شكراً لكل من علمني حرفاً!

سيف المعمري

Saif5900@gmail.com

هناك لحظات جميلة في حياة كل إنسان لا يمكن أن ينساها، وتمر الكثير من تلك اللحظات علينا جميعا بمرور أعمارنا وبعض تلك اللحظات يمكن أن تعود مرات عديدة، لكن هناك لحظات جميلة لا تتكرر كثيرًا في عمر الإنسان، وتبقى نسماتها وعبيرها يفوح مهما مرّ عليها الزمان.

ولحظات الدراسة هي من اللحظات الجميلة والتي ترتبط بذكريات كثيرة لكونها ترتبط بالمعلمين وبالأصدقاء والزملاء والمكان والزمان ونحو ذلك، والأجمل في لحظات الدراسة حينما تصل إلى مرحلة التخرج التي تعد بحق ميلادا جديدا يمتزج فيه فرح التخرج وإنهاء مرحلة دراسية معيّنة وحزن وداع تلك المرحلة.

وقد عشنا مساء الرابع عشر من ديسمبر الجاري تلك اللحظات الجميلة حيث أعادت إلينا ذكريات إنهاء مرحلة الدراسة في التعليم العام ودراسة البكالوريوس، وتأتي تلك الليلة لتضع لها في قلوبنا وذاكراتنا مساحة جديدة كونها تسجل مرحلة إنهاء دراسة الماجستير بالجامعة العربيّة المفتوحة بمسقط، ورغم انتظارنا وشغفنا وسعينا للوصول إلى تلك اللحظة إلا أنّه تسلل إلينا الحزن على فراق هذه المرحلة وما ارتبطت به من ذكريات جميلة جدا لا يمكن أن ننساها.

فلحظات العناق بيننا وبين أساتذتنا وبيننا وبين زملائنا وأهلينا وأصدقائنا هي اللحظات الأجمل بلا شك في تلك المرحلة الدراسية، ففرحتهم بنا بتخرجنا ومشاركتهم بالكلمة والدمعة والصورة هي التي تجعل من تلك اللحظات التاريخية حدثا استثنائيا مؤثرًا.

ومع فرحتنا بإتمام مرحلة الماجستير وتطلعنا لمواصلة مرحلة الدكتوراه فقد لا تنسينا تلك اللحظات أن نسجل كلمات الشكر والعرفان على كل ما كان له أثرًا في حياتنا وفي إنجازاتنا وفي وصولنا لهذه المرحلة ولعل أولى رسائل الشكر والعرفان نزفها إلى المعلم الأول بوطننا العزيز عُمان الذي غرس في قلوبنا حب العلم والتفاني والتضحية من أجله وجعله منهجا لبناء النهضة العُمانية مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وثاني تلك الرسائل نهديها إلى أساتذتنا الأجلاء الذي نسأل الله أن يوفقهم في جميع ما يصبون إليه وأن يجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يجعل ما قدموا لنا بكل حرف نطقوه في ميزان حسناتهم بجميع المراحل الدراسية، وفي مرحلة الماجستير نخص بها الأستاذ الدكتور موسى بن عبدالله الكندي مدير فرع الجامعة العربية المفتوحة بسلطنة عُمان والأستاذ الدكتور حمد بن حمود الغافري مساعد مدير فرع الجامعة للشؤون الأكاديمية والأستاذ الدكتور نادر سعيد شيمي رئيس برنامج الماجستير في التربية بفرع الجامعة بالسلطنة والأستاذ الدكتور وليد أبو راية أستاذ تكنولوجيا التعليم بالجامعة العربية المفتوحة بمسقط والأستاذ الدكتور علي بن شرف الموسوي والأستاذ الدكتور حسين بن علي الخروصي والأستاذ الدكتور علاء صادق والأستاذ الدكتور سامح سعيد من جامعة السلطان قابوس والأستاذ الدكتور داود بن سالم الحمداني من جامعة صحار.

أمّا رسالتنا الثالثة فنبعثها لكل من كان عونا وسندا ومعينا لنا، والذي نسأل الله لهم الصحة والعافية والعمر المديد والسعادة والهناء وأن يجعل ما قدموه لنا في ميزان حسناتهم، وأن يجزيهم عنّا خير الجزاء وأولهم والدانا وأزواجنا وأبناؤنا وأصدقاؤنا وجميع من ساهم ولو بالكلمة الطيبة والدعم المعنوي لنا وإلى جميع الموظفين بالجامعة العربية المفتوحة بمسقط على كل التسهيلات والدعم الذي لمسناه منهم طوال فترة الدراسة بالجامعة .

أمّا رسالتي الرابعة فهي لزملائي وأصدقائي بالدراسة والذين كانوا نعم الزملاء والأصدقاء وإن كانت كل لحظة من لحظاتنا معكم بمثابة مرحلة عمرية متكاملة، نعم قضينا فترات جميلة في تبادل المعارف والخبرات واللقاءات الجميلة خارج حدود الجامعة والتواصل المستمر بمختلف قنوات الاتصال فلكم مني كل التقدير والمحبة ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وأن يجعلنا إخوة متحابين إلى الأبد.

نعم.. نقول: شكراً لكل من علمني حرفاً..! فوصولنا لهذه المرحلة بفضل الله وفضل جهودكم المباركة جميعا ونحن نعاهدكم بأن نكون بحجم ما أوليتمونا به من ثقتكم الغالية وأن نسخر كل ما اكتسبناه من معارف ومهارات وخبرات في دراستنا للماجستير وللمراحل الدراسية التي سبقتها لخدمة وطننا الغالي سلطنة عُمان وأن نسهم للرقي بهذا الوطن الكريم بكل ما نملك، وأن نكون لبنة جديدة في بناء النهضة التعليمية التي تنعم بها السلطنة؛ فبوركت أيّامكم.. وبوركت أيام عُمان الخالدة.

تعليق عبر الفيس بوك