وطن غال.. وسلطان محبوب

سارة البريكيَّة

مُنذ الحياة الأولى على هذه البسيطة، والعمانيون مُجتمع واحد في تماسكه وتراحمه وتعاضده، مَضَيْنا هكذا إلى أن أشرق فجر النهضة، فتغيَّرت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وصعدت مراقِيَ عدة في شمالها وجنوبها شرقها وغربها، والناظر إلينا قديمًا كان يقرأ فينا عزيمة وفطنة وإرادة بأنَّ عمان ستصبح شيئًا جميلا لأهلها وللعالم أجمع.

احتفلنا قبل أيَّام بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، وبينما أنا أتابع احتفال المحافظات كنت أفكّر في الآلاف المؤلفة من المواطنين المشاركين في تلك الاحتفالات؛ فجميعهم جاء من أجل قابوس، وجميعهم محب لقابوس، وجميعهم يلهج باسمه والدعاء له.. فقلما تجد قائدا حاز على حب شعبه مثلما هو عشقنا لسلطاننا، وفي هذه السانحة أتذكر حديثَ جلالته -أعزَّه الله- في إحدى مقابلاته ولقاءاته التليفزيونية، عندما قال "عندما أريد أن أنظر إلى خارطة العالم أريد أن يكون لعمان علاقات طيبة وصداقات مع كل الدول التي في الخارطة، وفعلا فعلها مولانا -أيَّده الله- إذ ها هي عمان اليوم تفتحت نتيجة ذلك الفكر النير والنهج الحكيم لجلالته -أبقاه الله- فالسلطنة منذ عقود وهي تحقِّق نجاحات مختلفة، وتكتسب تباعًا احترام العالم أجمع لها، فسياساتها المُتزنة جعلت منها دولة تناغم السلام وتؤصله، وما تحقق في عمان بعد تلك الحقبة الماضية وعبر أربعة عقود ونيف، اعتبره مراقبون ومحللون بأنّه معجزة.

مَضَى الثامن عشر من نوفمبر جميلا كعادته دوما، وعبَّر كلٌّ منَّا عن حُبِّه وعشقه وفرحه بطريقته، إلا أنَّ حبنا لوطننا سيبقى خالدا، وحبنا لسلطاننا سيكون باقيًا ما حيينا، نتوارث ذلك جيلا بعد جيل، وسنظل نعيش الأفراح والمسرّات بفضل ما تحقق لنا، مؤكدين عزمنا على المُضي قدمًا من أجل جعل عمان بلدًا آمنا مطمئنا، وواحة خير وصفاء ووفاء، وسنمضي في استكمال رسالتنا وواجبنا الذي يحتم علينا المحافظة على ما تحقَّق، ويُملي علينا أن نقف صفا واحدًا مع الجهود الرامية التي تنشد التطوُّر والنماء.

أسأل الله أن يطيل في عمر جلالته منعَّمًا هانئًا معافى، وأن يؤيده المولى عزَّ وجل بنصره، وأن يحفظ بلادنا ويبعد عنها كل سوء وشر، وأدام الله عليكم يا مولاي المعظّم الصحة والعافية أعوامًا عديدة وأزمانا مديدة، وأن يجعلكم ذخرًا وفخرًا لهذا الوطن المعطاء، الذي ألبستموه تاج العزة والفخر، مستلهمين منكم الرؤى والسداد والرشاد، والعمل من أجل حاضر زاهٍ ومستقبل مشرق، مستظلين بعهدكم الزاهر ومعاهدين الله وإيّاكم أن نسير خلف قيادتكم الحكيمة لا شقاق ولا فتن، وألا ندخر جهدًا في خدمة وطننا الغالي عمان، وأن يكون إخلاصنا وولاؤنا لكم ما حيينا، وكل عام وجلالتكم بمسرة وسعادة، ودمتم مولاي المعظم بحفظ الله سالمين وموفقين وأنتم يا مولاي مَنْ:

تربَّع عرش هامات الثريا واستبد النور

بزغ من طلته فجر نبت في مشيته بستان

تفرد عن بني جنسه مثالي في الحكم والشورى

سكن بين الحنايا سيدي قايد وطنا عمان..

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك