روسيا تقصف مناطق خاضعة للمعارضة السورية قرب موقع إسقاط طائرتها.. وأوباما وأردوغان يتفقان على التهدئة

ميدفيديف يلوّح بإلغاء مشروعات مشتركة مع تركيا

عواصم - الوكالات

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون إنّ القوات الروسيّة قصفت مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية السورية بعنف أمس قرب موقع إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية أول أمس. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن 12 ضربة جوية على الأقل أصابت ريف اللاذقية الشمالي فيما اشتبكت قوات موالية للحكومة السورية مع مقاتلين من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا ومقاتلين تركمان في منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان.

وقال قيادي تركماني إن سفنًا حربية روسية في البحر المتوسط أطلقت قذائف صاروخية وأصابت المنطقة التي تعرضت لقصف مدفعي عنيف أيضًا. وأضاف حسن حاج علي قائد لواء صقور الجبل المعارض الذي ينشط في غرب سوريا أنّ معارك ضارية دارت في المنطقة حيث يقدم الطيران الروسي الدعم للقوات الموالية للحكومة.

وعلى جانب آخر، قال البيت الأبيض أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث هاتفيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الحاجة إلى تهدئة التوترات مع روسيا بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود التركية-السورية. وأضاف البيت الأبيض في بيان أن أوباما عبّر عن "تأييد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لحق تركيا في الدفاع عن سيادتها." وقال البيان "اتفق الزعيمان على أهمية تهدئة الوضع والسعي إلى ترتيبات لضمان ألا تقع مثل هذه الحوادث مرة أخرى.

وفي الشأن الاقتصادي، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس إنّ إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية قد يؤدي إلى إلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة بين البلدين. وأضاف في بيان على الموقع الإلكتروني للحكومة إنّ الشركات التركية قد تخسر حصتها في السوق الروسية.

وأسقطت تركيا يوم الثلاثاء طائرة حربية روسية قالت إنّها دخلت المجال الجوي التركي وهو ما تنفيه موسكو. وذكر المرصد أنّ الطائرة أسقطت في منطقة جبل التركمان السورية. وقفز الطياران من الطائرة بالمظلات. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ أحد الطيارين قتل بعد أن أطلقت عليه النيران من الأرض أثناء هبوطه بالمظلة لكن الآخر بخير وعاد إلى القاعدة الجويّة الروسية في غرب سوريا. وقال نائب قائد لقوات التركمان في سوريا يوم الثلاثاء إّن رجاله قتلوا الطيارين بالرصاص وهما يهبطان بالمظلات.

والحادث هو من أخطر المواجهات المعلنة بين دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ نصف قرن. وقال مصدر في الجيش التركي إن القوات التركية المنتشرة على الحدود في حالة تأهب بعد بدء القصف.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الدفاع سيرجي شويجو قوله أمس إن روسيا سترسل نظام إس-400 المتقدم للدفاع الجوي إلى قاعدتها الجوية في محافظة اللاذقية في سوريا بعد أن أسقطت تركيا إحدى طائراتها.

وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس إن إسقاط تركيا للطائرة الروسية عقد عملية البحث عن حل سياسي في سوريا ويجب بذل قصارى الجهد لتفادي تصعيد الصراع في سوريا. وقالت ميركل في كلمة أمام مجلس النواب في البرلمان في إشارة إلى الموقف في سوريا "تأزم الموقف بإسقاط تركيا الطائرة الروسية." وأضافت "علينا أن نفعل كل شيء لتفادي التصعيد." وقالت "بالتأكيد من حق كل دولة الدفاع عن أراضيها لكن من ناحية أخرى نعرف مدى توتر الوضع في سوريا والمناطق المحيطة. تحدثت يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء التركي وطلبت منه أن يبذل قصارى جهده لنزع فتيل الموقف".

ومن جانبه، قال السفير الروسي لدى فرنسا أمس إنّ الجيش السوري انتشل أحد طياري المقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا يوم الثلاثاء، مضيفا أنّه نقل إلى قاعدة روسيّة هناك. وأضاف الكسندر أورلوف لراديو أوروبا 1 "أصيب أحد الطيارين عندما هبط بمظلته وقتل بطريقة وحشية على الأرض على يد جهاديين في المنطقة والآخر تمكن من الفرار ووفقا لأحدث معلومات فقد انتشله الجيش السوري ويجب أن يكون في طريق عودته إلى قاعدة جوية روسية."

تعليق عبر الفيس بوك