ أمبوسعيدي حول سيمائية الفضاء النصي في رواية بن سولع لعلي المعمري الثراء الفضائي الذي تتمتع به رواية المعمري بدءًا من العنوان الذي يشكل ثيمة مكانية ترتكز على محوريتها حركة الرواية بكافة عناصرها. وتهدف الدراسة إلى كشف ملامح الفضاء النصي بتفاصيله وسبر أغوار ملاءمته الدلالية في النص من خلال رؤية سيميائية، وذلك عبر تطبيق خطاطة جاكبسون بعواملها الستة لتقصي العلاقة الكامنة بين الدلالة النصية في بنيتها العميقة ودور فضاء النص في بنائها وتشكلها.

تعليق عبر الفيس بوك