وفود من 12 دولة حول العالم تتعرف على أداء القطاعات المختلفة بالسلطنة لضخ استثمارات متنوعة
◄ هيثم بن طارق: الملتقى يعزز التوجه نحو تنمية وتطوير قطاع الأعمال
◄ الكيومي: الملتقى يوفر منصة للشركات لتبادل الخبرات والاستفادة من الفرص المتاحة
◄ الرئيسي: الحدث يوفر بيئة خصبة لعرض فرص الأعمال والتعريف بالقطاعات المشاركة
انطلقتْ، أمس، أعمال النسخة الثالثة لملتقى فرص الأعمال، بمركز عمان الدولي للمعارض، والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة عمان لمدة يومين، وقد شهد اليوم الأول توقيع عقود بلغت قيمتها أكثر من 482 مليون ريال عماني.. ورعى حفل افتتاح الملتقى صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، الذي أكَّد أنَّ الجهود التي تبذلها غرفة تجارة وصناعة عمان لتنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة، راعت أن تجمع مؤسسات القطاع الخاص بكافة فئاته من داخل السلطنة وخارجها؛ لتحقق معادلة النجاح في تنظيم حدث محلي برؤية وحضور عالمي. وأشاد سموه بهذا الجهد الذي يستحق التقدير، كونه يعزز التوجه نحو تنمية قطاع الأعمال، والارتقاء بمكونات هذا القطاع، بل ويدعم تأسيس مشاريع جديدة وتقديم الدعم للمقبلين على عالم ريادة الأعمال.
وأكد صاحب السمو أهمية الملتقى، وما يمثله من فرصة مميزة للشركات العمانية والأجنبية، لاستعراض فرص ومجالات التعاون، وعقد صفقات تجارية بين مختلف الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وشدَّد سموُّه على أهمية الملتقى، وما يشهده من تطور ونمو على مدى فتراته الثلاث، من حيث حجم المشاركة أو من خلال المشاريع المعروضة والمطروحة في الملتقى. مُثمنا سموُّه الجهودَ التي تقوم بها غرفة تجارة وصناعة عمان والداعمين والمساهمين لإنجاح فعاليات الملتقى. وتابع سموه -في تصريحات للصحفيين عقب افتتاح فعاليات الملتقى- "نحنُ في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لأن يكون القطاع الخاص داعما للاقتصاد الوطني".
الرُّؤية - فايزة الكلبانيَّة
وحَوْل الدور المأمول من القطاع الخاص خلال المرحلة المقبلة، قال سموه إن الاتفاقيات والعقود التي تم توقيعها تتجاوز 400 مليون ريال عماني، وهو ما يؤكد أن القطاع الخاص داعم لكل الجهود الرامية لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني، كما أن الحكومة ترحب بمثل هذه المبادرات. وأعرب سموه عن أمله في أن يقود القطاع الخاص دفة الاقتصاد، من منطلق الشراكة مع الحكومة.
وأشار صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد إلى التحديات التي لا يزال القطاع الخاص يواجهها، وقال: إنَّ كافة القطاعات في أي منظومة كانت، تواجه مثل هذه التحديات، لكن ما يبعث على الطمأنينة من القدرة على مواجهة وتذليل هذه التحديات، هو الدور المميز الذي تقوم به الحكومة لتيسير كافة الاجراءات المرتبطة بعمل القطاع الخاص، علاوة على التفاهم المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص، في هذا الصدد، وهو ما سيؤتي ثماره في القريب العاجل.
توقيع العقود
وفي بداية الملتقى، ألقى سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، كلمة الافتتاح؛ قال فيها إنَّ الملتقى يكشف عن عقود بقيمة 52 مليار دولار، حيث شهد اليوم الاول توقيع عقود بقيمة بلغت أكثر من 482 مليون ريال عماني (ما يساوي 1.16 مليار دولار)، ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني للملتقى (اليوم الثلاثاء)، توقيع اتفاقيات بأكثر من 23 مليون ريال عماني. وأوضح الكيومي أن هذا الرقم لا يمثل سوى الفرص المتوفرة بالقطاع الخاص؛ حيث إن الأرقام أكثر من ذلك بكثير، لكن هذا ما تمكنا من عرضه بالتعاون مع 39 شركة حكومية وخاصة، مشاركة في الملتقى، بينما يظل العدد الأكبر من الشركات والمؤسسات لم تشارك وبالتالي لم تفصح عن عقودها.
وأضاف سعادته بأنَّه لمن حسن الطالع أن يتزامن ملتقى فرص الأعمال من كل عام مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني المجيد، علاوة على أن نسخة هذا العام تتزامن مع افتتاح جلالة السلطان المعظم- أيده الله- للفترة الخامسة لمجلس عمان، وما يمثله هذا الظهور من أثر عظيم في النفوس، وشحذ الهمم واستنهاض العزائم. وتابع سعادته: "يطيب لنا بهذه المناسبة الغالية أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقائد الحكيم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لما تحقق من إنجازات تنموية عديدة، داعين الله عزَّ وجلَّ أن يُعيد عليه هذه المناسبة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة وهو يرفل بثوب الصحة والعافية، ولعمان وأهلها مزيداً من التقدم والنماء في ظل قيادته الرشيدة".
وأوضح الكيومي أن النسخة الثالثة من ملتقى فرص الأعمال -وكما وعدنا في افتتاح النسخة الماضية- هي نسخة عالمية، حيث سعت الغرفة جاهدة للترويج لهذا الملتقى ونجحت في استقطاب شركات ومستثمرين من عدد من الدول الشقيقة والصديقة. وقال: "تشاركنا هذا التجمع الاقتصادي الكبير وفود تجارية من حوالي 12 دولة من مختلف انحاء العالم، فأهلاً وسهلاً بهم جميعاً في بلدهم الثاني عُمان، متمنين لهم إقامة ممتعة وبرنامجاً استثمارياً ناجحاً". ومضى قائلا: "نؤكد لكم جميعاً أن الغرفة وبالتعاون مع مختلف الجهات المعنية قد سخرت إمكانياتها لتحقيق أكبر قدر من النتائج الإيجابية لجميع المشاركين، آملين أن نسمع في القريب العاجل عن إبرام صفقات أو عقد اتفاقات أو الإعلان عن خطط للتعاون والاستثمار في شتى القطاعات الاقتصادية الواعدة في السلطنة؛ وفي مقدمتها: الصناعة والسياحة والخدمات اللوجستية والتعليم والصحة وتقنية المعلومات...وغيرها".
منصة للشركات
واضاف بأنَّ تجربة ملتقى فرص الأعمال في إيجاد منصة للشركات والمؤسسات لتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من الفرص المتاحة تحت سقف واحد، أضحت تجربة رائدة، وبمجرد النظر إلى هذا الحشد الرسمي من كبار المسؤولين في البلاد وكبار المستثمرين من السلطنة وخارجها، والتفاعل الكبير من وسائل الاعلام المحلية والخليجية والدولية مع هذا الحدث، لأمر يدعونا إلى الفخر بالجهود التي آلت إلى تحقيق الهدف المنشود للملتقى والعمل الطموح والجهد الذي تكلل بالنجاح، مؤكدين سعينا المستمر لتطوير وتعزيز تجربة ملتقى فرص الأعمال بما يضمن تحقيق الديمومة له كتظاهرة اقتصادية، وبما يسهم في الترويج للسلطنة كوجهة استثمارية رئيسية على خارطة الوجهات الاستثمارية على المستوى الدولي، وأن ينعكس تأثيره على القطاع الخاص العماني بحيث يصبح أكثر اتحاداً وتجانساً لمواجهة المنافسة الخارجية وأكثر نضجاً وفهماً للعمل الاقتصادي الحر بمختلف أطيافه". وتابع الكيومي بأن هذا الملتقى كان إحدى المبادرات التي أطلقتها الغرفة في بداية الدورة الحالية لمجلس الإدارة، وهو يأتي ضمن الأنشطة والمسارات المتنوعة التي تخطط لها الغرفة للامتثال والتنفيذ المباشر للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- بشأن تعزيز جهود القطاع الخاص في خطط التنمية وأن يصبح المحرك الرئيس لعجلة التنمية في البلاد ومصدراً متعدداً للدخل الوطني.
وأضاف: "يسرنا ونحن نكرم اللجنة الرئيسية لجائزة الغرفة للمسؤولية الاجتماعية للشركات أن نعلن عن إطلاق مبادرة جديدة وهي جائزة الغرفة للبحوث والدراسات الاقتصادية حيث تستهدف الجائزة استثمار الطاقات البحثية لطلاب مؤسسات التعليم العالي في جميع الجوانب ذات العلاقة بالتجارة والاقتصاد وبما يخدم تطور قطاع الأعمال في السلطنة، وسنقوم بعقد مؤتمر صحفي لاحقاً للحديث عن تفاصيل هذه الجائزة". واختتم قائلا: "يسر غرفة تجارة وصناعة عمان دعوة المؤسسات الحكومية والشركات والمؤسسات الكبيرة العاملة بالسلطنة لزيارة المعرض والتعرف على الخدمات والأعمال والأفكار الجديدة التي تقدمها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإمكانية عقد شراكات معها، وفي المقابل، ندعو أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لم تشارك في هذه الدورة من الملتقى لزيارة المعرض والاستفادة مما يُطرح من فرص وعقود أعمال وخدمات، وإيجاد شراكات مستقبلية".
الوفود المشاركة
ومن جانبه، ألقى سعادة محمد شقير رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، كلمة الوفود المشاركة بالملتقى، وقال: "إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نشارك في هذا الحدث الكبير والمهم ملتقى فرص الأعمال الثالث الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة عمان، والذي تكمن فكرته في أن يكون علامة تجارية بارزة تعمل على استقطاب رؤوس الأموال والمستثمرين من كل أنحاء العالم، في وقت ومكان معلومين". وأضاف: "نقدر لكم عاليا الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا الحدث الكبير وخوض تجربة التعرف على سلطنة عمان وفرص الاستثمار المتاحة هنا، كما نشكر اللجنة التنظيمية على إعطائنا هذا الوقت الثمين للتعبير عن وجهة نظر الوفود التجارية المشاركة في الملتقى والتعرف على ما يحتويه الملتقى من فرص وإمكانيات تستفيد منها الوفود التجارية. وأقدر لكم اختيارنا لإلقاء كلمة الوفود التجارية المشاركة في الملتقى". وتابع: "عرفنا جميعا من خلال ما تم إنجازه في النسخة الماضية للملتقى عن أهدافه وطموحاته والنتائج التي يتطلع إليها، وما عرض خلاله من عقود أعمال وخدمات للسنوات المستقبلية، حيث يمثل هذا الملتقى فرصة كبيرة لنا نحن كمشاركين ووفود تجارية من مختلف الدول للتعرف على الفرص الاستثمارية ومتطلبات السوق العمانية من الخدمات، كما أنه يفتح بابا واسعا لتطوير وتقوية العلاقات الثنائية بين الدول المشاركة والسلطنة ويعرّف الطرفين بالفرص والاستثمارية والإجراءات العملية لكيفية الاستثمار والتسهيلات المقدمة للمستثمرين". وزاد: "نستشف من هذا الحضور لرجال الأعمال المحليين جنبا إلى جنب مع نظرائهم من مختلف دول العالم الرغبة الحقيقية للاستفادة من هذا الملتقى الذي ينبثق من فكرة رائعة تتمثل في تفعيل مسؤولية الشركات الكبيرة تجاه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث منحها الثقة عبر توقيع عقود وصفقات معها تضمن لها الاستمرارية والنجاح. ونيابة عني وعن الوفد اللبناني، فإننا ننتهز فرصة وجودنا في السلطنة ومشاركتنا في هذا الملتقى، أن نوقع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة عمان وغرفة تجارة وصناعة وزراعة لبنان تهدف إلى توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وتحقيق الاستفادة الكبيرة من العلاقات في التعريف بالفرص والاستثمارات في البلدين، والتي ستؤدي في المحصلة إلى تعزيز هذه العلاقات".
تظاهرة اقتصادية
ومن جهته، قال حامد بن محمد زمان الرئيسي رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة مسندم، إنَّ ملتقى فرص الأعمال يمثل تظاهرة اقتصادية بامتياز، توفر بيئة خصبة لعرض فرص الأعمال المتاحة من خلال عقود العمل التي تطرح، وتعرِّف المشاركين والزائرين والمستثمرين من داخل وخارج السلطنة بالفرص الاستثمارية الواعدة بالسلطنة، بجانب التعريف بالقطاعات المتنوعة والرائدة في دعم القطاع الاقتصادي الوطني. وأضاف الرئيسي بأن ملتقى فرص الأعمال يتوسع سنويا في أدائه ويتنوع في طرحه ليواكب متغيرات البيئة ويتماشى مع طموح القطاع الخاص بمختلف قطاعاته وشرائحه بتبني عمان الغد وتتطلع لمستقبل اقتصادي يساهم بكل إيجابية في دعم الاقتصاد الوطني تنوعا وأداءً.
وتمَّ خلال الملتقى توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب اللبناني، ومذكرة تفاهم مع الجانب الباكستاني، وتوقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة عمان وشركة شل للتسويق. ويبلغ عدد الشركات الكبيرة التي شاركت في الملتقى بعقود ومناقصات، أكثر من 40 شركة ومؤسسة من مختلف القطاعات، وتشمل القطاعات النفطية ومشتقاتها وقطاع النقل والمواصلات وقطاع اللوجستية وقطاع التموين والإعاشة وقطاع المقاولات والبناء والتشييد...وغيرها من القطاعات، كما تشارك في الملتقى أكثر من 60 مؤسسة من قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة تشارك في أكثر من 10 نشاطا منها اللوجستيات (استيراد وتصدير- أعمال الحفر- النقل البري- تأجير المعدات) وأنشطة متعلقة بالنفط والغاز، والتدريب والاستشارات (قانونية- هندسية- اقتصادية)، والمقاولات وتقنية المعلومات والصناعة وغيرها من القطاعات الخدمية. كما يشارك في الملتقى أكثر من 12 دولة عربية وأجنبية للاستفادة ما يتم طرحة في الملتقى من فرص ومعلومات وبيانات.
الشركات الراعية
ويُشارك أكثر من 20 شركة ومؤسسة في رعاية الملتقى شملت أوربك، عمانتل، صحار ألمنيوم، مجموعة سعود بهوان، مجموعة نماء، الشركة العمانية لإدارة المطارات، الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، حيا للمياة، مجموعة دبليو جي تاول، الزبير، مجموعة محمد البرواني، كيمجي، عماسكو، بنك مسقط، بنك عمان العربي، بنك العز الإسلامي، مجموعة شركات الذهبية، بنك صحار، مجموعة بهوان العالمية القابضة، المدينة العقارية، جندال شديد، وكالة إتمان الصادرات، وفي الرعاية الإعلامية جريدة الشبيبة والرؤية وعمان.
وعمدت إدارة الملتقى لهذا العام إلى استحداث آليات جديدة لتمكن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تحقيق الاستفادة المثلى من المشاركة في الملتقى؛ وذلك عن طريق تكليف إحدى الشركات الاستشارية المتخصصة بتنظيم ورش عمل حول كيفية تحقيق الاستفادة من المشاركة في الملتقى وما وكيفية التخطيط والعمل لاستغلال العقود والمناقصات المعروضة للسنوات المقبلة.
ويهدف الملتقى في دورته الحالية إلى توفير منصة دولية يتعرف من خلالها العالم على النهضة الاقتصادية في السلطنة بحيث تكون السلطنة علامة اقتصادية فارقة لترويج الاستثمار وتأسيس شراكات تجارية، ومنصة لالتقاء الشركات الكبيرة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومجموعة كبيرة من الشركات الخارجية والوفود التجارية في تظاهرة اقتصادية كبيرة في مكان واحد من خلال منح الشركات العمانية فرصة الترويج لمنتجاتها وخدماتها لغيرها من الشركات ولمرتادي الملتقى من داخل وخارج السلطنة، كما يمكن للشركات الكبرى الاستفادة من المشاركة من خلال عرض المناقصات والمشتريات المتوفرة لديها لعام 2016 و2017 والافصاح عن المشاريع المرحلية للسنوات القادمة واتاحة الفرصة لكافة المشاركين للاطلاع عليها وإسناد أو توقيع العقود أو الأعمال أو تجديد العقود مع اصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة أثناء فترة انعقاد الملتقى.