آن الأوان لنقص لأطفالنا عن الأب الحاني قابوس

زينب الغريبية

تحتفل السلطنة شعبًا وأرضًا بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد كلٌ بطريقته، يعبر عن فرحته، فرحة بالقائد العظيم الذي قاد البلاد بحكمته وبنى وشيّد وجعل من البلاد بلادًا في مصاف البلدان العصرية، وفرحة خروجه أمام مرأى الشعب بصحة جيِّدة بعد انقطاع في رحلة علاجية وفترة نقاهة من المرض، هو أهل لتلك الفرحة والحب الدفين في قلوب كل فرد على أرض عُمان.

هذا الحب انغرس في قلوب الكبار المخضرمين الذين عاشوا قبل عهد السلطان قابوس بما كان من قسوة في العيش وألم، وانتقلوا للحياة في عهد السلطان فشهدوا التحول من استقرار وعودة إلى أرض الوطن، وبناء نهضة عمان طوبة تلو طوبةٍ، إلى أن وصل بهم وبنا الحال لما نحن عليه الآن من حياة كريمة تحتاج للجهد والعمل للحفاظ عليها وتطويرها بما نمتلك من قدرات بشرية ومادية، بتكاتف الجميع من مسؤولين كبار وتدرجًا للمسؤولين الصغار وصولاً للموظف والعامل والسائق والمواطن والتاجر والكاتب والفنان وغيرهم من فئات المجتمع، كلٌ بما تمليه عليه صلاحياته وموهبته.

هذا الحب نترجمه بالعمل الدؤوب حتى لا نضيّع جهد الأب الباني، وهذا الحب لابد أن ننقله لأجيال من بعدنا صغاراً أتوا فوجودا الحال قد وصل للرخاء الذي يعيشون فيه، علينا أن نُربيهم على حب يستحقه من أفنى عمره في خدمة شعب وبناء وطن وأوصلهم لما هم فيه الآن؛ فجاءت فكرة مجموعتي القصصية الجديدة(أبي قابوس)، أربع قصص في حب القائد، تُحلق بالأطفال في جو من الشاعرية والإحساس ليصلوا بأنفسهم لتقمص ذاك الحب، أتى طرحها مختلفاً عمّا يتم عرضه للأطفال من إنجازات بشكل مليء بالشحذ العاطفي القصصي المؤثر، كمبادرة منِّي للقيام بالدور الذي أستطيع، من منبري الذي أملك.

جاءت المجموعة في أربع قصص حملت عناوين مُعبرة تبدأ بـ"فرحة وطن" وهي قصة تحكي بصورة عاطفية شاعرية، حزن عُمان الوطن قبيل حكم السلطان قابوس، وكيف جاء الأب قابوس بشعاع النور ليُبدد الظلام، وينقشع الغمام، وتحكي فرحة كل جزء من عُمان بهذا القائد العظيم وارتباطه بأرض الوطن من شواطئ وجبال، وتتطرق لهواياته من ركوب الخيل والرمي بالبنادق والقراءة، مع إنارة بسيطة على فترة دراسته وعلمه، لتختتم القصة بفرحة وطن في الثالث والعشرين من يوليو بعودة ابن الوطن الذي ترعرع بين أحضانه صغيرًا ليبدأ مسيرة عهد النور.

وتأتي بعدها قصة "أبي قابوس النور"حيث تبدأ أحداثها باجتماع جدٍ بأحفاده ليحكي لهم حكاية، وتأتي الحكاية بقصة صالح الذي عاش كغيره عصر قبل النهضة وهاجر بحثًا عن لقمة العيش له ولأبنائه، وتظهر تفاصيل الحياة القاسية التي عاشها صالح مع أبنائه، حتى أتى أبي قابوس النور الذي بدَّد الظلام وانتهى عصر الغربة وعاد صالحٌ والعمانيون مُكرمين إلى بلادهم ليعملوا بها، وأمَّن الوطنُ لهم الحياةَ الكريمة.

وتكمل قصة "العيد" دور الأب قابوس بطرح أفكاره لخدمة القضايا المؤثرة على المستوى المحلي والعالمي لإلقاء الضوء على بعد القائد المُفكر الملهم؛ فتدور أحداثها حول الأفكار التي أتى بها الأب قابوس ليحيي بها البلاد داخلياً وعالميًا، فيلعب طائر السلام - الذي يُمثل اهتمام القائد بقضايا السلام- دور البطولة في هذه القصة، ويشاركه البطولة طفلان من مدرسة للحقلة الأولى من التعليم الأساسي، تحلق هذه القصة بالطفل في عالم الخيال ليعيش -في قصر يلفه البياض والصفاء- مع إنجازات الأب قابوس في مجال جوائز السلطان على المستوى المحلي والعالمي؛ للتعبير عن اهتمام الأب القائد بقضايا ذات أهمية كبيرة في الحياة البشرية، واهتمامه بالثقافة ودعم العلم والأبحاث عن طريق الموسوعات التي دعمها والكراسي العلمية في جامعات العالم، ليشعر الطفل بالولاء لقائد فذ يسعى لرفعة الوطن.

وتأتي في الختام قصة "أبشري أبي قابوس جاء"، وهي قصة تدمج فرحة الوطن بعودة الأب قابوس بعد رحلة علاجه التي عاش فيها الوطن بما فيه في توتر وقلق على قائده الحنون، وبين جهود السلطان تجاه البيئة، واهتمامه بها، جاءت على لسان الحيوانات والنباتات التي هي جزء مهم من هذا الوطن، فتدور أحداثها حول حوار بين نماذج من الحيوانات والنباتات التي اهتم بها السلطان من المها العربية وشجرة اللبان والنخلة ووردة السلطان قابوس والطيور والسلاحف، مع إشارة على اهتمامه بالموسيقى الكلاسيكية، يخرج منها الطفل بملامسة شعور ذاك القائد الذي يعتني بكل شيء في هذا الوطن من إنسان وحيوان ونبات وجمال وإحساس..

وتسدل المجموعة ستارها على هدف سامٍ موجه لأطفال عمان، ليعرفوا الأب القائد قابوس المعظم، بأسلوب قريب من القلب، ممزوج بالخيال والحديث مع الحيوانات والنباتات لتخبرهم عن مشاعرها تجاه قائد الوطن، فيقترب الطفل من الأب العظيم الحكيم، رجل السلام والثقافة والبيئة، المُنقذ الحنون المحارب الباني، رجل الموسيقى، والتعرف عن قرب على الأب الإنسان صاحب الهوايات المتعددة -منذ صغره- كالتصوير وركوب الخيل والرماية والقراءة، ليكون شخصاً قريبًا من القلب بإنسانيته وقلبه وفكره..

Zainab_algharibi@yahoo.com

تعليق عبر الفيس بوك