اجتماع طارئ لوزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي بناء على طلب باريس.. الجمعة المقبل

فرنسا تتعرف على أول المتورطين في التفجيرات.. وتتعهد بتدمير "داعش"

باريس - رويترز

دعتْ لوكسمبورج -التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- في بيان، إلى اجتماع طارئ لوزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد، يوم الحمعة المقبل؛ بناء على طلب فرنسا لبحث رد فعل أوروبا على الهجمات التي تعرضت لها باريس.

وقال البيان إنَّ أوروبا تقف متحدة مع فرنسا في مواجهة الهمجية والإرهاب. وأضاف أنه بعد الأحداث المأساوية في باريس سيتولى هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس العدل والشؤون الداخلية تعزيز رد الفعل الأوروبي مع ضمان متابعة التدابير التي سيتم اتخاذها.

وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف دعا في وقت سابق أمس لعقد الاجتماع. وقال دبلوماسي في الاتحاد طلب عدم نشر اسمه إنه من المتوقع أن يعقد الاجتماع في بروكسل لكن لم يتم بعد تحديد الموضوعات التي ستطرح للنقاش.

وفي سياق متصل، قالت مصادر ووسائل إعلام فرنسية، أمس، إنَّ الشرطة الفرنسية تعرفت على أحد المهاجمين في الهجمات المنسقة في باريس، وقالت إن اسمه إسماعيل عمر مصطفاي وهو فرنسي الجنسية يبلغ من العمر 29 عاما، كما أنها تستجوب سبعة من أقاربه. وقال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان للصحفيين إن ثلاث خلايا جهادية نسقت الهجمات على حانات وقاعة حفلات واستاد لكرة القدم والتي قتل خلالها 129 شخصا وأصيب 352 بينهم 99 في حالة خطيرة.

وظلت المتاحف والمسارح مغلقة في باريس لليوم الثاني أمس، وراقب مئات من الجنود وأفراد الشرطة الشوارع ومحطات المترو بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند حالة الطوارئ.

ولقي سبعة مسلحين كانوا جميعا يرتدون سترات ناسفة حتفهم في الهجمات المتعددة. ومصطفاي الذي كان أول من تعرفت السلطات عليه كان يبلغ من العمر 29 عاما وعاش في مدينة تشارتريه جنوب غربي باريس. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أنه مولود في فرنسا ومن أصول جزائرية وقال مولان إن الرجل له ملف أمني بسبب التشدد الإسلامي، كما أن له سجلا جنائيا لكنه لم يمض عقوبات في السجن.

وذكرت عدة وسائل إعلام فرنسية أمس أن والد مصطفاي وشقيقه وخمسة أشخاص آخرين محتجزون للاستجواب فيما تتواصل عملية ملاحقة أشخاص آخرين لهم صلة بواقعة إطلاق النار. وأفادت التقارير أنه يجري تفتيش منازل أقارب في إقليم أوبي الشمالي الشرقي وفي إيسن جنوبي باريس.

وذكر مصدر أن الشرطة عثرت على سيارة في ضاحية شرقي باريس يعتقد أنها استخدمت في الهجمات الأمر الذي يشير إلى أن أحد المهاجمين على الأقل لاذ بالفرار.

وقال مدعون إن الهجمات -التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها انتقاما من التحرك العسكري الفرنسي في سوريا والعراق- شارك فيها فيما يبدو فريق متعدد الجنسيات له صلة بالشرق الأوسط وبلجيكا وربما ألمانيا إلى جانب ذوي الأصول الفرنسية". وذكر مسؤولون يونانيون أن واحدا وربما اثنين من المهاجمين عبرا اليونان في أكتوبر من تركيا مع اللاجئين السوريين الذين هربوا من العنف في موطنهم.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لتلفزيون (تي.إف.1) مساء أمس الأول: "نحن في حالة حرب. استهدفنا بعمل من أعمال الحرب نظم بشكل منهجي من قبل جيش إرهابي جهادي." وتابع قوله "لأننا في حالة حرب سنتخذ إجراءات استثنائية سنتحرك وسنضربهم. سنضرب هذا العدو لندمره في فرنسا وأوروبا بالطبع لكن أيضا في سوريا والعراق. سننتصر".

وكانت فرنسا أول بلد من الاتحاد الأوروبي ينضم لحملة الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في سبتمبر 2014 ثم انضمت للحملة في سوريا بعدها بعام. ومن المقرر أن ترسل فرنسا حاملة طائرات للمنطقة في وقت لاحق هذا الشهر. وبدأت أول أسماء الضحايا ترد على مواقع التواصل الاجتماعي وكثير منهم شبان صغار كانوا يقضون وقتا ممتعا مساء الجمعة. ومن بين القتلى مواطن أمريكي وسويدي وبريطانيا وبلجيكيان ورومانيان ومكسيكيان وفقا لحكوماتهم.

وفي أسوأ هجوم، قتل مسلحون بشكل منهجي 89 شخصا على الأقل في حفل لموسيقى الروك لفريق أمريكي في مسرح باتاكلان قبل تفجير أحزمة ناسفة قبل أن تقتحم قوات مكافحة الإرهاب المسرح. وكان هذا أعنف هجوم تشهده فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، والأسوأ في أوروبا منذ تفجيرات قطارات مدريد في 2004 التي قتل فيها إسلاميون 191 شخصا.

وقال التليفزيون الإسرائيلي -نقلا عن مسوؤل كبير، طلب عدم نشر اسمه- إن المخابرات الإسرائيلية ترى أن هناك "علاقة واضحة" بين هجمات باريس وتفجيري بيروت يوم الخميس وتحطم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء المصرية يوم 31 أكتوبر. وفرنسا في حالة تأهب قصوى منذ هاجم مسلحون إسلاميون مقر مجلة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة ومتجرا للأطعمة اليهودية في يناير فقتلوا 18 شخصا.

تعليق عبر الفيس بوك