الملتقى اللوجستي الثاني لميناء الدقم يستقطب اهتمام المستثمرين.. وإشادة واسعة بمستوى خدمات المنشأة

- الحارثي: نسعى لربط الموانئ والمطارات والقطار

الرؤية - نجلاء عبدالعال

شهد الملتقى اللوجستي الثاني لميناء الدقم حضورًا كبيرا للاطلاع على الفرص الاستثمارية الموجودة بالميناء وما يحتويه من تسهيلات للمستثمرين ونوعيّات الصناعات التي يمكن للميناء احتضانها والإجراءات المتبعة وغيرها مما يستقطب الاستثمارات.

رعى الحفل سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية، والذي أكد أنّ ميناء الدقم يتمتع بموقع متميّز ضمن موقع السلطنة الاستراتيجي كما أنّه يتميز بتكامل البنية الأساسيّة اللازمة، مشيرا إلى أنّ مخطط الميناء مخطط رائع، ولذلك فإنّه ومع وجود عمق بنحو 18 مترًا وقناة دخول بطول 18 مترًا، قادر على استقبال أيّة سفينة في العالم، يضاف إلى هذا المناخ الممتاز، ووجود الحوض الجاف والفنادق مما يخدم الخدمات اللوجستيّة في الميناء.

وحول تعظيم دور الموانئ في التنويع الاقتصادي للدخل الوطني، قال سعادته إنّ الوزارة مستمرة في تنمية الموانئ وفقا لما جاء في نظرة الحكومة لدور الموانئ ومن المعروف أنّ غالبية البضائع تدخل عمان وتخرج منها عن طريق البحر، مؤكدا أنّ الحكومة تعمل على ربط الموانئ بالمطارات وربط كلاهما بالقطارات مستقبلا مع ربطها جميعا بشبكة طرق على أعلى درجة من الجودة في جميع أنحاء السلطنة.

وأوضح أن التنسيق بين خطط الوزارة وإدارات الموانئ مستمر بهدف ضمان الوصول إلى التنفيذ المثالي للخطط المتكاملة والاستراتيجيات التي تضعها الحكومة، مشيرا إلى أنّ الحديث يجري عن موانئ عمان ككل لأنّ جميع الموانئ هي عمانية وتسهم بشكل متكامل في النشاط الاقتصادي للسلطنة لذلك فإنّ مجموع الموانئ يدخل ضمن منظومة متكاملة، وشرح أنّ ميناء صحار على سبيل المثال يغلب عليه الطابع التجاري خاصة بعد انتقال العمليات التجارية من ميناء السلطان قابوس إليه، كذلك فإنّ الميناء يخدم المنطقة الحرة والصناعية في صحار، بينما تتركز أعمال ميناء صلالة أكثر على الحاويات وإعادة الشحن والبضائع العامة التي تنمو بقوة في صلالة خاصة مع افتتاح رصيف المواد السائلة والرصيف الإضافي لمنطقة الشحن، وتابع: إن ميناء الدقم يركز على الأعمال اللوجستية التي تستوعب صناعات إعادة التغليف والتعبئة وغيرها بالإضافة إلى عمليات الشركات النفطية والاستيراد والتصدير للمواد النفطية ومشتقاتها والصناعات القائمة عليها، ويساعد في ذلك مستقبلا افتتاح مصفاة الدقم، كما أن ميناء الدقم يدخل ضمن إطار أكبر لمنطقة الدقم الاقتصادية المتكاملة والتي تضم مختلف الأنماط الاقتصادية من صناعة وسياحة وتجارة وغيرها من الأنشطة التي تتكامل معها شبكة من البنية الأساسيّة على أعلى المستويات العالمية.

واشتملت فعاليات ملتقى ميناء الدقم للتعريف بالخدمات اللوجستية تقيم عروضًا وشروحات من ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والشركات العامة والخاصة للحديث عن الخدمات المتاحة بالميناء.

وتضمّنت قائمة المتحدثين سلطان بن محمد الهلالي مدير عام التخطيط والبحوث بوزارة النفط والغاز، والعقيد يحيى بن موسى الميمني مدير مشروع الحوسبة بالإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية، وجلال اللواتي مدير التسويق بالهينة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وأنور البطاشي مدير التخطيط العمراني بالهيئة، بالإضافة إلى جين جاكيوز مويسون مدير عام ميناء الدقم، وإيروين مورتلمانز المدير التجاري بالميناء، وسليمان بن سيف الشقصي مدير عام التموين واللوجستيات بشركة تنمية نفط عمان، وأفلح الحضرمي نائب الرئيس لإدارة سلسلة التوريدات شركة أوكسيدنتال عمان، وراشد المعولي مدير اللوجستيات والبنية الأساسيّة بشركة بي بي عمان، و يعقوب الحبسي من مشروع مصفاة الدقم.

وخلال كلمته في الملتقى قال ريجي فيرملن، الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم إنّ الشركة تعمل بشكل مستمر على تكثيف التعاون مع شركات النفط والغاز وشركات الخدمات اللوجستية وتسعى الشركة سنويا إلى عقد ملتقيات متخصصة مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وما الملتقى اللوجستي الثاني والذي عقد تحت إشراف وزارة النفط والغاز إلا استمرار لهذا النهج الذي نسعى من خلاله إلى خلق شراكات حقيقية مع مختلف الجهات الفاعلة. وقد أتى هذا الملتقى تبعا لورشة العمل الأولى والتي عقدت في شهر ديسمبر 2014م بالتنسيق مع شركة تنمية نفط عمان.

وأضاف: سعينا في هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على عدد من المواضيع أهمها التعريف بالمستجدات التي طرأت على الخدمات التي يقدمها الميناء مما يعزز سبل التواصل المباشر والسريع مع موفري الخدمات ومستخدمي الميناء. كما استعرض خطط وبرامج الميناء للعام المقبل 2016م وإمكانيات الميناء المتنامية، مشيرا إلى أنّه تمّ الاستماع إلى آراء واقتراحات شركات الملاحة في شتى المجالات سعيا لتطوير مستوى الخدمة وكفاءة التشغيل، واستضافة عدد من العروض المرئية لشركات النفط والغاز وشركات الخدمات اللوجستية بالإضافة إلى بعض الجهات الحكومية مثل هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية، وشركة تنمية نفط عمان وبي.بي عمان وأوكسيدنتال عمان ومصفاة الدقم.

وتابع: نؤمن في شركة ميناء الدقم أنّ التطوير هو عمليّة مستمرة والمنافسة دائمًا تكمن في مستوى الخدمات التي يقدمها الميناء. ومن هذا المنطلق تقوم الشركة وبشكل مستمر بتدريب عدد من الكوادر العمانيّة لتمكينهم من القيام بمختلف المهام من خلال الطاقم الفنّي بالشركة وبيت خبرة عالمي.

تكثيف اللقاءات الترويجية

ومن جانبه قال هاشم بن طاهر الإبراهيم مدير عام الخدمات التجارية بميناء الدقم إنّ هناك تكثيفا للقاءات الترويجية وتتوج في كل عام بملتقى للمستثمرين والمهتمين والمعنيين للترويج لميناء الدقم والفرص الموجودة فيه، ويركز الملتقى على ما تمّ إنجازه في العام السابق والعام الحالي.

وعن مميزات الميناء أوضح أنّ من أبرز المميزات في الميناء هو إنجاز النسبة الأكبر من منظومة البنية الأساسيّة والتي تساعد على جذب المزيد من الاستثمارات إلى المنطقة الحرة وبالتالي مزيد من تشغيل الميناء، وقال إنّ ميناء الدقم يخدم عدة شركات من العاملة في النفط والغاز وذلك بحكم موقعه بالقرب من أهم مواقع مشاريع النفط والحقول المهمة للنفط والغاز في السلطنة، ووجود الميناء بموقعه الحالي يسهل الكثير من العمل على الشركات حيث يقع في محيط 300 كلم من المناطق النفطية، وهو ما يؤدي إلى خفض تكاليف عملية النقل والأعمال اللوجستية على الشركات النفطية كما يوفر الكثير من السلامة المرورية وسلامة البضائع اللازمة للمواقع النفطية مع تصميم الطرق لاستيعاب المهمات النفطية العملاقة.

وأضاف أنّ ميناء الدقم أيضًا يعتمد في تسويقه على مميزات متعددة منها أنّ الميناء به رصيف للبضائع يمكنه أن يستقبل 1700 طن وهو رقم مهول يهم جدًا المتعاملين في البضائع الثقيلة، وبدأنا في 2014 بعد تدشين أعمال الميناء في عمليات الشحن والتفريغ وبناء القدرات البشرية في الميناء والمعدات والروافع ومختلف الآلات المختلفة التي تساعد على نقل البضائع الثقيلة، وفوق هذا وذاك فإنّ الميناء استطاع استقبال وخدمة قطعة وزن 700 طن والنجاح في استقبال بضاعة من هذا الحجم كقطعة واحدة يعد إنجازًا مغريا بالنسبة للشركات التي تتعامل في المعدات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن.

وكشف آل إبراهيم أنّ ميناء الدقم في الوقت الذي يعمل فيه على جذب استثمارات جديدة فإنّه يعمل باستمرار على تطوير حجم ومستوى الخدمات المقدمة للشركات المتعامل معها حاليا بحيث تعطي نموذجا للراغبين في الإطلاع على تجارب عملية، مشيرًا إلى الشهادات من الشركات التي تعاملت في ميناء الدقم والتي تطوعت بالمشاركة في الملتقى ونقل تجربتها وجميعها أشادت بالمستوى الذي تقدم به الخدمات في ميناء الدقم.

تعليق عبر الفيس بوك