18 نوفمبر

سَيْف المعمري

يُشرق صباحُ الثامن عشر من نوفمبر على أرض عُمان الطيبة، وهي تتقلَّد أبها حللها، وتكتسي ثوب العز والشموخ، وتتوشح أعلام السلطنة، وتتطلع إلى مواصلة البناء والتنمية التي بدأت منذ بزوغ فجر الثالث والعشرين من يوليو قبل أربعة عقود ونصف، والتي تكللت -ولله الحمد- باكتمال منظومة الدولة العصرية وفق منهج مُتدِّرج في مسيرة الخير التي عمَّت ربوع الوطن العزيز، والتي أولتْ الإنسانَ العُمانيَّ جُلَّ اهتمامها؛ فكان ولا يزال أداة التنمية وغايتها؛ فالإنسان هو حجر الزاوية في كلِّ بناء تنموي، وهو قطب الرَّحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية؛ إذ إنَّ غايتها إسعاد وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته.

لقد وَعَد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية- شعبَه الوفيَّ في أولى خطابته في الثالث والعشرين من يوليو 1970م بأنه سيُعيد لعُمان ماضيها التليد وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ، وسيكون لعُمان المستقبل المشرق والمكانة المرموقة في العالم العربي. وبفضل الله وحكمة وبُعد نظر ورؤية جلالته الثاقبة تحقق الوعد، وأصبحت عُمان كما أراد لها جلالته، وتحظى بالتقدير من جميع أمم وشعوب العالم.

ولقد جاءتْ الكلمة السامية لجلالته في افتتاح الفترة السادسة لمجلس عُمان لتؤكد اهتمام جلالته ومتابعته الحثيثة لخطوات ومراحل البناء التي تسير وفق الخطط والرؤى التي تقوم بها الحكومة، وبمشاركة من المواطنين؛ من خلال ممثليهم بمجلس عُمان بشقيه "الدولة والشورى"، ومتطلعا جلالته -أبقاه الله- إلى مواصلة المزيد مما يصبو إليه الشعب العُماني بإرادة وعزيمة أكبر.

نعم.. إنَّ الإنجازات التي تحقَّقت على أرض عُمان لهي مَبْعث فخرٍ ومصدر اعتزاز كما أكد جلالته -أبقاه الله- في كلمته السامية، وتتطلَّب منا جميعًا أن نحافظ عليها ونتكاتف وتتكامل جهودنا كمواطنين مع الحكومة لما فيه مصلحة الجميع.

ولا شك إن المرحلة المقبلة من بناء الدولة العُمانية تتطلب مجهود أكبر والإسهام الملموس من الجميع؛ لذا فكل مواطن مدعو لمضاعفة جهوده والعمل بإخلاص وتفان وأن تكون المصلحة العليا للوطن مقدمة على ما سواها، وأن نستثمر المكتسبات التي تحققت على أرضنا إلى مزيد من الرقي والتطور.

ومع إشراقة هذا اليوم المشهود، والتي تتلألأ فيها عُمان وهي تسير بخطى ثابته نحو اكتمال عقدها الخامس، فإنَّ الثامن عشر من نوفمبر يجب أن يكون منصة لتقييم المنجزات والمكتسبات وتجديد العزائم والهمم وحفز الطاقات الشبابية للإبداع والابتكار ورفع راية عُمان عالية خفاقة.

وتتوالى الأفراح النوفمبرية على أرض عُمان الطيبية؛ ففرحتنا بدأتْ في الأول من نوفمبر الجاري بالإطلالة السامية لجلالته أثناء ترؤسه لمجلس الوزراء، والتي أشاد فيه جلالته بما تحقق في مجالات التنمية المختلفة، خاصة في مجال التعليم والإعلام، كما أثلجت صدورنا رؤية جلالته وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية أثناء افتتاحه للفترة السادسة لمجلس عُمان يوم الأحد الماضي، والتي أكَّد فيها جلالته عن ارتياحه واعتزازه بما تحقق من منجزات شملت جميع مجالات الحياة والتي هي مبعث فخر للجميع.

وبالأمس، شمل جلالته برعايته الكريمة العرض العسكري الذي أقيم بحصن الشموخ بولاية منح بمناسبة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، لتنطلق معها أفراح الولايات والمهرجانات في جميع محافظات السلطنة، وليسعد الجميع، ويشاركون في هذا العرس الوطني البهي الذي يُعبِّر عن المحبة والولاء الذي يُكنُّه الشعب العُماني لباني نهضتها الظافرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

... سيبقى الثامن عشر من نوفمبر ميلاد عُمان الخالد الذي شهد فيها ولادة رجل عظيم اتخذ على نفسه عَهْدا ووَعْدا باستعادة مجد عُمان وأصالتها ودورها الريادي، فها هي عُمان كما أرد لها جلالته وصدق بعهده ووعده، وأصبحت عُمان مضربا يُحتذى به في المحبة والسلام.. فحُقَّ لنا أن نفرح في الثامن عشر من نوفمبر، فبوركت عُمان وبورك قائدنا الهمام، وحفظ الله عُمان وشعبها، لتبقى على الدوام واحة الأمن والأمان والسلام.

Saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك