"قمة الرياض"..ملفات سياسية وأمنية واقتصادية لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك

الملك سلمان أكد في افتتاح المؤتمر على دعم الحل السياسي في اليمن وسوريا

الرياض - الوكالات

أكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، دعم دول مجلس التعاون الخليجي لـ"الحل السلمي" في اليمن، وكذلك دعم بلاده لإيجاد حل سياسي في سوريا يضمن وحدة الأراضي السورية؛ وفقاً لمقررات "جنيف 1".

وجاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة الخليجية الـ36، أمس، في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض. وقال العاهل السعودي في كلمته إنّ القمة تنطلق في وقت تمر فيه "منطقتنا بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد، تستدعي منّا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجيّة، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم".

ودعا إلى "مواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها، وفي مقدمة ذلك قضيّة فلسطين، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". وفيما يتعلق بالموقف من اليمن، قال العاهل السعودي إنّ "دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السلمي، ليتمكّن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية". وأضاف "وفي الشأن السوري تستضيف المملكة المعارضة السورية دعماً منها لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية ووفقاً لمقررات (جنيف 1)".

وتنص مقررات اتفاقية "جنيف1"، التي تمخضت عن اجتماعات "مجموعة العمل من أجل سوريا"، التي عقدت في 30 يونيو 2012، على وقف عسكرة الأزمة، وحلها بطريقة سياسية، عبر الحوار والمفاوضات فقط، وهو أمر يتطلب تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، من قبل السوريين أنفسهم، ومن الممكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة السورية الحالية.

وتطرق العاهل السعودي في كلمته لمكافحة "الإرهاب"، مشيراً إلى أنه "على دول العالم أجمع مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره". وأكد أنّ "الإرهاب لا دين له، وأن ديننا الحنيف يرفضه ويمقته فهو دين الوسطية والاعتدال".

ولفت إلى أنّ القمة تنعقد "بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً من عمر مجلس التعاون "، معتبرا أنّ هذا "هو وقت مناسب لتقييم الإنجازات، والتطلّع إلى المستقبل". وفي هذا الصدد قال: "تحقيقاً لذلك فإننا على ثقة أننا سنبذل جميعاً قصارى الجهد للعمل لتحقيق نتائج ملموسة لتعزيز مسيرة التعاون والترابط بين دولنا، ورفعة مكانة المجلس الدوليّة، وإيجاد بيئة اقتصاديّة واجتماعيّة تعزز رفاه المواطنين، والعمل وفق سياسية خارجية فاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية، وتساعد على استعادة الأمن والاستقرار لدول الجوار، واستكمال ما بدأناه من بناء منظومة دفاعية وأمنية مشتركة، بما يحمي مصالح دولنا وشعوبنا ومكتسباتها".

وتعد القمة التي تستمر يومين، أول قمة خليجية دورية يترأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه الحكم في المملكة، في يناير الماضي، خلفًا للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

وانطلقت القمة بمشاركة 4 من قادة دول الخليج الست، بينهم عاهل السعودية، وسط غياب كل من جلالة سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، ورئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، عن ترؤس وفد بلديهما.

ويشارك في قمة الرياض إلى جانب العاهل السعودي، الذي تترأس بلاده القمة، تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وصباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، وفهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.

ويغيب الرئيس الإماراتي عن أي أنشطة رسمية علنية، منذ أن تعرض لوعكة صحيه، نتيجة جلطة ألمّت به في 24 يناير 2014.

ويبحث القادة في قمتهم، توصيات وزراء داخلية دول المجلس بعد اجتماعهم بالدوحة أواخر الشهر الماضي، الذين أكدوا على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني المشترك لمكافحة "الإرهاب" وما يمثله من خطر على المجتمعات الخليجية.

كما يبحث القادة في القمة، الدور المحوري الذي تقوم به دول المجلس في التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم "داعش"، أحد أكبر التنظيمات "الإرهابية" في المنطقة من خلال تقديم مساعدات سياسية ولوجستية للتحالف.

ومن المقرر أن يناقش القادة ما تمّ إنجازه في إطار التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك، وسبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وغيرها من المجالات الأخرى. كما يناقشون، التطورات العربية والإقليمية والدولية، ومنها التطورات في اليمن، وسوريا، والعراق، والعلاقات مع إيران وغيرها من القضايا، بهدف بلورة مواقف موحدة للتعامل معها، إضافة إلى ملفات اقتصاديّة.

تعليق عبر الفيس بوك