السلطنة تستضيف الاجتماع الإقليمي لمنسقي مشروع التعاون التقني لتحسين إنتاجية محاصيل القمح والشعير

مسقط - الرُّؤية

تستضيفُ السَّلطنة الاجتماع التنسيقي الإقليمي التاسع لمشروع التعاون التقني "تحفيز الطفرات ودعم التكاثر والتقنيات الحيوية المستخدمة لتحسين إنتاجية محاصيل القمح والشعير" (RAS/5/58). الذي افتتح صباح أمس، تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة، وبمشاركة واسعة من قبل المنسقين الوطنيين والخبراء المختصين في مجال تربية الطفرات من 7 دول (السعودية، والأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، وعُمان) ويعتبر المشروع من أهم المشاريع الإقليمية التي تنفذها الوكالة ضمن إطار الاتفاق التعاوني للدول العربية من آسيا للبحث والتطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النوويين.

ويناقش الاجتماع -ولمدة ثلاثة أيام- التقارير الوطنية المنبثقة عن أنشطة وإنجازات هذا المشروع والمتعلقة بتقنيات تحفيز وتربية الطفرات. كما يناقش الاجتماع -الذي تنظمه وزارة الزراعة والثروة السمكية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية- خطط العمل للفترة 2016-2017 للدول المشاركة في المشروع ومعوقات المشروع.

وحول هذا المشروع، أفادت الدكتورة الغالية بنت حميد المعمرية -رئيسة قسم بحوث التقنية الحيوية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، المنسقة الوطنية لمشروع تحفيز الطفرات RAS/5/58- قائلة: مشروع "تحفيز الطفرات ودعم التكاثر والتقنيات الحيوية المستخدمة لتحسين إنتاجية محاصيل القمح والشعير" في مرحلتيه الاولى والثانية يعتبر من أهم المشاريع الإقليمية التي تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن إطار الاتفاق التعاوني للدول العربية من آسيا للبحث والتطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النوويين "عراسيا". وقد حرصت السلطنة ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية على المشاركة في هذا المشروع وذلك بهدف الإستفادة من مخرجات المشروع في تطبيق تقنيات تحفيز وتربية الطفرات في السلطنة من أجل تحسين إنتاجية المحاصيل في فترة زمنية قصيرة بالإضافة إلى الإستفادة من الخبرات الفنية للدول المشاركة في هذا المشروع.

وأضافت قائلة: تم تأسيس هذا المشروع في العام 2007 م بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنتاج طفرات في محصولي القمح والشعير متحملة للملوحة، والجفاف، والأمراض، والرقاد، إضافة إلى تميزها في إنتاج عالٍ من الحبوب وقد شمل هذا المشروع سبع دول عربية (السعودية، الاردن، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وعمان). حيث انضمت السلطنة مؤخرا وتحديدًا في العام 2010م.

أمَّا بالنسبة لاختيار محصولي القمح والشعير، فأضافت الدكتورة الغالية المعمرية قائلة: يعتبر القمح والشعير من أهم المحاصيل الغذائية التي تسهم في أمن الغذاء وكفايته في كثير من الدول. وعلى الرغم من التقدم الحاصل على زيادة إنتاجيتها، إلا أن هناك العديد من العوامل الإحيائية (الأمراض والآفات) واللاإحيائية (الجفاف، والحرارة والملوحة) تواصل الحد من إنتاجيتها. لقد أصبح من الضروري الآن تربية أصناف جديدة ذات إنتاجية أعلى وأكثر استقرارا، وذات جودة عالية ومقاومة للأمراض والحشرات. وقد أدركت الدول الأطراف في عراسيا الأهمية البالغة لتطوير أصناف محسنه من القمح والشعير من خلال تطبيق تقنيات تحفيز وتربية الطفرات. وتقنية تحفيز وتربية الطفرات تعتبر إحدى الوسائل الأساسية والناجحة في التطبيقات الزراعية عالميا لتوفير الأمن الغذائي وتحسين المحاصيل الزراعية أو بالأخص تحسين الصفات الكمية والنوعية في المحاصيل؛ حيث إن الطفرات التي تحدث بصورة تلقائية أو تستحدث باستخدام المطفرات سواء الفيزيائية -ومنها الإشعاعية- أو الكيميائية تمثل مصادر جديدة للتغاير الوراثي في برامج تربية وتحسين النبات. وقد تم تطوير العديد من الطفرات في كثير من المحاصيل سواء المتحملة منها للأمراض او ذات انتاجية عالية وحققت ارباح هائلة لمنتجيها.

وأضافت قائلة: خلال عمر المشروع تم تطوير الكثير من الطفرات كالتبكير في النضج، والمقاومة للرقاد، وتحمل الأمراض، وتحمل الملوحلة والجفاف، والإنتاجية العالية؛ حيث إنَّ بعضَ الطفرات أخذت طريقها إلى أراضي المزارعين، وتم تبنيها من قبل عدد واسع في بعض دول المشروع في حين مازال جزء كبير من الطفرات المنتخبة والمبشرة في طور التقييم الأولي والنهائي عند البعض الآخر من الدول وستجد طريقها للتبني لدى المزارعين قريبا. تم أيضا تنظيم العديد من الدورات التدريبية وورش العمل والزيارات العلمية في دول مختلفة للكادر البحثي للدول المشاركة في المشروع. كما قدم المشروع بعض التجهيزات والاحتياجات الخاصة بناءا على الطلب المقدم من كل دولة بالإضافة الى الاستشارات الفنية من قبل خبراء المشروع للمساعدة في تنفيذ وتقييم برامج تحفيز وتربية الطفرات في الدول التي التحقت بالمشروع مؤخرا وتدريب العاملين في هذا البرنامج.

تعليق عبر الفيس بوك