"حصاد 2015": خماسية تاريخية للبارسا.. والفضائح تهز عرش "الفيفا" وتطيح بـ"الداهية".. والمنشطات تعصف بـ"أم الألعاب"

لم يكن العام 2015 سهلا على الرياضة العالمية، فلم ينقضِ شهرٌ من هذه السنة إلا وانفجرت قنبلة إعلامية تهزُّ الكيانات الرياضية واللعبات المختلفة، ورغم أن هذا العام وفقا للتقويم الميلادي سنة بسيطة، إلا أنه كان كبيسًا على الرياضة والرياضيين، بعدما استشرى الفساد في مؤسسات ورياضات عديدة، فتربَّعت كرة القدم بلا منازع على قمة الفساد الرياضي، ونالت براثن الفضائح كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وأُلقي القبض على عدد كبير منهم، بتهم الفساد وغسل الأموال وسوء الإدارة واستغلال المناصب، وكانت الضربة القاضية بعزل السويسري جوزيف سيب بلاتر، ومن ثم إيقافه عن العمل الكروي، وهو ما تكرَّر مع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ميشيل بلاتيني، فضلا عن رؤساء اتحادات أخرى نالتهم نيران لجنة القيم بالفيفا.

 

غير أنَّ الصورة لم تكن بتلك القتامة الشديدة؛ إذ حمل العام 2015 في طياته لحظات بهجة وانتصارات -وإن كانت شحيحة- إذ واصل قطبا كرة القدم العالمية، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي تحطيم الأرقام القياسية، بعد نجاح الأخير في قيادة فريقه برشلونة إلى إنجاز جديد بالفوز بخمس بطولات من أصل ستة خلال العام؛ حيث توج بطلاً للدوري الإسباني وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبي، وأخيراً كأس العالم للاندية.

 

الرُّؤية - أحمد السلماني

 

وفي أمِّ الألعاب، برزتْ فضائح المنشطات التي نالت من الاتحاد الروسي للعبة، والذي أوقف وحرم من المشاركة في المسابقات المقبلة، بينها دورة ألعاب أولمبياد ريو دي جانيرو الصيف المقبل، بسبب رعايته وتشجيعه رياضييه على تعاطي العقاقير المنشطة لرفع المستوى بصورة غير قانونية.

وشهدت رياضة الملاكمة حدثاً هائلاً، عندما وصف نزال الوزن المتوسط بين الأمريكي فلويد مايويذر والفلبيني ماني باكياو بـ"نزال القرن"، كونه شهد حصول الفائز مايويذر على 120 مليون دولار وباكياو على 80 مليون دولار. وبعدها بشهور حقق البريطاني تايسون فيوري إنجازاً عظيماً في الوزن الثقيل عندما نجح في هزيمة الأوكراني فلاديمير كليتشكو، ليخطف منه 4 ألقاب عالمية، وهي الهزيمة الأولى لكليتشو منذ 11 عاماً.

 

إنجازات وإخفاقات

 

وفي مطلع العام وتحديدا في شهر يناير الماضي، فاز النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثالثة في مسيرته، والثانية على التوالي، بعد تفوقه على ليونيل ميسي ومانويل نوير، كما أحرزت أستراليا كأس أمم آسيا، بعد فوزها بالمباراة النهائية على كوريا الجنوبية 2/1. أما في رياضة التنس، فقد أحرز الصربي نوفاك ديوكوفيتش والأمريكية سيرينا ويليامز لقبي بطولة أستراليا وهي أولى بطولات "الجراند سلام".

وفي فبراير، قاد يحيى توريه ساحل العاج إلى إحراز لقبها الثاني في كأس الأمم الإفريقية عقب الفوز في المباراة النهائية على غانا بركلات الترجيح 9/8. كما فاز تشيلسي بكأس المحترفين الإنجليزية، ليحرز اللقب الأول مع مورينيو منذ عودته إلى النادي في 2013.

وفي مارس، بدأ بطل العالم في الفورمولا 1، لويس هاميلتون الموسم بقوة، بعدما فاز بسباق استراليا، بجانب فوز سائق فيراري سيباستيان فيتيل بسباق ماليزيا.

أما في كرة القدم، فشهد الشهر تمكن باريس سان جيرمان من إقصاء تشيلسي في أبرز مباريات دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا الذي أحرز لقبه برشلونه لاحقا.

وفي أبريل من العام نفسه، تمكن ريال مدريد من التغلب على جاره أتليتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، فيما تعرض بايرن ميونيخ لصدمة بخسارته 1-3 أمام بورتو، لكنه رد بفوز ساحق 6-1 في الإياب.

وفي مايو، استيقظ العالم الكروي على صدمة مدوية بعد القبض على 14 مسؤولاً في الفيفا بتهم الفساد، قبيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي، ومع ذلك فإن جوزيف بلاتر فاز بولاية خامسة لرئاسة الفيفا بعد تفوقه على الأردني الأمير علي بن الحسين، لكنه بعد ذلك عاد واستقال بعد أن طالت شبهات الفساد شخص بلاتر وأقرب معاونيه.

وفي الشهر ذاته، شهد العالم "نزال القرن" في الوزن المتوسط بين الأمريكي فلويد مايويذر والفلبيني ماني باكيوا، والذي حسمه الأول بالنقاط ليحصل على 120 مليون دولار، فيما حصل باكيوا على 80 مليوناً.

وفي كرة القدم، أحرز برشلونة في هذا الشهر الثلاثية، بالفوز بدوري أبطال أوروبا بعد الدوري الإسباني وكأس إسبانيا. أما في إنجلترا فقد أحرز تشيلسي الدوري الإنجليزي للمرة الخامسة في تاريخه، وفاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة الثالثة على التوالي والـ26 في تاريخه، وتوج يوفنتوس بطلا للدوري الإيطالي للمرة الرابعة على التوالي والـ31 في تاريخه.

وفي يونيو، وبعد مرور أسابيع قليلة على فوزه، أعلن بلاتر أنه سيستقيل من رئاسة الفيفا داعيا لعقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية في أقرب وقت لاختيار من يخلفه في المنصب. وفي سباقات الفورمولا 1، فاز سائقا مرسيدس هاميلتون ونيكو روزنبورج بسباقي كندا والنمسا على التوالي. وفي لعبة التنس، أحرز السويسري ستان فافرينكا وسيرينا ويليامز، لقبي بطولة فرنسا المفتوحة.

وفي يوليو، فازت تشيلي بكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) للمرة الأولى في تاريخها عقب فوزها على الأرجنتين في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-1. وفي رياضة التنس فاز ديوكيوفتش وسيرينا ويليامز بلقبي بطولة ويمبلدون للتنس. وفي الفورمولا 1، تصدر هاميلتون السباق البريطاني، فيما أحرز فيتيل سباق المجر.

وفي أغسطس، حطم مانشستر سيتي رقمه القياسي في قيمة الانتقالات؛ حيث أنفق 100 مليون جنيه استرليني لضم رحيم ستيرلينج من ليفربول، وكيفن دي بروين من فولفسبورج. كما أحرز برشلونة لقبه الرابع في 2015 بفوزه بكأس السوبر الاوروبي، لكنه فرط بكأس السوبر الاسباني بخسارته أمام أتليتكو بلباو. وفي الفورمولا 1، فاز هاميلتون بسباق بلجيكا واقترب من احراز بطولة العالم. أما في ألعاب القوى فقد حافظ أسرع رجل في العالم العداء الجمايكي يوسين بولت على زعامته بفوزه بسباقي 100م و200م على العداء الأمريكي جاستن جاتلين في بطولة العالم في الصين.

وفي سبتمبر، تم إعفاء سكرتير عام الاتحاد الدولي لكرة القدم جيروم فالكه من كل مهامه ومناصبه بشكل فوري نتيجة ادعاءات تورطه في فضيحة فساد، كما أعلن المدعي العام السويسري فتح إجراءات جنائية ضد جوزيف بلاتر للاشتباه في "سوء تدبير واختلاس"، وهي قضية متعلقة باتفاقية مع الاتحاد الكاريبي، إضافة إلى تهمة سداد "غير مشروع" إلى ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم. وخضع بلاتر للاستجواب كما خضع مكتبه في الفيفا لعملية تفتيش، إضافة لمصادرة بيانات، كما طُلب من بلاتيني توفير معلومات.

وفي الفورمولا 1، فاز هاميلتون بسباقي إيطاليا واليابان، في حين أحرز فيتيل سباق سنغافورة. وفي لعبة التنس، أحرز ديوكوفيتش لقبه الثالث في "الجراند سلام" بفوزه ببطولة أمريكا المفتوحة، في حين أحرزت الإيطالية فلافيا بينيتا لقب السيدات لتحرم سيرينا ويليامز من العلامة الكاملة.

وفي أكتوبر، قرَّرت لجنة القيم بالفيفا إيقاف بلاتر وبلاتيني وفالكه بشكل مؤقت لمدة 90 يوما عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة، كما قررت إيقاف الكوري الجنوبي تشونج مونج يون لست سنوات ليخرج بهذا من السباق على رئاسة الفيفا في الانتخابات المقررة في 26 فبراير 2016.

وفي كرة القدم أيضا، عُيِّن الألماني الموهوب يورجن كلوب مدرباً لليفربول خلفاً لبريندان روجرز، وبات يعرف باسم "السبيشال تو". أما في الفورمولا 1، فاز هاميلتون بسباقي روسيا والولايات المتحدة وأحرز بطولة العالم للمرة الثالثة قبل ثلاثة سباقات على النهاية.

وفي ألعاب القوى، كشف تقرير تورط الحكومة الروسية في عمليات تنشيط ممنهجة لرياضيها وعمليات رشى وفساد في اتحادها.

وفي نوفمبر، خسر ريال مدريد برباعية نظيفة على أرضه أمام عدوه اللدود برشلونة فيما عُرف بـ"كلاسيكو الأرض 2015". وحطم جيمي فاردي مهاجم ليستر الإنجليزي الرقم القياسي في عدد مرات التسجيل المتواصل البالغ 12 مباراة متتالية في الدوري الانجليزي، واختير المهاجم الإماراتي أحمد خليل أفضل لاعب في قارة آسيا.

وأعلنت لجنة الانتخابات بالفيفا عن أسماء المرشحين الرسميين لرئاسة الفيفا؛ وهم: البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي، والأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني، والسويسري جاني إنفانتينو أمين عام اليويفا، والجنوب إفريقي توكيو سيكسوايل، والفرنسي جيروم شامبين المستشار السابق لبلاتر.

وفي الملاكمة، حقق البريطاني تايسون فيوري اإنجازاً عظيماً في الوزن الثقيل عندما نجح في هزيمة الاوكراني فلاديمير كليتشكو، ليخطف منه 4 ألقاب عالمية، خصوصاً أن الأخير تعرض للهزيمة الاولى فقط منذ 11 عاماً.

وفي الفورمولا 1، نجح روزبورج في الفوز بالسباقات الثلاثة الأخيرة في الموسم (المكسيك والبرازيل وأبوظبي) لكنها لم تؤثر على النتيجة النهائية للبطولة التي أحرزها هاميلتون.

وفي ألعاب القوى، أعلنت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات حرمان روسيا من المشاركة في أي مسابقة في ألعاب القوى، وبينها أولمبياد ريو دي جانير 2016.

وفي الشهر الأخير من العام، نجح برشلونة في إحراز الخماسية خلال 2015، عقب فوزه بكأس العالم للأندية، بعد تغلبه في المباراة النهائية على ريفر بليت الارجنتيني. فيما تلقى عشاق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو "السبيشال وان" صدمة بعد إعلان إقالته من تدريب تشيلسي في وصمة عار لسجله وسمعته، عقب نتائج كارثية للفريق هذا الموسم.

وقررت لجنة القيم بالفيفا إيقاف كل من بلاتر وبلاتيني لثماني سنوات عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة.

تعليق عبر الفيس بوك