مناقشة 7 أوراق بحثية في جلستي ندوة "التدريب على رأس العمل" بأكاديمية الشرطة

برعاية محافظ الداخلية وحضور قائدي شرطة المحافظة والأكاديمية

نزوى - الملازم أول أحمد المحرزي

نظمت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة بقاعة المحاضرات بقيادة شرطة محافظة الداخلية ندوة التدريب على رأس العمل بمشاركة عدد من المحاضرين من مختلف المؤسسات المدنية وتشكيلات شرطة عمان السلطانية. ورعى افتتاح الندوة سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية بحضور العميد قائد شرطة محافظة الداخلية والعقيد قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة وعدد من ضباط شرطة عمان السلطانية وممثلي الوحدات العسكرية والأمنية والمصالح الحكومية بالمحافظة.

واستهلت فقرات الندوة بكلمة الافتتاح وألقاها العقيد قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة وأشار فيها إلى أنّ السلطنة أولت اهتماماً فائقاً بعملية التدريب، إيمانا منها بالدور المهم والحيوي الذي يؤديه التدريب من رفع كفاءة الموظفين أثناء العمل اليومي أو خارجه إضافة إلى تجديد ما لديهم من معلومات لتحقيق المهام المسندة إليهم على الوجه الصحيح.

وشهدت الجلسة الأولى من الندوة استعراض 3 أواق عمل أدارها العقيد قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة. وقدمت الورقة الأولى الدكتورة سهيلة إبراهيم الهاشمية من جامعة السلطان قابوس بعنوان "دور الخبرة المباشرة (التدريب على رأس العمل) في زيادة العائد التدريبي" وتناولت من خلالها أهمية أن يكون المدرب من نفس بيئة العمل لما لذلك من انعكاسات إيجابية تتبلور في قصر مدة التعلم عن طريق كسب المتدرب للمفاهيم والجوانب العملية في مدة أقصر بدلاً من البحث والاستكشاف، إضافة إلى توفير الجهد والتكلفة وتحقيق الكفاءة والفعالية وتجنب الأخطاء والخسائر وكذلك غرس الثقة بالنفس لدى المتدربين مما يدفعهم إلى الإبداع وكسر حاجز الخوف من الوقوع في الأخطاء.

وقدّم ورقة العمل الثانية العقيد عبد الله بن صالح الغيلاني قائد شرطة محافظة شمال الباطنة بعنوان "تجربة شرطة عمان السلطانية في التدريب على رأس العمل" وأوضح فيها أنّ شرطة عُمان السلطانية سعت دائمًا إلى أن تتقدم خطوات عديدة في مجال مكافحة الجرائم بحيث تستشرف ما قد يستجد من جرائم من خلال إيفاد العديد من منتسبيها إلى دورات متخصصة خارج السلطنة وداخلها إقامة تعاون وثيق مع مختلف أجهزة الشرطة في العالم سعياً منها إلى بسط الأمن والنظام العام في كافة أنحاء السلطنة بفاعلية.

وأضاف أنّ التدريب على رأس العمل أثبت نجاحه في إكساب رجال الشرطة معارف ومهارات عديدة في مجال عمل مراكز الشرطة، حيث أثبتت اختبارات التغذية الراجعة والأسئلة التحريرية والمقابلات الشخصية أنّ التدريب على رأس العمل من أنجح أساليب التدريب في إكساب رجال الشرطة مهارات العمل الشرطي إضافة إلى الثقة بالنفس والفاعلية في الأداء وإثراء رجال الشرطة وتعميق فهمهم وكذلك تطوير وتنمية المهارات وتحويلها إلى قدرات علمية وسلوكيات إيجابية تُسهم في تحسين أداء العمل الشرطي.

وقدم الورقة الثالثة الدكتور خالد بن سالم الحمداني من بنك مسقط وأوضح فيها أن التدريب على رأس العمل من الاستراتيجيات الهامة التي لا يقتصر استخدامها في مجال التدريب فتم تضمينها ضمن الخطط الاستراتيجية للتخطيط وتطوير الموارد البشرية، إذ إنّ الكثير من المؤسسات المتقدمة قد قامت باستخدامه في تخطيط الإحلال وإدارة المواهب وإعداد القادة وتقييم الأداء لذلك اتجهت هذه المؤسسات إلى تفعيل هذا النشاط بخطوات علمية من خلال إعداد برنامج للتدريب على رأس العمل متضمنة الأهداف والأدوات والخطط الزمنية لهذا ويتم مراجعة هذا البرنامج بشكل دوري مع تهيئة البنية التحتية لدعم هذا النشاط سواء المدربين والمتدربين ومكان التدريب وآليات التقييم بل أصبح التدريب على رأس العمل ضمن الوصف الوظيفي لكل مشرف ومدير.

وأدار الجلسة الثانية من الندوة العقيد جمال بن حبيب القريشي مساعد قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة للشؤون الأكاديمية، واشتملت على أربع أوراق عمل، قدم الورقة الأولى " الاتجاهات اللازمة للتدريب على رأس العمل ( المدير المعلم) " الدكتور براق بن كمال النعيمي من معهد الإدارة العامة واشار فيها إلى أن مفهوم التدريب على رأس العمل أصبح مفهوما رائجا ومعتمداً في الأوساط الإدارية والتدريبية في العديد من الجهات الحكومية أو الخاصة، وذلك لتزايد الحاجة إلى هذا النوع من التدريب بسبب التغيرات البيئية المتسارعة والعولمة وما أحدثته وتحدثه ثورة المعلومات والتقنيات المتلاحقة من إضافات وتحسينات في أساليب وإجراءات وآليات الإنتاج المختلفة، فضلا عن حالة المنافسة الشديدة التي تشهدها المنظمات الإدارية في اعتمادها الأساليب المتطورة في إنتاجيتها ورفع كفاءتها في استثمار مواردها المادية عموماً والبشرية خصوصاً لمواجهة هذه التحديات والمنافسة الشرسة سواء في مستوى تعاملاتها مع بيئتها المحلية أو الإقليمية أو الدولية التي تسعى هادفة في تحقيق رضاء وإسعاد المستفيد الأخير من منتجاتها من الخدمات والسلع لذا أصبح لزاماً على المنظمة الإدارية الذكية والناجحة، أن تطور نظمها وآلياتها بما يحقق الاستثمار الأمثل لمواردها البشرية".

وقدم العقيد متقاعد عبد الوهاب بن عبد الكريم البلوشي ورقة العمل الثانية بعنوان " منهجية التدريب على رأس العمل" وأشار فيها إلى أهمية دراسة الاحتياجات التدريبية لتحليل ما يجب أن يكون عليه الفرد من مهارات وخبرات ومعلومات يتم تحديدها استنادا إلى أهداف المنظمة الحالية والمستقبلية ومدى قدرة الأفراد فيها على تحقيق هذه الأهداف.

وحملت الورقة الثالثة عنوان "التدريب على رأس العمل بين النظرية والتطبيق (منتسبي الجهاز حديثي التخريج)" وقدمها الرائد إسحاق بن محمود السيابي من الإدارة العامة للموارد البشرية بشرطة عمان السلطانية حيث أكد من خلالها على أهمية التدريب على رأس العمل لما يتميز به هذا النوع من التدريب من نتائج إيجابية كبيرة في رفع كفاءة العاملين وتحسين أساليب وطرق الأداء وتنمية وتطوير قدرات الفرد ومهاراته وإكسابه القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات، إذ يتيح الاستفادة من خبرات المشرفين عليه والعمل معهم جنباً إلى جنب.

وقدم الدكتور محمود أحمد العطا من أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة الورقة الرابعة والأخيرة وأوضح فيها أن العنصر البشري يعتبر محور ارتكاز العملية الإنتاجية في شتي ضروبها، حيث أنه العنصر القادر على التصور والتحديث والخلق والابتكار والتصميم والتنفيذ والمتابعة والتقويم , ويعد بناء قدرات العنصر البشري وتطويرها، واستغلالها بكفاءة في كافة نواحي النشاط الأدائي والاقتصادي والاجتماعي تمثل الغاية في تنمية الموارد البشرية باعتبارها المحور الأساسي للتنمية، وهذا ما يدعو الاتجاهات الحديثة في التدريب نحو رفع مستوى الأداء، لذا فإن أهم النتائج التي يمكن استنباطها من الورقة هي التدريب أثناء العمل، والتدريب المستمر هو الوسيلة المثلى لخلق العناصر البشرية القادرة والفاعلة في شتى مجالات الإنتاجية الأدائية والتنمية، وعليه يمكن أن نستخلص توصية مفادها ضرورة تعزيز خطط برامج التدريب المستمر أثناء العمل، مع ضرورة تأهيل عناصر التدريب والتوجيه.

ويشار إلى أن ندوة التدريب على رأس العمل هدفت إلى توجيه الجهود والطاقات الوظيفية البشرية نحو تحقيق الرؤية والاهداف الاستراتيجية والخطط التنفيذية لسياسة التدريب بشرطة عمان السلطانية بكفاءة وفاعلة ، وتعميق مفاهيم التدريب على رأس العمل باعتبارها المرتكز الأساسي في تطوير القدرات ورفع الروح المعنوية لرجل الشرطة وتعزيز الولاء والانتماء للمؤسسة الشرطية وزيادة الانتاجية المهنية ، كما هدفت إلى تحقيق وحدة الفكر والتوافق والتماسك بين المتدرب والقائمين على المؤسسات الإنتاجية من خلال ترسيخ مفاهيم وسياسات التدريب لدى متخذ القرار الإداري القيادي، والارتقاء بمهارات القائمين بأعباء التدريب، وتصويب الأخطاء أثناء ممارسة العمل مما يساعد على خفض الإنفاق واستثمار الوقت والجهد في إنجاز الأعمال باقتدار.

تعليق عبر الفيس بوك