حينما تشتري واشنطن الوهم بثمنٍ غالٍ

يبدو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح خلال زيارته الحالية إلى أمريكا، في تمرير الخداع، وتسويق الوهم لواشنطن ليقبض الثمن مساعدات سخيِّة، وتعاطفاً ودعماً قوياً لسياسات حكومته التعسفية بحق الفلسطينيين.

لم يتطلب الأمر من نتنياهو، سوى تلميح بأنَّه قد يقبل بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حتى فتحت خزائن واشنطن على مصراعيها ليقرف منها الحليف كيف ما بدا له، ولتعود مياه العلاقات بين البلدين إلى مجاريها، هذا إن كانت قد انقطعت عنها أصلاً !!

فالدولة الفلسطينية التي في مُخيلة رئيس وزراء إسرائيل، دولة كسيحة وعاجزة، ومنقوصة السيادة وغير قابلة للحياة، فهو يقول إنّه مُتمسك بأن تكون منزوعة السلاح، ويشترط اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل هي وطن للشعب اليهودي.

ورغم عدم منطقية الطرح، واستحالة القبول به من قبل الفلسطينيين، إلا أنّ أمريكا التي تبحث عن أية ذريعة لمكافأة حليفتها إسرائيل، سرعان ما تلقفت الطرح وأشادت به، توطئة لإقرار حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لإسرائيل على مدى العشر سنوات المُقبلة، بينما ترمي إسرائيل إلى أبعد من ذلك حيث تسعى للحصول على مبلغ قياسي قدره خمسة مليارات دولار كل عام كمساعدات أمريكية لها ..

يحدث هذا التناغم الأمريكي الإسرائيلي - والذي ليس مستغرباً - رغم ممارسات الاحتلال في الأراضي المحتلة، وكأن الولايات المتحدة تبث رسالة خاطئة لإسرائيل مفادها أن "لا تثريب عليك فيما تقومين به من انتهاكات بحق الفلسطينيين".

ويحدث ذلك رغم الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه إسرائيل "القوة القائمة بالاحتلال" وإرهاب المستوطنين وما يرتكبه جيشها ومستوطنوها من انتهاكات جسيمة وجرائم فظيعة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر، بحق شعب يدافع باستماتة عن أرضه ومقدساته.

تعليق عبر الفيس بوك