النفط يرتفع بعد توقعات "الطاقة الدولية" بانخفاض حاد في استثمارات الخام

لندن - رويترز

ارتفعتْ أسعار النفط الخام، أمس، بعد أن أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى انخفاض غير مسبوق في الاستثمارات، لكنَّ الصورة العامة للسوق المتخمة بالمعروض حدَّت من المكاسب.

وارتفعَ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 25 سنتا إلى 47.44 دولار للبرميل، بعدما نزل على مدى أربع جلسات متتالية. وزاد الخام الأمريكي 30 سنتا إلى 44.17 دولار للبرميل. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن المستبعد أن يعود سعر النفط إلى 80 دولارا للبرميل قبل نهاية العقد الحالي رغم انخفاض الاستثمارات مع صعوبة أن يزيد نمو الطلب السنوي على مليون برميل يوميا. وقدرت الوكالة أن تنخفض الاستثمارات النفطية أكثر من 20 بالمئة العام الجاري وأن يستمر هذا الاتجاه في العام المقبل.

وقال لامار ماكاي رئيس عمليات التنقيب والإنتاج في بي.بي إن كبرى شركات النفط العالمية ألغت 80 مشروعا في أنحاء العالم هذا العام بسبب أسعار النفط المنخفضة وخفضت الإنفاق الرأسمالي بما يصل إلى 22 مليار دولار. غير أن تراجع الاستثمارات لم يكن كافيا لتغيير الاتجاه النزولي لأسعار الخام.

وتوقع كارستن فيتش كبير محللي كومرتس بنك في فرانكفورت أن يظل برنت في نطاق 47 إلى 52 دولارا للبرميل حتى نهاية العام. وساهمت مؤشرات جديدة على تراكم المخزون والتوقعات برفع أسعار الفائدة الأمريكية وبيانات النمو الاقتصادي الضعيفة في دفع الأسعار للهبوط في الفترة الأخيرة.

وقالت الوكالة إن من المستبعد أن يعود النفط إلى 80 دولارا للبرميل قبل نهاية 2020 رغم تراجعات الاستثمار غير المسبوقة وذلك في ظل صعوبة أن يزيد نمو الطلب سنويا على مليون برميل يوميا. وتوقعت الوكالة في تقرير ارتفاع الطلب نحو 900 ألف برميل يوميا في السنة حتى عام 2020 وذلك وفقا لتصور وصفته بالمركزي. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة متحدثا إلى رويترز قبيل صدور التقرير المسمى توقعات الطاقة العالمية "نتوقع ارتفاع الأسعار تدريجيا إلى 80 دولارا قرب 2020... تفيد تقديراتنا أن استثمارات النفط هذا العام ستتراجع أكثر من 20 بالمئة. لكن هذا التراجع سيستمر في العام القادم أيضا ولعل هذا هو الأهم... في الخمسة والعشرين عاما الماضية لم نر قط عامين متتاليين من تراجع الاستثمارات وقد يكون لهذا تداعياته على سوق النفط في الأعوام المقبلة".

وتكابد شركات النفط في ظل تراجع الأسعار وتوقعات "انخفاضها لفترة أطول" وهو ما اضطرها لتقليص الإنفاق والاستغناء عن آلاف الوظائف وتأجيل مشاريع عملاقة بنحو 200 مليار دولار في أنحاء العالم.

وأبلغ بيرول مؤتمرا صحفيا "في الأعوام العشرة القادمة حتى إذا كان نمو الطلب على النفط صفرا... فإن مجرد زيادة الإنتاج لتعويض تراجع الحقول القائمة سيتطلب منا استثمارات عند مستوى 650 مليار دولار".

ومن المرجح أن يتأثر منتجو النفط العالي التكلفة مثل كندا والبرازيل والولايات المتحدة بتدني أسعار الخام بشكل أسرع من معظم المصدرين لكن تلك التراجعات قد يعوضها نمو المعروض في العراق وإيران. وقال بيرول إن صادرات منطقة الشرق الأوسط -التي تضخ بالفعل نحو ثلث النفط في العالم- قد تعادل ما يربو على ثلثي إجمالي المعروض خاصة في ظل بقاء السعر قرب 50 دولارا للبرميل.

تعليق عبر الفيس بوك