قال إنَّ نمو الوعي المروري يُسهم في خفض نسب الحوادث

عبري - حمود الزيدي

قال العقيد سالم بن مُحمَّد الحارثي قائد شرطة محافظة الظاهرة، إنَّ محافظة الظاهرة كغيرها من محافظات السلطنة تحظى بالاهتمام من القيادة العامة للشرطة من أجل حفظ النظام وتنفيذ المهام الموكلة إليها وفق القانون واللوائح المنظمة، ونشر خدماتها في ولايات المحافظة الثلاث عبري وينقل وضنك. مشيرا إلى أنه بالقراءات التحليلية للبلاغات التي ترد إلى مراكز القيادة، فإنَّ الوضع الجرمي يُعد في وضعه الطبيعي وتحت السيطرة، ونظرتنا لها إيجابية ومتفائلة، بفضل الله سبحانه وتعالى، وجهود رجال شرطة عُمان السلطانية وتعاون وتضافر المواطنين والمقيمين.

وحول المباني والمنشآت الشرطية الجديدة التي حظيت بها محافظة الظاهرة، قال العقيد سالم الحارثي إنه في إطار إستراتيجية القيادة العامة للشرطة الرامية إلى تطوير مظلة الأمن والرقي بالخدمات الشرطية فقد اُفتتح في شهر مارس من هذا العام مركز شرطة ينقل الجديد ومبنى الخدمات بالولاية، والذي أحدث نقلة نوعية في الرقي بمستوى تقديم خدمات المرور والأحوال المدنية والجوازات والإقامة، كما ساهم في تقليل الجهد وتوفير الوقت للمواطن والمقيم بولاية ينقل والقرى القريبة منها.

مشاريع قيد الإنشاء

وأشار العقيد قائد شرطة محافظة الظاهرة إلى أنَّ هناك العديدَ من المشاريع الشرطية التي لا تزال قيد الإنشاء في المحافظة، والتي ستساهم في رفع مستوى الأداء والكفاءة، وقد رُوعي في تصميمها الحداثة وسيتم تزويدها بأحدث الأجهزة والتقنية، ومن أبرز هذه المنشآت وأهمها: المبنى الجديد لقيادة شرطة محافظة الظاهرة، ومبنى وحدة شرطة المهام الخاصة بولاية عبري، والمبنى الجديد لمركز شرطة ضنك، ومبنى الخدمات ومركزي الدفاع المدني والإسعاف بولاية ضنك.

وعن منفذ الربع الخالي -والذي يُعد أول منفذ بري يربط السلطنة بالمملكة العربية السعودية- قال العقيد سالم الحارثي: إنَّ الإدارة العامة للمشاريع والصيانة بشرطة عُمان السلطانية أنهت كافة مراحل المشروع؛ حيث تمَّ تشييد مباني المنفذ وفق أحدث التصاميم التي من شأنها أن تقدم نموذجا يُحتذى به لخدمة العبور؛ سواء كان ذلك على مستوى المسافرين أو نقل البضائع والتبادل التجاري بين البلدين. ومن المؤمَّل أن يحقق المنفذ دوراً اجتماعياً من خلال تعزيز العلاقات بين الشعبين الشقيقين باعتباره حلقة الوصل المباشرة بين البلدين، وكذلك لما يحدثه من نقلة نوعية في اختصار المسافة والوقت، فضلاً عن الأدوار الاقتصادية المرتقبة في مجال الحركة التجارية ونقل البضائع والتي تعززها الاتفاقيات الثنائية ومظلة دول مجلس التعاون الخليجي.

جهود مكافحة الجريمة

وفي مجال مكافحة الجريمة، أفاد العقيد قائد شرطة محافظة الظاهرة بأنَّ من أبرز الجرائم الجنائية التي سجَّلتها مراكز هذه القيادة خلال هذا العام وحتى نهاية شهر سبتمبر 2015م هي جرائم السرقات والاحتيال، وتكللت جهود البحث والتحري بالنجاح وأدت إلى إلقاء القبض على 29 متهماً بالرغم من تعقيد القضايا وتنقل الجناة فيها بين أكثر من محافظة.

وأكَّد الحارثي أنَّ قيادة شرطة محافظة الظاهرة تعمل جاهدة لتحقيق هدفها المنشود في مكافحة الجريمة حفاظا على أرواح وممتلكات المواطن والمقيم وذلك من خلال تعزيز الدور الوقائي الهادف إلى منع وقوع الجريمة من خلال برامج التوعية ونشر الدوريات الأمنية والمدنية وتكثيف التواجد الشرطي، ورفع مستوى الحس الأمني من خلال الدقة في المتابعة وتحليل المعلومات ذات الطابع الجنائي، وتسخير الإمكانات المتاحة لتعزيز جهود نشاط إدارة التحريات وأقسام التحري والتحقيق بالمراكز بهذه القيادة.

مخالفات العمالة الوافدة

وحول جهود قيادة شرطة محافظة الظاهرة في ضبط العمالة الوافدة المتسللة والمخالفة لقانون العمل، قال العقيد سالم الحارثي إنه وتنفيذاً لتوجيهات القيادة العامة للشرطة؛ فقد اتَّخذت قيادة شرطة محافظة الظاهرة مجموعة من الإجراءات لضبط العمالة المتسللة والمخالفة لقانوني العمل وإقامة الأجانب منها تشكيل فريق عمل للتعامل مع العمالة الهاربة وغير القانونية بالتنسيق مع الجهات المختصة ذات العلاقة لجمع المعلومات واتخاذ الإجراءات اللازمة، كما نفذت القيادة عدداً من عمليات المداهمة والتفتيش لأماكن إيواء هذه العمالة بمختلف ولايات محافظة الظاهرة.

وقد أسفرت هذه الجهود خلال الفترة الماضية عن ضبط 24 متسللاً و283 عاملاً مخالفاً لأحكام قانون العمل والإقامة، وتمَّ اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.

وأشار العقيد سالم الحارثي إلى أنَّ المخدرات آفة عالمية، ولسنا عن تأثيرها ببعيد، إلا أن انتشارها في محافظة الظاهرة ولله الحمد محدود، وإدراكاً وحرصاً من القيادة العامة للشرطة فقد تم رفد إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بقيادة شرطة محافظة الظاهرة بالكادر البشري، وتم تأهيلهم وتدريبهم وتوفير الإمكانات ليتمكنوا من أداء واجباتهم المنوطة بهم بمهنية واقتدار، كما تقوم إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بالتوعية بأضرار المخدرات من خلال تنظيم محاضرات والمشاركة في المعارض التوعوية. وفي الجانب العملياتي، فقد تمكنت الإدارة خلال الأشهر المنصرمة من هذا العام من اكتشاف 98 قضية؛ منها: 59 قضية تعاطي و33 قضية حيازة وتعاطي، و5 قضايا اتجار، وقضية واحدة تتعلق بزراعة المخدرات.

الوضع المروري

وحول الوضع المروري في محافظة الظاهرة، قال العقيد سالم الحارثي إن محافظات السلطنة تشهد انخفاض نسبة وقوع الحوادث المرورية خلال الأعوام الماضية، ويرجع ذلك إلى الإجراءات والخطط التي تنفذها شرطة عمان السلطانية لضبط الحركة المرورية والتقليل من التجاوزات والمخالفات المسببة للحوادث، وقد حظيت إدارات المرور بمحافظة الظاهرة بالاهتمام والتطوير حالها كحال باقي إدارات المرور في جميع محافظات السلطنة.

وأوضح أنَّ انتشار الدوريات المرورية وتنفيذ برامج التوعية بالتعاون مع الجهات المختصة يساهم بشكل كبير في فرض الانضباط على الطرقات، كما أثبتت أجهزة ضبط السرعة فاعليتها وجدواها في خفض الحوادث والوفيات الناجمة عنها، إضافة إلى تحسين شبكة الطرق، والتي صاحبها تحسين في تصريف مجاري مياه الأودية والشعاب التي كانت تمثل مخاطر جسيمة على مستخدمي الطريق, وتعطل حركة السير عند جريانها فيما مضى. كما أن ثقافة الوعي المروري التي يتمتع بها المواطنون لها دور في خفض الحوادث المرورية.

وعن الظواهر المرورية السلبية التي يُمارسها بعض الشباب كالتفحيط بالمركبات والتسابق على الطرقات العامة، أوضح العقيد سالم الحارثي أنَّ قيادة شرطة محافظة الظاهرة بذلت جهوداً كبيرة للقضاء على مثل هذه التصرفات من خلال تشكيل فرق ميدانية متخصصة لمتابعة ورصد وتحليل المعلومات حول أماكن التجمعات وأنشطة المفحطين وضبط المخالفين وتقديمهم للعدالة، إضافة إلى تعزيز نشاط التوعية وتفعيل دور مختلف شرائح المجتمع للقيام بواجبها في التعاون مع رجال الشرطة والتصدي لمثل هذه الظاهرة. وأثمرتْ تلك الجهود والإجراءات عن السيطرة والحد من هذه الظواهر ولوحظ انحسارها. وفي هذا المقام، نناشد المواطنين الكرام ترجمة شعار "كلنا شُرطة" بتقديم مزيدٍ من التعاون مع رجال الشرطة للقضاء بشكل نهائي على هذه الظواهر السلبية ومثيلاتها.