السيد فهد: جلالتكم أرسى دعائم الدولة العصرية الحديثة التي تأخذ بالجديد النافع مع الحفاظ على الأصالة

جلالة السُّلطان يتلقى برقية تهنئة من سُّموه بمناسبة العيد الوطني

-اهتمام جلالتكم الدائم بالإنسان العُماني قد تحقق في مجتمع يتمتع أفراده بالمساواة في الحقوق والواجبات

- ثقة جلالتكم في قدرة المواطن على المشاركة الإيجابية في صنع القرارات تجلى في الدعم اللامحدود لمسيرة الشورى

- جلالتكم أولى كل الاهتمام لخيارات السلام والحوار بين الدول والتوافق من خلال قبول الآخر

- مجلس الوزراء يضع نصب أعينه التوجهات السامية لجلالتكم كمنهاج عمل يضطلع على ضوئها بمسؤولياته

مسقط - العمانية

تلقى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ برقية تهنئة من صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، فيما يلي نصها:

مـولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قـابـوس بن سعيد المعظم

ـ حفظـه الله ورعـاه ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مع إطلالة الذكرى الخامسة والأربعين للعيد الوطني المجيد، وما تحمله من معاني الفخار والعزِّة، والتقدم والازدهار، في كافة بقاع أرض عُمان الغالية بقيادة جلالتكم الحكيمة.. فإنّه ليُشرفني يا صاحبَ الجلالةِ أن أرفع إلى مقامكم السامي بهذه المناسبة المباركة، باسمي وباسم مجلس وزرائكم المُوقر، أصدق التهاني والأماني، مقرونة بما تُكنه القلوب لجلالتكم من حبٍ وولاء.. مبتهلين إلى المولى عزّ وجلّ أن يُديمكم لهذا الوطن الغالي قائداً مؤيداً بنصره، محفوفاً برعايته وتوفيقه الدائم.

صاحب الجلالة السلطان المعظم ..

لقد أرسيتم جلالتكم دعائم الدولة العصرية الحديثة، التي تأخذ بكل جديد من العلوم النافعة، مع الحفاظ على الأصالة والقيم والموروث الحضاري، حيث تمَّ التعاطي مع كل مرحلة بما تقتضيه من متطلبات لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة، وانتشار رقعتها لتشمل جميع أرجاء الوطن، وتستجيب لحاجات المجتمع من خلال خطط ترتكز على رؤى مستقبلية، وتخطيط علمي سليم، مما مكن الحكومة من تحقيق معدلات عالية في مؤشرات الاستقرار الاقتصادي، والاستدامة المالية، إضافة إلى إحراز نقلة كمية ونوعية في تنويع مصادر الدخل، وتنمية الإيرادات غير النفطية.

عاهل البلاد المفدى ..

إنّ اهتمام جلالتكم الدائم والمتواصل بالإنسان العُماني قد تحقق في مجتمع يتمتع أفراده جميعاً بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات وسيادة القانون، مع إيلاء المواطنين الأولوية القصوى في الرعاية، والحفاظ على الجوانب الحياتية لهم من خلال برامج التنمية الاجتماعية والخدمية، والارتقاء بنوعية التعليم، وتوفير الرعاية الصحية، والمسكن المناسب، إلى جانب ضمان البُعد الاجتماعي للتنمية الشاملة الذي كان حاضراً في كل الخطط والبرامج التي تمّ تطبيقها خلال مسيرة النهضة المباركة، مما وفر المزيد من فرص العمل للقوى العاملة الوطنية، ويسَّر التدريب والتأهيل لها في الداخل والخارج لإكساب شبابنا المزيد من الخبرات.

صاحب الجلالة السلطان المُعظَّم ..

إنّ ثقة جلالتكم في قدرة المواطن على المشاركة الإيجابية بالفكر المستنير والرأي السديد في صنع القرارات قد تجلى واضحاً من خلال دعمكم ـ أبقاكم الله ـ اللامحدود لمسيرة الشورى في السلطنة.

عاهل البلاد المفدى ..

إنّ نهج السلطنة بقيادة جلالتكم لم يقتصر على دعامات البناء الداخلي فحسب، بل امتد إلى الساحتين الإقليمية والدولية أيضاً، حيث أوليتم كل الاهتمام لخيارات السلام، والحوار بين الدول، والتوافق من خلال قبول الآخر، واحترام رأيه، والاستماع إلى وجهات نظره، وهذا هو الذي أكدتم عليه مجدداً في رسالتكم السامية للعالم من خلال المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حيث تفضلتم ـ أبقاكم الله ـ بالتأكيد على الركائز الأساسية لهذه السياسة التي تنتهجها السلطنة منذ زمن بعيد، والقائمة على التسامح، وتوطيد أواصر المحبة بين الشعوب، وتشجيع حوار الحضارات، وقد تزامن ذلك مع احتفال منظمة اليونسكو باليوبيل الفضي (لجائزة السلطان قابوس لحماية البيئة) والتي يتم منحها للعلماء الدوليين الذين يساهمون بأبحاثهم في حماية البيئة، وهو ما حظي بالتقدير والاحترام من جانب المجتمع الدولي.

صاحب الجلالة السلطان المعظم ..

في إطار الحرص الذي تولونه جلالتكم ـ أبقاكم الله ـ للحفاظ على مسارات التنمية في البلاد وتحقيقها لأعلى معدلات الأداء.. فإنّ مجلس الوزراء يضع نصب أعينه التوجهات السامية النبيلة لجلالتكم كمنهاج عمل يضطلع المجلس على ضوئها بمسؤولياته، وترجمة تلك الرؤى على الواقع، مع المتابعة الدائمة لتنفيذ برامج التنمية وتحقيقها لكافة متطلبات الأهالي .

إن مجلس وزرائكم، في هذه المناسبة الجليلة، التي تغمر بالفرحة والسعادة قلوب أبناء عُمان الأعزاء ليُعاهد مقامكم السامي على المزيد من العزم والمثابرة لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة المستدامة في جميع ميادين الحياة المتنوعة، ولنا في فكركم المستنير، ونظرتكم الصائبة للأمور، خير معينٍ ومرشد.

دُمتم يا صاحب الجلالة قائداً مظفراً، مبتهلين إلى المولى عزّ وجلّ أن يُعيد هذه المناسبة الطيبة على جلالتكم بالصحة والعافية والخير والسعادة .. إنّه سميعٌ مجيب الدعاء.

وكل عام وجلالتكم بخير ومسرة ..

تعليق عبر الفيس بوك