ملتقى الفرص الاستثمارية بالبريمي

سَيْف المعمري

مُلتقى الفرص الاستثمارية بمحافظة البريمي -والذي نظَّمه بنك التنمية العُماني، بالتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بالمحافظة، ومنطقة البريمي الصناعية، وكلية البريمي الجامعية- صباح الإثنين الماضي، كان فرصة مواتية لاستعراض الحوافز والتسهيلات والدعم الذي يقدمه بنك التنمية العُماني لرواد الأعمال في جميع محافظات السلطنة بشكل عام ومحافظة البريمي بشكل خاص.

وحسب ما جاء في كلمة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الهنائي مدير عام بنك التنمية العُماني، التي ألقاها في افتتاح الملتقى: "فإن البنك استطاع خلال السنوات العشر الماضية تمويل مشاريع تجاوزت قيمتها 359 مليون ريال عُماني، واستفاد منها أكثر من 45 ألف مشروع موزعة على مختلف محافظات السلطنة وعلى قطاعات اقتصادية متنوعة بمعدل 4500 مستفيدا سنويا، وإن عدد القروض التي قدمها بنك التنمية العُماني في محافظة البريمي خلال السنوات الثماني الماضية حوالي 984 قرضا، بقيمة تجاوزت 12 مليون ريال عُماني".

وإن كان مبلغ القروض الذي قدمه البنك للمشاريع المحافظة لا يزال قليلًا عطفا على الإمكانيات والفرص الاستثمارية الواعدة التي تتمتع بها المحافظة بولاياتها الثلاث (البريمي، ومحضة، والسنينة) من جهة، وقربها من الموانئ والمطارات والأسواق والمناطق التجارية والصناعية الحرة في كلٍّ من مدينة صحار والإمارات العربية المتحدة الشقيقة، واللتين لا تبعدان عن محافظة البريمي بأكثر من 120 كيلومترا فقط، وبالتالي فمثل هذه الملتقيات تفتح مجالا أكبر أمام الشباب في المحافظة للتعرف على ما يقدمه البنك من مزايا لدعم ريادة الأعمال، وأتاح المعرض المصاحب للملتقى المجال أمام رواد الأعمال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعرض تجاربهم الناجحة في مشاريعهم، وقد التقيت عددًا منهم ولمست منهم الرضا التام عن التسهيلات والدعم الذي يقدمه لهم بنك التنمية العُماني والإجراءات الميسرة، ومن خلال حديثي مع أحد الموظفين بالبنك أكد لي أنَّ المشاريع التي شاركت في المعرض المصاحب للملتقى ما هي إلا نماذج من عشرات المشاريع المتميزة بالمحافظة.

ومن الأهمية أنْ لا يقتصر عقد الملتقى على يوم واحد فقط، فلو تمت إقامته على مدى ثلاثة أيام يتم خلالها استعراض تجارب رواد الأعمال بالمحافظة وخطوات بناء مشاريعهم والتحديات التي واجهتهم والتي لا تزال تشكل تحديا لهم، وكذلك فتح المجال أمام طلاب وطالبات الجامعات والكليات ومركز التدريب المهني والمدارس لزيارة المعرض ولقاء أصحاب وصاحبات الأعمال والتحاور معهم، لساهم ذلك بشكل أكثر فاعلية في ترسيخ ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال بالمحافظة.

ومن خلال الجلسة النقاشية التي أقيمت بالملتقى، وفي سؤال وُجِّه لخويطر بن هلال المعمري مدير فرع بنك التنمية العُماني بالبريمي، حول التحديات التي تواجه الشباب بالمحافظة في إقامة مشاريعهم؛ كان رد المعمري: "أبرز التحديات التي تقف عائقا أمام نجاح الشباب في مشاريعهم بمحافظة البريمي هي غياب الفكرة الإبداعية في المشروع، فنجد ظاهرة استنساخ الأفكار وتكرار إقامة مشاريع معينة في المحافظة وعدم الالتفات لأفكار ومشاريع تجارية جديدة كلها عوامل تساهم في الحد من نجاح المشاريع الأخرى".

وفي سؤال وُجِّه لهلال بن سيف النقبي إخصائي إعلام بفرع الغرفة بمحافظة البريمي حول: هل تمثل الغرفة بيت التجار بالمحافظة؟ أجاب النقبي قائلا: نعم، مستطردا بذكر الأنشطة والبرامج والاجتماعات الدورية التي تعقدها جميع اللجان بالغرفة، والتي لا تقل عن ثمانية اجتماعات لكل لجنة على الأقل في كل عام، ومسترشدا بالجهود الإعلامية والبرامج والورش والمعارض التي يقيمها الفرع ويتعاون في إقامة البعض الآخر منها مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والتي تستهدف الشباب المقبلين على ريادة الأعمال.

لذا.. آن الأوان لتتكامل الجهود بين مختلف المؤسسات في الدولة، وأن تعمل معا لبناء ثقافة مجتمعية في مجال ريادة الأعمال، وأن تقام ملتقيات مماثلة وبشكل دوري، وأن توسع قاعدة المشاركة لجميع رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، وأن تعمل جميع المؤسسات من أجل تبسيط الإجراءات أمام الشباب العُماني، وأن يتم مراعاة حاجة السوق الفعلية لأنشطة معينة لتحفيز الشباب على ابتكار أفكار ومشاريع جديدة، وأن يكون ملتقى الفرص الاستثمارية بمحافظة البريمي نواة لملتقيات قادمة.

Saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك