الجيش السلطاني العماني يحتفل بتخريج دورتي الضباط المرشحين والجامعيين التخصصيين

محافظ ظفار يرعى المناسبة.. ويسلم سيف الشرف للحاصل على المركز الأول

مسقط - الرُّؤية

احتفلَ الجيشُ السلطانيُّ العُماني، أمس، بتخريج دورتي الضباط المرشحين بكلية السلطان قابوس العسكرية ودورة الضباط الجامعيين التخصصيين، تحت رعاية مَعَالي السيِّد مُحمَّد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار.

وبدأتْ مراسم الاحتفال -الذي أقيم بميدان الاستعراض العسكري، بمعسكر المرتفعة- بالتحية العسكرية لراعي المناسبة، وعزفتْ فرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني السلام السلطاني، واستأذن قائد الطابور مَعَالي السيِّد رَاعَي المناسبة في تفتيش الصف الأمامي من طابور الخريجين، وقدَّم الخريجون استعراضاً عسكريًّا بالمسير البطيء والعادي مروراً من أمام المنصة الرئيسية لميدان الاحتفال، وتقدم الطابور على هيئة الاستعراض للأمام.

وسلَّم مَعَالي السيِّد وزير الدولة ومحافظ ظفار (راعي الاحتفال) سيف الشرف للضابط المرشح محمود بن سلطان الهنائي من الجيش السلطاني العماني الحاصل على المركز الأول على مستوى دورة الضباط المرشحين. وجرتْ مراسم تسليم واستلام راية كلية السلطان قابوس العسكرية؛ حيث قامت مجموعة حملة الراية بدورة الضباط المرشحين المتخرجة بتسليمها إلى مجموعة حملة الراية بالدورة الحالية، والتي لا تزال تتلقى تدريباتها بالكلية، الذين أقسموا على صونها وإبقائها عالية خفاقة، ثم عُزفَ سلام العلم وطاف حملة الراية بها بين صفوف دورتهم.

وردَّد الطابور نشيد الجيش السلطاني العماني، وأدَّى الخريجون قسم الولاء ونداء التأييد، وهتفوا ثلاثاً بحياة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- وأدَّى طابور الخريجين التحية العسكرية، وعزفت الموسيقى السلام السلطاني، وتقدم قائد الطابور مستأذنا معاليه بالانصراف، ومرَّ طابور الخريجين من أمام المنصة الرئيسية مُؤدِّين التحية العسكرية لمَعَالي السيِّد راعي الاحتفال. وقدَّمتْ موسيقى الجيش السلطاني العماني مقطوعات ومعزوفات موسيقية متنوعة، وعرضاً موسيقيا عسكريا.

وبعد انتهاء مراسم التخريج للدورتين، صافح مَعَالي السيِّد وزير الدولة ومحافظ ظفار أعضاء هيئة التوجيه والتدريب بكلية السلطان قابوس العسكرية، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

حضر المناسبة: معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء والمستشارين، وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى، وعدد من أصحاب السعادة، وعدد من كبار ضباط قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى بالدولة، وعدد من القادة وكبار الضباط المتقاعدين، وجمع من منتسبي الجيش السلطاني العماني وأولياء أمور الضباط الخريجين.

وشارك في الدورة المتخرجة عددٌ من الضباط المرشحين من الجيش السلطاني العماني وسلاح الجو السلطاني العماني والحرس السلطاني العماني وقوة السلطان الخاصة والأجهزة الأمنية الأخرى بالدولة، إلى جانب مشاركة عدد من الضباط المرشحين من القوات المسلحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وبمناسبة تخريج الدورة الجديدة من الضباط المرشحين بكلية السلطان قابوس العسكرية، قال مَعَالي السيِّد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار (راعي المناسبة): تشرفت برعاية حفل تخريج كوكبة من الضباط المرشحين، وأتمنى لهم كل التوفيق في قادم حياتهم العملية، وأحثهم على الحفاظ على أمن الوطن الغالي وخدمة سلطانه المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأتمنَّى لهم مزيدًا من التقدم والعطاء، كما أوصي زملاءهم في الدورة القادمة -والذين تسلموا راية كلية السلطان قابوس العسكرية في نفس اليوم- بأن يُواصلوا المسيرة ويسيروا على النهج أُسوة بزملائهم الخريجين من الدورة.

وقال العميد الركن سعود بن بدر البوسعيدي آمر كلية السلطان قابوس العسكرية: في هذا اليوم المبارك من أيام عمان الخالدة، وعمان تحتفل بذكرى عيدها الوطني الخامس والأربعين المجيد، يسرني أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع منتسبي كلية السلطان قابوس العسكرية أن نرفع أسمى وأجل آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الاعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- وبهذه المناسبة، يسرُّني أن اقدم هدية عمان هدية الوطن هدية القوات المسلحة كوكبة ودفعة جديدة من الضباط المرشحين الخريجين؛ ليكونوا رافدا جديدا مؤهلا من الجيل المتعلم ليساهم في بناء عمان ونهضتها الحديثة.

وأضاف العميد الركن بأنَّ الدورة أنهت تدريباتها المقررة من المنهاج العسكري والأكاديمي خلال عامين كاملين، وها نحن اليوم نحتفل بتخريج هذه الدفعة وتتويج مسيرة جهود مضنية تكللت ولله الحمد والمنة بالنجاح، واشتملت في منهاجها على أربع فصول دراسية شملت المناهج العسكرية والمناهج الأكاديمية، وقد اجتازها المرشحون بكل كفاءة واقتدار، وشارك في الدورة منتسبو مختلف الأسلحة والتشكيلات من قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية، إضافة الى أبناء من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويسعدني أن أتوجه بالشكر الجزيل للخريجين والقائمين على التدريب على ما بذلوه من جهود وعطاءات طيلة فترة التدريب، وأهنئ الخريجين على تخرجهم واجتيازهم مقررات الدورة بنجاح، وأحثهم على بذل المزيد من العطاء، وأتوجه إليهم بالقول إن تخرجكم خطوة أولى في مجال العمل العسكري فأمامكم تحدٍّ كبير وتأهيل قادم، وأرجو أن تأخذوه بمحمل الجد كما عودتمونا دائما طيلة فترة التدريب، وهناك مسؤوليات تنتظركم ومهام عضال ملقاة على عاتقكم تجاه الوطن العزيز، فعليكم أن تسلحوا أنفسكم وأخص بذلك التسليح الذاتي بالثقافة والمعرفة، وأتمنى للجميع من الله التوفيق والنجاح.

ويُذكر أن كلية السلطان قابوس العسكرية بالجيش السلطاني العماني تعد صرحا تعليميا يُعنى بإعداد الضباط المرشحين، ليصبحوا ضباطاً قادرين على تحمل مسؤولياتهم الجسيمة في أداء واجبهم الوطني بكل كفاءة واقتدار بعد أن نهلوا من معين علومها العسكرية والأكاديمية سواء النظرية منها أو العملية، وصقلهم بالعلوم العسكرية وتنفيذ التمارين الميدانية ليكونواً دائما قادرين على أداء الواجب الوطني وبكل كفاءة واقتدار.

ومرت عملية تدريب المرشحين بالجيش السلطاني العُماني بعدة مراحل من التطوير والتحديث وفقا للمتطلبات والاحتياجات المخطط لها؛ حيث يعود تاريخ تشكيل أول نواة لتدريب الضباط المرشحين بالجيش السلطاني العُماني في العام 1971م، وكانت تعرف باسم جناح تدريب المرشحين في كتيبة تدريب قوات السلطان المسلحة بغلا، ونظرا لازدياد حاجة الجيش السلطاني العماني لتغطية الاحتياجات من القوى البشرية؛ فقد تم زيادة عدد الخريجين وزيادة الجرعات التدريبية، وفي العام 1981م، نقل جناح تدريب الضباط المرشحين إلى الموقع الحالي تحت مسمى جناح الضباط المرشحين، وفي العام 1984م، تم تغيير المسمى إلى وحدة تدريب المرشحين، وفي يوليو 1986م تفضل مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- بتوجيهاته السامية التي قضت بتغيير اسم الوحدة إلى كلية السلطان قابوس العسكرية، وفي 29 أكتوبر 1987م تفضل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- بتسليم الراية إلى كلية السلطان قابوس العسكرية.

وتتلخَّص مهمة كلية السلطان قابوس العسكرية في إعداد الضباط المرشحين الإعداد الأمثل وفق مقررات التدريب العسكري والدراسات الأكاديمية، إضافة إلى ترسيخ المفاهيم العسكرية لديهم وبما يؤهلهم وبكفاءة للقيام بالدور الذي سيناط بهم في وحداتهم وتزويدهم بالعلم والمعرفة العسكرية.

تعليق عبر الفيس بوك