مركز نزوى الثقافي يستضيف الحفل الختامي لفعاليات مهرجان المسرح العماني السادس.. اليوم

نزوى - الرؤية

تختتم اليوم فعاليات مهرجان المسرح العماني السادس، في حفل يقام بمركز نزوى الثقافي، تعلن خلاله نتئاج مسابقة المهرجان، والاحتفاء بالعروض الفائزة، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن أحمد الحارثي مستشار الدولة.

وشهدت أيام المهرجان الذي انطلق في السادس من ديسمبر الجاري، مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات إضافة إلى 8 عروض مسرحية، قدمتها فرق أهلية عمانية، بحضور ضيوف ومسرحيين وأكاديميين متخصصين في المجال المسرحي من كافة أقطار الوطن العربي.

وأسدل الستار أمس على العروض المسرحية المتنافسة، حيث قدمت فرقة الرستاق مسرحية "العيد"، من إخراج محمد المعمري، وتأليف بدر الحمداني، الذي شارك في المهرجان بثلاثة نصوص وهي "دمية القدر"، و "الرغيف الأسود"، و "العيد".

واختتمت حلقة العمل المسرحية التي قدمها الدكتور جواد الأسدي خلال المهرجان في مجال "الإخراج وبناء العرض المسرحي الحديث" بمشاركة مجموعة من المسرحيين، تم تقديم شهادات المشاركة لهم.

وقدمت أمس الأول الجلسة الحوارية الأخيرة التي تناولت "المسرح الرقمي" وقدم فيها الدكتور محمد حسين حبيب ورقة عمل بعنوان "المسرح الرقمي بين النظرية والتطبيق"، متطرقا إلى الجوانب الرقمية في الثقافة، مؤكدا أنّ أوجه الثقافة بدت سائدة بصورتها الرقمية، لهذا فالمسرح لابد أن يكون رقميًا لنواكب التطور في المسارح العالمية، متسائلا عن سبب استجابة جميع الثقافات (الأدب، الشعر، الفن) إلى الرقمية عدا المسرح. وأوضح الدكتور في ورقته مفهوم المسرح الرقمي، وهو توظيف معطيات التكنولوجيا في تأليف أو إنتاج الخطاب المسرحي، بشرط أن يكون متشاركا متفاعلا مع الجمهور.

وعرض أمس الفيلم العماني "قصة مهرة"، وهو فيلم سينمائي للمخرج سالم بهوان، يروي قصة فتاة تدعى مهرة، وهي من سكان محافظة مسندم تذوق المرارة من حرمانها للزواج من خطيبها، وذلك بسبب المهر المرتفع الذي يطلبه والدها، وتمر بها الأيام طويلا، لتلتقي ذات يوم بالشاب "مساعد قبطان في العبارة" الذي كان قد أرادها زوجة له بعد سنوات في العبارة، وهم في طريقهم إلى خصب. وهناك تدور الكثير من المفارقات بين مهرة وخطيبها السابق، وتظهر المفاجأة التي يكتشفها مساعد القبطان، أن "مهرة" لم تتزوج بعد، وهو ما اكتشفته "مهرة" أيضا عنه.
والفيلم من تأليف سالم بهوان، وسالم العويسي، وشارك في البطولة إلى جانب سالم بهوان، ومحمد الفارسي، من دولة الإمارات رانيا آل علي، إضافة إلى علي الدليل ويوسف بن صالح الكمزاري، ودرويش الشحي، ووليد الشحي، وعبدالسلام الكمزاري، وعبدالسلام الزرافي، وخنساء الكمزارية، وعائشة الفزارية، وراشد الشحي وسالم الخنزوري. وتمت عملية المونتاج النهائية للفيلم في استوديوهات بوليوود في الهند، كما شارك طاقم الأستوديوهات في عملية التصوير والإضاءة للفيلم في محافظة مسندم، وهو من إنتاج صور للإنتاج الفني.

وكان المسرح قد شهد تقديم مسرحية "عاشور" أمس الأول، من إخراج قابوس الشنفري، وتأليف هيثم بن محسن الشنفري، وهي مسرحية تتميز بنقلات بين واقع وخيال بطل القصة المهندس عاشور الذي يحاول جميع من حوله تحطيمه وأحلامه لتحقيق مصالحهم الشخصية والوصول إلى أعلى المراتب، لكن رغم ذلك يظل مقاوماً ومتمسكاً بأحلامه حتى آخر لحظة.

وقدم الندوة التطبيقية التي تناولت التعقيب على العمل المسرحي "عاشور"، بحضور أعضاء فرقة صلالة المسرحية، الدكتور محمد بن سيف الحبسي والدكتورة ليلى بن عائشة، وتحدث الحبسي حول النص المسرحي الذي لابد أن يوظف بما يتلائم مع الخشبة، حيث إن النصوص العميقة لابد فيها مراعاة عدم عرضها بطريقة سطحية، وأعطى المعقب بعض الملاحظات على أداء الممثلين الذي يحتاج إلى التدريب والإعداد والممارسة في أداء الأدوار، حتى لا يقع الممثل في مشكلة الإلقاء على المسرح وعدم معايشة الدور أو الانسجام معه.

وأشاد الدكتور محمد بالفرصة التي منحت للشباب لإبراز طاقاتهم المسرحية سواء كانت في التمثيل أو الإخراج أو التأليف، وأضاف: "النص كتجربة جمالية تحسب لهذا المخرج الشاب والتي نامل أن يكون لهم دورا بارزا في المهرجانات القادمة".

وتحدثت الدكتورة ليلى بن عائشة عن العرض المسرحي "عاشور"، وركزت في البداية على النص الذي اعتمد الكاتب فيه على ثلاث عوالم لتحديد أطر هذا العرض وهي: عالم واقعي وهو المتعلق بما آل إليه عاشور المصاب بالجنون، وعالم عاشور الافتراضي النفسي الذي يربطه بواقع كان يعيشه، وعالم تاريخي يعكس واقعًا من نوع آخر لا يبتعد عن القضايا الراهنة، وقالت: "النص جميل وراقي، وتفاجأت أنّ الكاتب شاب".

وأضاف الدكتورة ليلى في تعقيبها على المسرحية: فيما يتعلق بالإسقاطات في هذا العرض المسرحي "عاشور" كانت كثيرة وحاول المؤلف في نصّه أن يقول كل ما يحدث في العالم العربي في سوريا، والعراق، وغيرها من الدول التي دفع أغلبها ثمن التدخل الأجنبي، وحاول المؤلف الدعوة للخروج من عباءة القديم وتبني أفكار جديد، وكان هناك تخوف من هذا الجانب، كما وضعت استعارة لجوانب تاريخية تتعلق باليمن وسد مأرب هو إصابة عصفورين بحجر واحد.

تعليق عبر الفيس بوك