حلقة نقاشية لها ما بعدها

أحمد السلماني

يُسابق الاتحاد العماني لكرة القدم الزمن من أجل حسم ملف خليفة الفرنسي بول لوجوين في تدريب منتخبنا، ولأنَّ الأمر ليس بالسهولة التي يتوقعها كثيرون -عطفا على الدرس الكبير الذي تعلمته الكرة العمانية، وبعد استيعاب اتحاد الكرة للوضع، وأنه كان لا بد من الطلاق البائن بينونة كبرى مع المدرب- بات من اليقين لدى القائمين على هذه المؤسسة ضرورة التروِّي في اتخاذ القرار؛ لأنَّ تبعاته كبيرة، خاصة وأن الموضوع يتعلق بالفريق الوطني أو القومي؛ أي أنَّه ملكية عامة للوطن وللمواطنين ولمحبي "برازيل الخليج وآسيا"، ومع ذلك فإنَّ الوقت ليس في صالح المنتخب، ولا بد من حسم الملف في قادم الأيام؛ ليتسنَّى للجهاز الفني الجديد أن يُباشر عمله والإعداد لمباراتي جوام وأم المعارك مع إيران في طهران.

ومن أجل دعم اتحاد الكرة -ممثلا في اللجنة الفنية المكلفة بملف المدرب القادم- ولتسهيل مهمتها في رفع توصياتها لعدد 3 مدربين لمجلس اتحاد الكرة، فقد بادرتْ "الرُّؤية" بعقد حلقة نقاشية بعنوان "المدرب المناسب لمنتخبنا"، وبالاشتراك مع اتحاد كرة القدم الذي سيُمثَّل من قبل اللجنة الفنية المعنية بملف المدرب مشكورين؛ حيث تمَّت دعوة مدربين وفنيين ولاعبين قدامى وإعلاميين رياضيين ممن عاصروا وسبروا أغوار الكرة العمانية؛ وذلك للوقوف على عِلَّة الكرة العمانية وتحديدها، ومن ثم تشخيص المشكلة وتحديد المصل المناسب لها، باختيار الاسم أو المدرب المناسب الذي ينتظره الجمهور العماني والتيار الكروي بشغف، والذي هو الآخر ينتظره عمل شاق من خلال استنهاض الروح المعنوية لدى اللاعبين وإعادة الوصل بين المنتخب وجماهيره "ويا زمان الوصل بالأندلس".

ومما يُؤسَف له أنْ يُساء فَهْم المبادرة من قبل البعض بأنها تأتي في سياق صرف أنظار الجمهور إلى ملفات فرعية، وأنها تأتي كمطلب من اتحاد الكرة، ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك، إنما هي ضمن نهج "إعلام المبادرات"؛ وبالتالي الخروج من نطاق "نقل الحدث" إلى صناعته، وهذه تعتبر الثالثة التي يُطلقها القسم الرياضي؛ مساهمةً من الجريدة في حلحلة أزمات الرياضة العمانية، ولن تكون الأخيرة بل هي سلسلة من حلقات نقاشية نأمل أنْ لا تتوقف. وللعلم؛ فـ"الرُّؤية" هي من بادر بالاتصال باتحاد الكرة الذي أبدى ترحيبا منقطعَ النظير بالمبادرة، بل وأكد جديته في الأخذ برأي الخبراء والمحللين ومن هم في الميدان.

ونعتذرُ للجمهور العريض الذي تساءل عن مدى إمكانية المشاركة والتفاعل مع الحدث لأهميته؛ نظرا لدواعٍ تنظيمية وفنية، ولأنَّ الوقت ليس في صالح الجميع، ولضمان نجاح الحلقة؛ وبالتالي فقد تمَّت دعوة المختصين، ومع ذلك فقد تم مشاركة الجمهور في الحدث من خلال استطلاعات الرأي التي طرحناها في حسابات "الرُّؤية" بوسائل التواصل الإجتماعي، والتي شهدتْ تفاعلا كبيرا غير مسبوق، نمَّ عن وعي وإدراك وحب للمنتخب الوطني، فضلا عن أهمية الملف بالنسبة للجماهير العمانية؛ وبالتالي تمَّت مشاركة شريحة كبيرة من الجمهور العماني، وأملنا كبير في أن تخرج الحلقة بتوصيات جيدة تأخذ بها اللجنة الفنية، أو تساعدها في مهمتها الصعبة، وكلُّ ذلك من منطلقات وطنية بحتة، والله سبحانه والوطن من وراء القصد.

تعليق عبر الفيس بوك