المُنتخب.. ولقاء تركمنستان

حسين الغافري

تكاد تكون قليلة جداً تلك اللقاءات التي قدّم فيها مُنتخبنا الوطني مستوى مثالياً وبنفس الوقت نتيجة طيبة في آن واحد .. منذُ مدة طويلة. اللقاء التحضيري الأخير للقاء تركمنستان بعد أيام جاء مماثلا لتلك السلسة الطويلة في سلبية الأداء والنتيجة. خسارة مُنتخبنا الوطني لقاءه الودي أمام نيوزلندا على أرضية إستاد السيب الرياضي حملت صورة ضبابية لهوية المنتخب في تحدي تركمنستان لحساب التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا في أبوظبي 2019م، والمرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم بروسيا 2018م ووضعت أيدينا على قلوبنا حتى نطمئن بفوزنا على تركمنستان. صحيح أنّ المباريات الودية هي لقاءات تحضيرية بدرجة أولى وليست معنية بأهمية كبيرة من حيث النتيجة أو من حيث الرؤية الواضحة للشكل الخُططي .. فاللقاء الودي هو تجهيز المجموعة لما هو قادم والوقوف على أدق التفاصيل الصغيرة لمُعالجتها وتصحيحها ومن ثمّ تجنب حدوثها في الاستحقاق الرسمي، ولكن بكل أسف المنتخب ومنذ مدة طويلة متذبذب في حضوره على الميدان ويعاني كثيراً في ترجمة الفرص إلى أهداف .. شَهِدّنا خسارة لأربع نُقاط كانت قريبة من أن تضع المنتخب في موقع مريح بالتعادل السلبي في غوام .. والإيجابي هنا بمسقط أمام إيران!..

وكما ذكرت سابقاً في عدة مقالات كتبتها عن الأحمر خلال مشواره في التصفيات المزدوجة، فالمرحلة المُقبلة ليست إلا للطموحات الكبيرة والكل مُطالب بالوقوف يداً واحدة أمام الأحمر والبداية المُتجددة مؤمل نتيجتها الإيجابية يوم الثلاثاء على تركمنستان وتعزيز الطموحات باستمرار التنافس على الصدارة وانتظار تعثر المنتخب الإيراني كأبعد الأمنيات الصعبة وإلا فإنّ الحسم سيكون بدرجة كبرى في طهران 26 مارس من العام المقبل!. بصورة أوضح فإنّ الخطوات المقبلة في اللقاءات القادمة تستوجب الحذر والتعاطي مع المنافسين باحترام كبير وعدم التفريط بأيّ نقطة مهما كانت الظروف. يوم الثلاثاء نسعى أن نحصد النقطة الرابعة عشرة لمواصلة البقاء في المركز الأول لنزاحم المنتخب الإيراني وقد تحدد هذه الجولة بشكل قطعي التنافسية بين المنتخبين وإبعاد طموحات تركمنستان وغوام. ومن هنا ينبغي تحرك الجهاز الفني بقيادة الفرنسي لوجوين لإيجاد الشكل الصحيح للمنتخب الذي طال انتظاره كثيراً لتفادي اندفاع وحماس منتخب تركمنستان من أجل الفوز، ومعالجة العقم التهديفي في خط المقدمة، وأيضاً معالجة الاستعجال في ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف أمام مرمى المنافسين، وإنهاء الرعونة الواضحة في بعض فترات المباريات وفقدان التركيز الذهني وهو الأمر الذي ساهم مع العقم الهجومي في فقدان نقاط اللقاء الكاملة مع غوام وإيران .

نُمنّي النفس بأن نرى المنتخب بشكل آخر، وأن يضيف المدرب لوجوين "خلطة" مغايرة وواضحة في الصورة قبل لقاء الثلاثاء لتجاوز منتخب تركمنستان رغم أن المنتخب التركمنستاني ليس بذلك المنتخب المخيف -مع كل الاحترام له- ولكن هو قادر على إيقافنا إذا ما لعبنا بشكل وصورة لقاء نيوزلندا الودي.. هي مناسبة ننتظرها في أيام تعيش فيها السلطنة وأبناء السلطنة فرحة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد ونحن نطمح في إكمال مشوار بعيد في التصفيات وإلا فإنّ أيّ خطأ بسيط قد يضعف الحظوظ بشكل كبير للغاية ولربما يقتلها .. نتفاءل بالفوز وبإذن الله قادم.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك