ريادة الأعمال.. دراسة الجدوى

أحمد الحجري

لا يختلفُ اثنان على الدَّور المهم الذي يلعبه رواد الأعمال والمؤسسات المتوسطة والصغيرة في الاقتصاد برفده بمنتجات وخدمات منافسة من منظور الجودة والسعر. ولكن هذا القطاع يُواجه تحديات كبيرة ناتجة عن عدة فجوات تسعى هيئة المؤسسات المتوسطة والصغيرة جاهدة لسدها والنهوض بهاذا القطاع الحيوي المهم.

ويُعرف رائد الأعمال بأنه شخص يُنشئ عملا تجاريا أو تصنيعيًّا يتصف بالإبداع والمخاطرة في نفس الوقت، عاملا جهده للنجاح وتحقيق الفائدة المادية. بمعنى آخر هو كل شخص يستطيع تحويل أفكاره إلى منتجات أو خدمات مربحة.

وبطبيعة الأحوال، ليست كل الأفكار قابلة للتحويل لواقع من الممكن التكسب منها، ولكنها تلك الأفكار الإبداعية التي من الممكن أن يتم تسويقها، أو أن تحل مشكلة ما لشريحة كبيرة من الناس.

هناك خطوات عديدة قد يقوم بها رائد الأعمال في السبيل لتحقيق هدفه؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: دراسة الجدوى وخطة العمل والنموذج الربحي والعلامة التجارية والموارد البشرية والتسويق والاستمرارية.

وفي هذه السلسلة، سنسلِّط الضوء على بعض الزوايا المهمة التي يجب على رائد الأعمال وضعها بالاعتبار أثناء تأسيس شركته أو أثناء إدارتها بما يضمن استمرارية واستقرار الوضع المالي للشركة وتحقيق الهدف المُراد من تأسيس الشركة.

وقبل البدء بأي إجراءات لاستخراج السجل التجاري، يجب على رائد الأعمال أن يُحدِّد الهدفَ والرؤية والنشاط التي سينشئ عليها شركته. فكلما كان النشاط أقرب لتخصص رائد الأعمال أو في مجال خبرتة، ستكون فرص النجاح أكبر، ومجال الإبداع والابتكار أوسع.

وبعد تحديد المجال وتحديد المنتجات والخدمات، يأتي دَوْر خطة مهمة جدًّا، تعدُّ العصب قبل تأسيس أي خطوة أخرى وهي عمل دراسة جدوى للمشروع. وتبرز أهمية دراسة الجدوى في كونها تعد من أهم الأدوات التي تُفيد في اتخاذ القرار بإكمال المشروع من عدمه، وزيادة فرص النجاح في حالة اتخاذ القرار بالتنفيذ.

ومن المهم بأي دراسة جدوى اقتصادية أن تحتوي على التالي:

- دراسة الجدوى التسويقية: تتحدث هنا وتبحث وتحدِّد من هم زبائنك المحتملين وطرق الوصول إليهم، ومن هم منافسوك، وماذا يُميزك عن منافسك (بالجودة أو السعر أو الابتكار)، وحجم السوق وقنوات التسويق.

- الجدوى الفنية: موقع المكتب أو المصنع أو المعرض، واختيار الهوية التجارية والمتطلبات الرسمية اللازمة لإصدار سجل تجاري. المعدات والمكائن وكيفية الحصول عليها أو استيرادها وكمية الإنتاج الأولي، وهنا يُمكنك الاستعانة بالمتخصصين بالمجالات الفنية حسب النشاط.

- الجدوى المالية: والتي تعتبر العصب الرئيسي للدراسة، ويمكن تقسيمها لقسمين؛ الأول: التكاليف الاستثمارية والتي تُعنى بالتكلفة الإجمالية لتحويل الفكرة لمنتج أو عمل أو شركة وحتى يكمل المشروع سنة من عمره. وبعدها ومن السنة الثانية تحدَّد المصروفات الجارية وهي المصاريف الثابتة من رواتب وإيجارات وفواتير...وغيرها من المصروفات الدورية.

- النموذج الربحي: سواء كان ذلك بنسبة ثابتة مقتطعة أو بنسبة متغيرة بناء على المبيعات المتوقعة.

- العمالة المطلوبة: عدد العمال والموظفين ومستوى التدريب والتأهيل.

- مصادر التمويل الاستثماري.

- مبالغ وأساليب التسديد ومدة التسديد المتوقعة.

- القرار النهائي بالمضي قدما لتنفيذ المشروع أو الاقتناع بعدم جدواه اقتصاديًّا.

من الأكيد أنَّ مكونات دراسة الجدوى قد تختلف بناءً على النشاط والمعلومات المتوفرة والقطاع المستهدف، والذي سيكون صورة كاملة عن حيثيات الشركة أو المشروع ويُسهم ويسهِّل اتخاذ القرار بالاستثمار في المشروع أو الشركة.

الدراسة أيضا قد توضِّح حجم الاستثمار الأولي وطرق الحصول عليه ومصادره (إحيانا يكون هنك العديد من مصادر التمويل) سواء كان ذلك بتمويل شخصي أو عن طريق صناديق استثمارية خاصة أو حكومية.

www.ahmed-alhajri.com

تعليق عبر الفيس بوك