مسقط - العمانية

تشهد دار الأوبرا السلطانية مسقط في السابعة من مساء الأحد والإثنين المقبلين ثاني عروض الباليه للموسم الحالي حيث يحل باليه /نافورة الدموع/ ضيفا على خشبة مسرح الدار تقدمه فرقة أوبرا وباليه بيرم وهي فرقة روسية تدير واحدا من أعرق وأفضل مسارح الباليه في روسيا.

ويعرف باليه نافورة الدموع المبني على قصيدة طويلة للشاعر الروسي ألكسندر بوشكين (1799 - 1837)، أيضا باسم نافورة باخشيساراي وهو اسم قصر في مقاطعة القرم الروسية حيث زار ألكسندر بوشكين قصر باخشيساراي عام 1824، وهناك تأثر تأثرا شديدا بالنافورة الموجودة في صدر القصر والمعروفة لدى الناس باسم نافورة الدموع، حين علم قصة هذه النافورة وسر تسميتها، فكتب قصيدة سردية مطولة ومعبرة ساهمت في حفظ هذه النافورة والحفاظ على القصر بأكمله كجزء من الميراث الروسي، إذ منذ تلك الزيارة حظي قصر باخشيساراي الأثري بعناية فائقة جعلته يقاوم عوامل الزمن لغاية اليوم.

وتدور حكاية باليه نافورة الدموع حول الأميرة البولندية الأصل ماريا، التي نالها الحاكم التتري خان جوري بوصفها غنيمة حرب واختطفها إلى قصره المسمى قصر باخشيساراي فيقع الأمير في أسر جمال الأميرة البولندية وألقها المشع، لكنها ليست المرأة الوحيدة في قصره المملوء بالسبايا إذ سرعان ما تستبد الغيرة في قلب أسيرته السابقة زاريما فتنتهي الحكاية بالدموع.

وعلى الرغم من جبروت الأمير التتري زعيم مقاطعة القرم، إلا أن قلبه يتحطم عندما تهلك الأميرة البولندية، ولم يمنع نفسه من البكاء علنا أمام حاشيته، مما فاجأ كل من كانوا يعرفون قسوته في المعارك فقرر الأمير أن يبني نافورة من الرخام يتنزل فيها صوت خرير الماء مبحوحا كنحيب إنسان، تخليدا للدموع المذروفة على قصة حب انتهت نهاية مؤلمة فأراد الأمير للنافورة أن تنتحب، مثله، للأبد ومازالت تنتحب لغاية اليوم وقد أوقدت قصيدة بوشكين حماس الكثيرين من الفنانين ليجسدوا هذه المأساة في أكثر من لون فني.

وأصبحت قصيدة نافورة الدموع تعبيرا عالميا عن الحب الحقيقي، وفي العرض الذي تقدمه فرقة أوبرا وباليه بيرم الروسية على خشبة دار الأوبرا السلطانية مسقط فإن التصميم المبدع للرقصات، والموسيقى الآسرة، سوف تنقل للجمهور عمق المشاعر التي ضمنها بوشكين في قصيدته.

وفرقة أوبرا وباليه بيرم الروسية مدينة بيرم التي تعتبر مركزا ثقافيا في الناحية الغربية لجبال الأورال الروسية وخلال العقود الخمسة الماضية من الزمن جذبت هذه الفرقة طيفاً واسعاً من الجمهور، مما جعلها تنال جائزة القناع الذهبي للمسرح الوطني أكثر من مرة.