عام جديد.. وحديث كروي "عام"

حسين الغافري

(1)

العام الجديد منتظر أيضاً أن يحُدّث تقلبات في مناصب الرؤوس العليا في الرياضة العالمية.. فضيحة بلاتر وقضايا الفساد التي تلاحقه وأوقفته وشوهت صورته أبرز أحداث العام المنصرم في اتحاد اللعبة "فيفا"، والمشاكل التي امتدت إلى الفرنسي بلاتيني في الاتحاد الأوروبي. قد نشهد طفرة جديدة برئاسة الاتحادين، وما يهمنا نحن العرب أن تصل أحد الأسماء العربية لأعلى هرم كروي بالعالم. الأمر أقرب من أي وقت مضى، وغير بعيد في حدوثه.. وهو ما نمني النفس على أن نشاهده في هذا العام، فهل يتحقق؟

(2)

العام الجديد سيكون عام اليورو الفرنسي وذكريات زيدان ورفاقه بآخر يورو حققها الديوك.. هذا العام تبدو الاحتمالات قويّة والفرص متساوية لكبار أوروبا إذا ما تركنا الحظوظ العملاقة التي رافقت الثور الإسباني خلال آخر بطولتين.. وقتها كان الإسبان فوق الكل وخارج كل سرب.. أمّا هذه المرة فالكفة متساوية والحظوظ تبدو واحدة ومشتركة.. المنتخب الفرنسي يملك مجموعة أسماء يمكن الرهان بها، والحديث عن الأرض والجمهور لا يمكن إغفاله.. المانشافت الألماني بطل العالم يملك حظوظه المعتادة بدرجة كبيرة وأكثر ما يشد في الألمان هو دهاؤهم وصبرهم جعلت كل بطولة يدخلونها كبطل مرشح، ولعل آخر أربع كؤوس عالمية تظهر القوة الألمانية وتعملقهم في المربع الذهبي لجميعها مع تتويج وحيد وخسارة لنهائي وحيد! الحديث عن الحظوظ ومستوى التنافس يبدو مبكرا.. والأحداث الرياضية تتقلب وتتغير وتذهب إلى آفاق أرحب وأوسع.. والدخول في تفاصيلها يحتاج إلى صفحات واسعة.. فلا يمكن تجاوز الطليان عمالقة وأساتذة الكرة.. أو الإنجليز والبقية.. عام اليورو مؤكد بأنّه سيكون مشوقا وغنيا بالمتعة وهو ما سيخدم المتابع العاشق والمحب للكرة العالمية.

(3)

مرّ العام سريعاً علينا، مرّ بكثيرٍ من الأحداث وكثيرٍ من الإنجازات الرياضية في الكرة الأوروبية. برشلونة كان سيد الجميع، وفوق الجميع بكل ما يمكن أن يوصف من كلمات المديح والإطراء على مجموعة من اللاعبين الكبار والمدرب المحظوظ بكوكبة النجوم لديه وسياسة الفريق الناجحة. بدأ برشلونة قصة إنجازاته في عامه الذي لا ينسى بقوة مع تخلله لبعض الهفوات.. وأنهى عامه كما يجب أن يكون بلقب كأس العالم للأندية. العام (2016) لربما يحمل قصة مشابهة كالتي حققها عن جدارة في العام الذي ودعّناه قبل أيام. ولربما يكون عكس ذلك.. من يدري، فالبقاء في القمة أصعب من الوصول إليها!. بدوره يظهر ريال مدريد المنافس الأزلي للفريق الكاتلوني بأحلام رسمها رئيسه التاريخي فلورنتينو بيريز وأنفق الأموال الطائلة من أجل النهوض واستعادة ذكريات عام 2014م ولما لا يكون أفضل من ذلك!. وعلى الرغم من النهاية السيئة في العام المنصرم بسقوط قاس برباعية بيضاء أمام برشلونة في العاصمة مدريد وبعدها الخروج من الكأس بقرار إداري خاطىء إلا أنّ الفريق يسعى لاستعادة كبريائه وترتيب أوراقه مجدداً مع مدربه الإسباني بنتيز وإلا وإن حدث غير ذلك فسنشهد هيكلة جديدة في القلعة الملكية وتغيير شامل متوقع ابتداءً من الرئيس بعدما ظهرت الأصوات الخافتة بنهاية الكلاسيكو الأخير.. مؤكد بأنّها ستكون عالية وقد تحدث بعدها زوبعة إذا ما انتهى الموسم والملكي "بلا لقب" وهو ما أراه قريب للحدوث!.

(4)

هذا العام قد لا نُشاهد كسر احتكار الكرة الذهبية للأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو على اعتبار أنها لن تذهب عن البرغوث الأرجنتيني منتصف الشهر الحالي، وعلى اعتبار أنّها محسوبة لإنجازات ومشاركات العام المنصرم.. بالطبع أن مشاهدة ميسي ورونالدو في الملعب يبعث الإثارة والمتعة والندية ويجعل الفوارق واضحة والأضواء مسلطة والقيمة الفنية كبيرة للحدث.. هما علامة فارقة في كرة القدم الحديثة، والقرن الجديد خصوصاً، ولعلّ انتظار مشاهدة قرين لما حققاه أمر مستبعد في المستقبل القريب.. مع ذلك لا يمكن إلغاء فكرة أن العام الجديد هو عام منتظر أن نشاهد أحد النجوم الجدد يصعد لمنصة التتويج ويكسر القاعدة التي لا زالت مستمرة منذ سبعة أعوام.. ومع التشاؤم في قلة الأسماء الكبيرة - وتبدو نادرة للغاية وغير مستقرة في العطاء- حتى نرى أنّ التنافس أركانه مكتملة. مع ذلك تبدو حظوظ برشلونة كبيرة بنيمار وسواريز عن غيرهم في الأندية الأخيرة لكسر هذه القاعدة. الويلزي جاريث بيل والكولومبي خاميس في مدريد مشروع رهان ينبغي أن يكون لهما كلمة أكبر ومع تقدم رونالدو في السن الحمل سيكون أكبر عليمها.. الألمانيان مولر في بايرن ميونيخ ومسعود أوزيل في آرسنال منتظر أن تكون لهما بصمة عملاقة مع أنديتهم ومع منتخب بلادهم في اليورو المقبل. مع ذلك أرى أنّ البطولة الأوروبيّة قد تبرز أحد النجوم وتضعه على خارطة الأفضل بالعالم مع ذلك لا أستبعد عاما ثامنا لا يُحدَّث بجديد في ظل وجود موهبة ميسي ورونالدو!.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك