أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة تنظم ندوة "الشرطة والمجتمع" ومعرضا للصور الضوئية والإصدارات العلمية

احتفاءً بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية

مسقط - الضابط المدني/ ناصر العلوي، الوكيل أول/ حمد الشريقي

نظمت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ندوة "الشرطة والمجتمع"، ومعرضاً للصور الضوئية والإصدارات العلمية، وذلك احتفاءً بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية، تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، وبحضور اللواء سليمان بن محمد الحارثي مساعد المفتش العام للشؤون الإدارية والمالية، وسعادة الشيخ حمد بن سالم الأغبري والي نزوى، وعدد من ضباط شرطة عمان السلطانية وجمع من المدعوين من محافظة الداخلية.

وقام سعادته بافتتاح معرض الصور الضوئية الذي احتوى على صور مختارة عن ولاية نزوى وملامحها التاريخية والحضارية، ومشاهد من الحضور الشرطي المساهم في مفردات الولاية الثقافية، كما احتوى المعرض على عرض مجموعة من إصدارات مجمع البحوث والدراسات بالأكاديمية.

بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بكلمة ألقاها العقيد سالم بن راشد العلوي قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، رحب فيها بسعادة الشيخ راعي المناسبة والحضور، منوهاً إلى أهمية مشاركة الأكاديمية في الاحتفاء بنزوى كعاصمة للثقافة الإسلامية باعتبار أنّ الأكاديمية إحدى مراكز الاشعاع الثقافي بالولاية.

عقب ذلك، قدّم الدكتور رجب بن علي العويسي مدير مكتب متابعة وتقييم الأداء بوزارة التربية والتعليم الورقة الأولى في الندوة بعنوان "إدارة الشراكة المجتمعية ومتطلبات تحقيقها في العمل الشرطي" عرّف في مقدمتها مفهوم الشراكة المجتمعية الشرطية، التي تمثل اليوم أحد الاتجاهات الفكرية التي برزت بهدف تعزيز المكانة الاجتماعية للعمل الشرطي وترسيخ أنماط جديدة من التواصل الاجتماعي قادرة على تحقيق مناخ إيجابي في التواصل بين الشرطة والمجتمع، ومن ثم طرح الباحث عدداً من التساؤلات حول موجبات بحث موضوع الشراكة المجتمعية في العمل الشرطي وتعزيز الوعي العام، وكيفية تعزيز إدارة الشراكة المجتمعية من أجل تحقيق الوعي الذاتي للفرد المواطن والمقيم، وعن أطر العمل التي يمكن تبنيها في إطار تطبيق نظام شراكة كفؤ وفاعل يراعي السياسة الأمنية العامة للدولة ويحقق آمال وطموحات المجتمع والمؤسسة الشرطية من تعزيز هذه الشراكة، وكيفية الوصول إلى تبني استراتيجية مستدامة للشراكة تعمل على نقل محور الشراكة لدى المواطن من دائرة الاهتمام إلى دائرة التأثير والرغبة الحقيقية للشراكة وفق أطر محددة تضمن لها الواقعية والاستدامة. ووضع الباحث عدداً من الإجابات الافتراضية على الأسئلة التي طرحها، منوها إلى أن تطور المجتمع وتعقد مشكلاته، وتنوع احتياجات الشباب المعاصر وتنوع رغباته، وإزالة الضبابية حول العديد من مهامه المرتبطة بالمجتمع، والتطبيق العملي لمبادئ العمل الشرطي "كلنا شرطة" والتحول الحاصل في مفهوم الأمن والعمل الأمني، وزيادة وتنوع الجرائم والبحث عن الأسباب والمسببات واقتراح آليات العمل والمعالجة.

ولتعزيز إدارة الشراكة المجتمعية في تحقيق الوعي الذاتي عبر تفعيل نظام الشراكة مع الفرد المواطن والمقيم، يرى العويسي أنه لا بد من مواءمة السياسات والتشريعات مع الخطط والاستراتيجيات والبرامج والمبادرات، ولتعزيز ذلك لابد من وضوح أساليب العمل وآلياته في التعامل مع التحديات، وبناء قدرات المنتسبين للشرطة وتطوير كفاءتهم والحضور الاجتماعي في برامج الشرطة ومبادراتها، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في البرامج الشرطية، وتعميق دور الضبط الاجتماعي في تعزيز الشراكة التكاملية في التنفيذ، ولتكوين الشراكة المجتمعية لا بد من وجود أطر العمل المساعدة ومن بينها الاهتمام بالمراكز البحثية والدراسات الشرطية، والتحول الحاصل في دور الإعلام الشرطي، واتساع مسؤولياته شبكات التواصل الاجتماعي والتقنية، وابتكارية الأساليب وأدوات العمل.

وقدم الباحث قراءة لواقع الممارسة الحاصلة في مجتمع المحافظة مصحوبة ببعض الإحصائيات للحوادث المرورية والجرائم وإدارة الأزمات، وذلك تمهيداً لفهم أعمق لطبيعة المشاركة المطلوبة و تحديد الجهود التي تتطلبها الفرص والتحديات. وأكد أن تحقيق الشراكة في ظل ما تم الاشارة إليه يمكن أن يتحقق في مجتمع محافظة الداخلية من خلال موجهات مستوى حضور هذه التحديات في واقع الممارسة اليومية والمتابعة الأبوية ووضوح هذه التحديات والمشكلات لدى كل فئات المجتمع محددة بالإحصائيات والمؤشرات والتقارير والاستفادة من المؤسسات الأكاديمية بالمحافظة في رصد الظواهر السلوكية والممارسات ودراستها.

وشدد على أهمية تفعيل دور المبادرات المجتمعية وتوفير الفرص لهم للبحث عن أدوات الحل، وتفعيل دور جمعيات المرأة العمانية ومراكز التثقيف النسوي في تأصيل ثقافة إيجابية لدى الأمهات في طريقة معالجة هذه التحديات، والتفكير الجمعي في آلية التعامل مع رغبة الشباب في ممارسة بعض الهوايات من خلال استخدام الأدوات المناسبة، وتفعيل دور الجاليات والوافدين في تحقيق الوعي وترسيخه.

واختتم الباحث ورقة عمله بالتوصيات الداعية إلى تأطير مفهوم الشراكة المجتمعية بالشكل الذي يضمن فهم حدود الشراكة وآليات تحقيقها ومسؤولية المواطن فيها، وتأصيل المبادرات الجادة والعمل التطوعي كمدخل لبناء الشراكة المجتمعية بالاستفادة من الفرص المتاحة، وتعزيز دور الرسالة الإعلامية الشرطية في ترسيخ قيمة العمل الشرطي في نفوس أفراد المجتمع، وتمكين المجتمع من إدارة سلوكه اليومي وتعميق دور الضبط الاجتماعي، والاستمرار في تفعيل الجهود الشرطية بشأن تعميق شعار كلنا شرطة من خلال عمل وطني مبتكر في ظل مبادرات نوعية وشراكة شبابية مستدامة، وتأكيد الحضور الشبابي في المبادرات والتوجهات الشرطية ومنح الشباب فرص أكبر في المشاركة الهادفة.

وفي الورقة الثانية التي قدمها الرائد زايد بن حمد الجنيبي مساعد كلية الشرطة واستهلها بإعطاء نبذة تاريخية عن تطور التدريب بجهاز الشرطة منذ عام 1950، وحتى يومنا هذا منوهاً إلى الفكرة التي ولدت في عام 1974 حول أهمية بناء أكاديمية متخصصة في علوم الشرطة، بعدما أمست مدرسة تدريب الشرطة بمنطقة القرم بمحافظة مسقط غير قادرة على استيعاب أعداد الراغبين في الانتساب لجهاز الشرطة، فبدأ العمل الإنشائي عام 1976؛ حيث اختير لها منطقة طيمسا بولاية نزوى لإكسابها بعداً تاريخياً وعلمياً وثقافياً نظراً للمكانة التاريخية والعلمية والثقافية التي تحظى بها ولاية نزوى التي تتميز بموقعها الجغرافي المتوسط بين محافظات ولايات السلطنة، الأمر الذي يسهل الوصول إليها، ولتكون مركز اشعاع علمي وثقافي وأحد المعالم الحضارية التي تسهم في دفع عجلة التطوير في ولاية نزوى، بالإضافة إلى توفر البيئة المناسبة للتدريب والتأهيل، وبعده عن ضوضاء المدن والمناطق السكنية، وأنه محاط بسياج طبيعي من الجبال مما يسهم في توفير الأمن وإيجاد بيئة مناسبة لتنفيذ تدريبات اللياقة البدنية والتدريبات العملياتية الأخرى، واتساع المكان وقدرته على استيعاب أية تطورات مستقبلية، وتم افتتاح الأكاديمية رسمياً تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى، وذلك في الخامس من يناير لعام 1980؛ حيث خلّد ذلك التاريخ ليكون يوماً لشرطة عمان السلطانية تحتفى به كل عام كعيد رسمي لها.

إلى ذلك، استعرض مساعد مدير كلية الشرطة، الأهداف التي تضطلع بها أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة في تنفيذ السياسة التدريبية بجهاز شرطة عمان السلطانية، ودورها الفاعل في إعداد وتأهيل رجال شرطة عمان السلطانية سواء في مراحل التدريب التأسيسي أو التدريب اللاحق الذي يهدف إلى زيادة معارفهم وتطوير مهاراتهم في مختلف مجالات العمل الشرطي، وإسهامها في نشر الوعي الأمني في أوساط المجتمع، والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تقيمها المؤسسات المجتمعية، موضحاً مخرجات الأكاديمية من الضباط والشرطة المستجدين والشرطة النسائية ودورات التأهيل التي انعقدت بها، كما تطرق إلى المؤلفات الصادرة عن مجمع البحوث والدراسات.

وفي المحور الثاني من ورقة عمله، تحدث مساعد مدير كلية الشرطة عن دور الأكاديمية في خدمة المجتمع الممثلة في إعداد رجال شرطة مؤهلين للقيام بواجباتهم الأمنيّة، وتقديم الإسناد التدريبي للمؤسسات العسكرية والأمنية وغيرها، ونشر الوعي الأمني والثقافي من خلال إصدار وتوزيع الكتب والمجلات ذات الصلة بالجوانب القانونية والشرطية والإدارية، ومن صور نشر الوعي الأمني والثقافي مشاركة الأكاديمية في المعارض والفعاليات التي تنظمها المؤسسات الحكومية والتعليمية بالسلطنة كمعرض مسقط الدولي للكتاب، والموسم الثقافي بجامعة نزوى، كما تقوم بإرسال المحاضرين إلى الجامعات والكليّات والمدارس لإلقاء محاضرات توعوية في مجالات حوادث المرور والمخدرات وجوانب السلامة العامة.

وفي ختام أعمال الندوة، ألقى الضابط المرشح خالد بن سليمان الهنائي قصيدة شعرية بعنوان جبهة المجد، ثم قام سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية بتكريم مقدمي الندوة.

تعليق عبر الفيس بوك