المبعوث الأممي يرغب في تشكيل حكومة ليبية قبل نهاية العام.. والاشتباكات تتجدد بين التبو والطوارق

الرباط- رويترز

قال مسؤول بجامعة الدول العربية، أمس، إنّ "المبعوث الأممى الجديد إلى ليبيا "مارتنكوبلر"، يرغب في تشكيل حكومة ليبية قبل نهاية العام".وجاء ذلك في تصريحاتصحفية، أدلى بها فاضل جواد، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية، عقب مباحثات أجراها الأمين العام للجامعة نبيل العربي مع "كوبلر".

وقال جواد، إنّ "المبعوث الأممى الجديد، أطلع العربي، بشكل مفصل، على مهمتهومساعيه في ليبيا، والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف المتنازعة، في ظل إشكالية وجود حكومتين، إحداهما في طبرق، والأخرى في طرابلس".

وأشار جواد إلى أن "كوبلر"، أبلغ الجامعة العربية، أنّه "يرغب في أن يتم تشكيل الحكومة الليبيةقبل نهاية العام، على أن تكون حكومة واحدة، ولها مقر واحد في طرابلس". وأضاف أن"المبعوث (كوبلر) أكد خلال مباحثاته، أنّه يسعى لتشكيل حكومة واحدة، وأن يكونهناك مجلس نيابي واحد، في ضوء المشروع الذي سبق وطرحه المبعوث الأممي السابق (برناردنيو ليون)، الذي يسعى لاستكمال تنفيذه عبر دعم الجامعة العربية".

ولم يصدر بيان بعد حول الزيارة، من كوبلر، الذي وصل القاهرة، أمس، في أول زيارة للعاصمة المصرية، منذ تعيينه.

وكان المبعوث الأممي السابق، برناردينو ليون، قدّم لطرفي النزاع في ليبيا، يوم 9 أكتوبرالماضي، بمدينة الصخيرات المغربية، مقترحاً بحكومة "توافق وطني"، ومجلس تنفيذي مؤلف من رئيس الوزراء، وخمسة نواب لرئيس الوزراء، وثلاثة وزراء كبار، وما يزال المقترح غير متوافق عليه من قبل طرفي النزاع.

وتتصارع حكومتان على السلطة في ليبيا، الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس نواب طبرق،ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام ومقرها طرابلس.

وتجددت الاشتباكات، في بلدة أوباري (جنوبي ليبيا)، أمس بين مسلحي قبيلتي "التبو" و"الطوارق"، في ثاني خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بينهما.

وقال مصدر عسكري، فضل عدم ذكر اسمه، للأناضول، إنّ "الاشتباكات تجددت أمس، بينأفراد من القبيلتين، في محور الزاوية، ووسط المدينة، وهي الاشتباكات الثانية بعد توقيع الاتفاق الموقع بين الطرفين في قطر"، لافتاً أنّ "أصوات طلقات النار، لاتزال تسمع في مناطق متفرقة بالمدينة، مع انخفاض حدة الاشتباكات".

وقال مصدر طبي في المستشفى الميداني بأوباري، للأناضول، إنّ "المستشفى استقبل أمس 4 أشخاص، ينتمون لقبيلة الطوارق، أصيبوا خلال المواجهات الدائرة حالياً، وتم تحويلهم إلى العاصمة طرابلس لتلقي العلاج".

وأُبرم الاتفاق بين التبو، والطوارق، برعاية قطرية، الإثنين الماضي، لينهي اشتباكات دامية استمرت أكثر من عام، وتم خرقه للمرة الأولى، بعد مرور 24 ساعة على توقيعه، وفق شهود عيان.

واتفق ممثلو القبائل، عقب مفاوضات بدأت الخميس الماضي، على إنهاء المظاهر المسلحة فيمدينة أوباري، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وفتح الطريق العام الرابط بين المدينة وبلدة سبها المغلق.

ومنذ 17 سبتمبر 2014، تدور اشتباكات متقطعة بين الطرفين، سقط خلالها أكثر من 300 شخص، وألفي مصاب من الجانبين، بحسب مصادر طبية من المشفيين الحكوميين، ببلدتي أوباري، ومرزق المجاورة.

ورحب المغرب بمساندة غالبية أعضاء المؤتمر الوطني العام الليبي حكومةالوفاق الوطني الليبية. وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربية إن المملكة المغربية تبعا للإعلان الدولي المشترك الصادر في 27 نوفمبر2015 تعلن ترحيبها بهذه المبادرة التي تثمن البيان الموقع من طرف غالبية أعضاء مجلس النواب الليبي بشأن مساندة حكومة الوفاق الوطنيالتي تسجل أيضا تأييد أغلبية أعضاء المؤتمر الوطني العام الليبي لهذه الحكومة المنبثقة عن حوار الصخيرات بالمغرب.

وحث البيان بقوة"جميع الأطراف الليبية سرعة تشكيل هذه الحكومة." كما جددت الحكومة المغربية مساندتها"لمجهودات الأمم المتحدة والمبادرات المتخذة من طرف السيد مارتان كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة." وأضاف البيان أن المغرب "يؤكد عزمه على مواصلة مساهمته البناءة والجادة لتمكين مختلف الأطراف الليبية من التوصل إلى حل سياسي يأخذ بعين الاعتبار نتائج حوار الصخيرات".

وعقدت الأطراف الليبية عدة جولات من الحوار بالصخيرات من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنهاءالصراع المشتعل على السلطة في ليبيا بعد عدة شهور من المد والجزر.

وقالت وزارة الخارجية إنّهذا الحل سيمكن هذا البلد المغاربي الشقيق من استعادة السلم والاستقرار والحفاظ على وحدته وسيادته ورفع التحديات الراهنة وعلى رأسها محاربة الأرهاب والتطرف.

تعليق عبر الفيس بوك