شباب: لا مانع من الاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير الأزياء التقليدية.. لكن بشروط

قالوا إنّ الأزياء العمانية خير مُعبّر عن تمسّك المواطنين بهويّة وطنهم

الشعيلي: الزي التقليدي سفير ثراثي معبر عن الهويّة الوطنيّة العمانية أمام شعوب العالم

الشعيلية: التطوّر الذي تشهده السلطنة في مختلف المجالات ينعكس على تطوير الأزياء التقليدية

القصابية: تمسك الرجال والنساء بالأزياء التقليدية دليل على اعتزازنا بالموروث الحضاري للأجداد

العبري: لا خلاف مع دعوات تطوير الزي التقليدي دون المساس بمبادئ الستر والحشمة

الجهورية: التقنيات الحديثة ساهمت في وضع لمسات مميزة تناسب الأجيال الجديدة

أجمع عدد من الشباب على أنّ الزى العماني يرسّخ الهويّة الوطنيّة محليًا وإقليميا وعالميا، وقالوا إنه في الوقت نفسه يعبر عن شخصية من يرتديه من خلال حرص البعض على مسايرة التطورات التي يشهدها مجال الأزياء في السلطنة، ومنها إدخال بعض النقوش على الأزياء بشرط ألا يؤثر ذلك على الملامح العامة للزي الوطني الذي توارثناه عن الأجداد.

وانتقد الشباب الذين استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الشأن الانجراف وراء دعوات اتباع الموضة في الملابس بالدرجة التي تغير الزي تماما، وهو ما يساهم على المدى البعيد في تراجع الالتزام بالأزياء الوطنية داخل الوطن وخارجه، ونبهوا إلى خطوة تأثير الثقافات الأجنبية على الأجيال الجديدة وإهمال الثقافة المحليّة التي تميز الموروث العماني.

الرؤية - عهود الهنائية

وقال أحمد الشعيلي إنّ الأزياء التقليدية في مختلف دول العالم تعكس حضارة الشعوب، وعلى سبيل المثال فإنّ أي مواطن حين يسافر حول العالم يمكن للناس أن يعرفوا من أي دولة جاء من خلال زيه المميز، وهو بذلك يعد سفيرًا لبلده من خلال زيّه، لذلك لابد من التمسك بالموروث الشعبي للآباء والأجداد. وانتقد الشعيلي ما يُسمى بتطوير الزي الرجالي العماني من خلال تغيير ألوانه وإدخال بعض النقوش عليه والتشبه بأزياء النساء وهو ما يليق بأصالة الموروث العماني المميز.

وقالت الحلى الرواحية إنّ التقدم التقني من العوامل المهمة في تحسين مستوى المعيشة على مختلف الأصعدة، ومن الملاحظ طغيان التقنيات الحديثة على الحياة الشخصيّة للمواطنين حتى وصلت إلى التأثير في عاداته وتقاليده وزيّه الوطني، وهو ما لا يمكن الجزم بأنّه تأثير سلبي، حيث إنّ للأمر وجه إيجابي من خلال المساهمة في تطوير شكل العباءة أو الأزياء العمانية التقليدية لأننا بطبيعة الحال لابد وأن نتقدم ونضيف لمسات خاصة على ذلك اللبس ليكون إرثا للأجيال يناسب مختلف أذواق الأجيال الجديدة. وأكدت الرواحية أنّ التطور والتقدم الذي لا يهدم العادات والتقاليد ولا يضر بالمبادئ الدينية لا غبار عليه، بل يجيب علينا تشجيعه من خلال الإشادة بالتقدم التقني لمواكبة العصر ومسايرة النهضة التي تشهدها البلاد في كافة المجالات.

وقفة لتقييم الظاهرة

وقالت سامية الشعيلية إنّ التطور يلامس كل شؤون حياتنا اليومية حتی وصل إلی ملابسنا وأصبحت موضة العبايات كل يوم في تطور حتى بات البعض يقيمون الأشخاص من خلال ملابسهم وما يدخلونها عليها من ملامح تطور أو لمسة مميزة لشخصيتهم. ورغم أنّ من حق كل شخص أن يرتدي ما يناسب ذوقه، إلا أنّه يجيب الانتباه إلى أنّ هناك حدودا لكل شيء بما لا يؤثر على المبادئ العامة والهوية الوطنية، فقد أصبحنا نری فساتين بكل ألوان الطيف بدعوى اتباع الموضة، حتى تغيّر مظهر العباية العمانية تماما، وهو ما يستلزم وقفة لتقييم تلك الظاهرة والتوعية بأهمية الزي الوطني المميز.

وقالت رهام القصابية إنّ الأزياء التقليدية موروث وطني تختلف في تفاصليها وألوانها وطريقة حياكتها من منطقة إلى أخرى، ومسألة التمسك بها عبر الأجيال المختلفة، تتحكم فيها ثقافة الشعب عامة، ومسيرة تطور المجتمع. وأضافت أنّ كثيرا من شعوب العالم لا تزال تتمسك بموروثها وعاداتها، خاصة في المأكل والفنون الشعبية، إلا أنّ الأزياء المتعلقة باللباس تتخذ منحى آخر، من حيث الشكل والخامات المستخدمة واللون وأسلوب الحياكة. ورغم أنني لا أرفض إمكانية التنويع بين التقليدي والحديث والدمج بينهما وإضافة بعض التغييرات لكن بشرط عدم طمس هوية الملابس التقليدية، حيث إنّه في نهاية المطاف لابد من العودة إلى الزي الشعبي الذي يعد السمة والطابع المميّز للمجتمع العماني.

وقال أحمد العبري إنّ الأصل في اللباس هو الستر والحشمة، وكل ما لا يتعارض معهما فلا مشكلة فيه. كما أنّ الهويّة العمانية في اللباس لابد من مراعاتها بقدر معيّن من خلال التوعية بأهميّة تحقيق هذه الهوية مع جوانب أخرى لا تقتصر على اللباس وغرس هذه في الثقافة والعادات وفي نفوس الأجيال الجديدة.

الزي الوطني هوية

وقالت الشيماء العبرية إنّ الزي العُماني هو هويتنا، وإن كنت أحب التجديد في الزي مع الإبقاء على الهويّة الرئيسية وعدم إخفائها أو إزالتها بالتصاميم العصرية التي نجدها في بعض أزياء النساء، حيث نجد بعض المصممات يأتين بتصاميم جديدة ويسمونها أزياء عمانية معاصرة بينما هي في الواقع لا تمت بأي صلة للزي العماني.

وقالت نهلة الجهورية -خريجة- إنّ الزي العماني مميز بأصالته وارتباطه ارتباطاً وثيقاً بمبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، إلا أنّ دخول التقنيات الحديثة في هذا المجال أحدث تغييرًا جذرياً؛ ولم يعُد كما كان بلمساته البسيطة التي تحفظ هويته وأناقته. وأضافت: إذا نظرنا إلى العباءة في وقتنا الحالي، نجد أنّ هناك تغيرًا ملحوظًا عليها من حيث اللون والشكل، فباتت العباءة أداة للزينة لا الستر. وأضافت أنّه لا ضير في إدخال بعض اللمسات التي تُضفي على الزي العماني أناقةً وجمالاً، إلا أنّه يجب ألا يُخل ذلك به أو يُحدث تغييرا يُفقده هويته.

وقالت سعادة المبسلية إنّ الزي العماني التقليدي يختلف بين كل منطقة ومحافظة في بعض التفاصيل، وأعتقد أنّ إدخال لمسات بسيطة تزين وتضيف لمسات مميزة على الزي دون إخلال بالعادات والتقاليد لا ضرر فيه. وعن تجربتي، لا أنكر أنني أحب اتباع الموضة ومسايرة التطوير في أزيائنا بشرط أن تتناسب مع التقاليد المجتمعيّة والثقافات العمانية.

تعليق عبر الفيس بوك