استخدام التكنولوجيا في تدريس العلوم

إيمان الصوافيَّة

أصبحتْ التكنولوجيا اليوم أداة العصر لنقل المعرفة؛ فأصبح ظل الشجرة قاعة دراسية، والكتاب تحول إلى جهاز لوحي ذكي، والصحف تحولت من ورقية إلى إلكترونية، حتى أصبح طفل اليوم يواجه معارف ومعلومات أضعاف التي واجهها من هو في عمره قبل عشر سنوات. ومن هنا نجد أنَّ "محو الأمية الرقمية، والاستخدام الفعال والخلَّاق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، هو المفتاح لتطوير مهارات التعلم، والحياة، والعمل التي يحتاجها التلاميذ في العالم الحديث" (Harlen.،&Qualter. 2014).

وتتعدد طرق التدريس الحديثة التي يتم تفعيل التكنولوجيا عند تطبيقها؛ فنرى أن "تضمين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن طرائق التدريس المتنوعة مثل التعلم بطريقة (المشروع، العمل الجماعي، الرحلات الميدانية، التعبير الإبداعي، KWL، اللعب والمحاكاة بالرسم)، والعديد من طرق التدريس تعمل على تعزيز التعلم، التكنولوجيا التعليمية تحقق فوائد عديدة؛ منها: مساعدة الطلاب على الاستمتاع في التعلم، وتشجع المتعلم على الابتكار، وتطبيق التعلم التعاوني، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.

أعجبتني كثيراً فكرة تطبيق المشاريع للطلاب من خلال تفعيل تصميم الطلاب للرسوم المعلوماتية (الإنفوجرافيك) والتي عرضها أحد المعلمين بأحد المقالات؛ حيث ذكر دايفدسون أنَّ الطلاب لم يستخدموا برنامجي البوربوينت والورد فقط في تصميم مشاريع العلوم، ولكن استخدموا تصاميم الإنفوجرافيك؛ حيث رأى بعض الطلاب أنه من المفيد استخدام برامج متنوعة؛ مثل: Prezi وPicktochart وLoggerPro وExcel لتصميم الإنفوجرافيك الخاص بمشروعهم.

ومن الجدير بالذكر أنَّه في ظل الانفجار المعرفي وتنوع مصادر المعرفة يصعب على المعلم تقديم كل ما هو جديد من معارف للمتعلم؛ فيعمد لتوجيهه إلى التعلم الذاتي؛ لذلك أرى أنَّ استخدام التكنولوجيا المتوفرة في بيئة المدرسة توفر للمتعلم فرصة التعلم الذاتي، حيث إنَّ "المشاريع تتيح للطلبة اكتشاف مستويات عديدة للاستقصاء من قاعدة بيانات عامة. من ناحية أخرى التكنولوجيا التعليمية، تمكِّن المتعلم من الانفتاح على العالم، والتواصل؛ لاكتساب المعارف والخبرات التعليمية. يمكن الاستفادة من تفعيل برامج التواصل الاجتماعية في عملية التعليم؛ حيث أصبح العديد من هذه البرامج بمثابة منصات تربوية تمكن المعلم من التواصل المستمر مع طلابه، مثل ما تقوم به حالياً إحدى معلمات الأحياء المبدعات في التواصل مع طالباتها عبر برنامج الإدمود؛ حيث بدأت بتطبيقه منذ ثمانية أعوام برفع الأسئلة الإثرائية للطالبات عبر البرنامج، كما شرعت خلال هذا العام بتطبيق البرنامج للتواصل مع أولياء الأمور؛ حيث إنَّ البرنامج يسمح للمعلم بإنشاء مجموعات طلابية ويتم فيها النقاش الجماعي، أو التواصل الخاص بطالب محدد، كما يسمح البرنامج برفع الملفات من قِبل المعلم أو الطلاب عند تسليم الواجبات مثلاً.

وخلال دراستي، ناقشنا أحد المقالات التي تعرض طريقة دورة التعلم E5 لتدريس موضوع تكيف الحيوانات. أعجبتي جدا فكرة تفعيل تقنية الويب كام، وهي كاميرا توفر بث مباشر للطلاب في غرفة الصف؛ حيث إنَّ متابعة البث لكاميرا الويب كام أضاف حماساً ملحوظاً للطلاب؛ من خلال مراقبة الذئاب وهي تتفاعل مع بيئتها المحيطة. مثل هذه التقانة وسيلة رائعة تحقق فعلاً الهدف لجذب إنتباه الطلاب وتشويقهم للتعلم من خلال ربطهم المباشر مع البيئة، كذلك تحل مشكلات عديدة كصعوبة الوصول لمكان بعيد، أو لخطورة الوصول إليه بهدف التعلم. كما أنه من المفيد استخدام الويب كام في عملية الاستقصاء العلمي في التدريس؛ فهي تشجع المتعلم على توليد الأفكار والسعي للبحث عن تفسير ما يلاحظه، فقد ورد في هارلن وكيوالتر (Harle &Qualter. 2014). إلى أنَّه تم وضع صندوق لعصافير في فناء المدرسة وقام الطلاب بمشاهدة العش في غرفة الصف من خلال وضع الويب كام بداخل الصندوق، لاحظ الطلاب بناء العش، ووضع البيض، والتفريخ، وتغذية الفراخ.

ويُفكر المعلم بالطريقة المناسبة للتمهيد لبدء موضوع الدرس، وكثيرا ما نستخدم العروض العلمية كتمهيد للدرس، وبذلك نجذب انتباه الطلاب لموضوع التعلم. كما يمكن استغلال عروض الفيديو في كسر الروتين وتجديد نشاط الطلاب وجذب انتباههم خلال الحصة كعروض اختبارات التركيز المتوفره على محركات البحث على شبكة الإنترنت.

وتفعيل استخدام الشبكة الميكروسكوبية، يُشكل أحد الأمثله على استخدام التكنولوجيا في المختبر المدرسي؛ حيث تعمل الشبكة على ربط المجاهر بحاسوبشحصي، وربط جميع الحواسيب المتصله بمجاهر الطالبات لاسلكياً بحاسوب خاص بالمعلم يعرض له العينات التي يقوم الطلاب بفحصها،تمكنه من متابعة عينات الطلاب التي يقومون بفحصها، ويمكن الطلاب من التقاط صور للعينة المجهرية في الحاسب الآلي والاحتفاط بها، كما لا نغفل عن وجود السبورة التفاعلية في المختبر المدرسي والتي من خلالها يمكن تفعيل عرض التجارب والاستكشافات بطريقة ناجحة خاصة تلك التجارب التي يصعب تنفيذها أو تحتمل خطورة في التطبيق العملي، لاحظت لدى استخدامي للسبورة التفاعلية أن الطالبات لديهن شعف كبير للتفاعل والمشاركة أثناء الحصة، لاسيما المشاركة بالتفاعل المباشر في استخدام السبورة التفاعلية، وكما ذكرمورسيا أنَّ تكنولوجيا السبورة التفاعلية أدخلت أدوات جديدة لتنظيم المفاهيم العلمية، وسهلت تعلم الطلاب. كذلك لا نعفل أيضاّ عن ظهور المختبرات الافتراضية كخطوة نحو تفعيل التعليم المخبري بطريقة إلكترونية.

* طالبة ماجستير - تخصص المناهج وطرق تدريس العلوم بجامعة السلطان قابوس.

noor201152@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك