الكلمة السامية: نحو عالم يسوده السلام وتغمره المحبَّة

الكلمة السامية التي تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بتوجيهها إلى المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في دورته الثامنة والثلاثين، المنعقدة حاليًا في مقرِّ المنظمة بباريس؛ بمناسبة الذكرى السبعين لـ"اليونسكو"، حفلتْ بالكثير من المضامين؛ منها: التنويه بدَوْر المنظمة في توحيد العالم من أجل العمل سويًّا على تحقيق التوجهات النبيلة لكافة شعوب العالم، وتقاسم المعارف والخبرات لأجل الرُّقي بالبشرية في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال، والتمنيات لهذه المنظمة في ذكراها السبعين بمواصلة رسالتها في التنوير والنهوض بالبشرية نحو مزيدٍ من الرقي والنماء، وأن تتواصل نجاحاتها من أجل غد مشرق للإنسانية، وأن يكون التوفيق حليفها في تنفيذ مشاريعها وبرامجها، وأن تنعكس إسهاماتها الخيِّرة على سعادة الشعوب ورفاهيتها.

ومِنَ المضامين التي اشتملتْ عليها الكلمة السامية دعوة اليونسكو إلى تسخير طاقاتها التربوية والعلمية والثقافية لخدمة الشعوب؛ من خلال برامجها النوعية المختلفة، بصورة تكفل اللحاق بركب التقدم العلمي والحضاري، في ظل ما يعيشه العالم من قفزة علمية، وما يشهده الفكر البشري من تطور ملحوظ.

ويأتي التأكيد السامي على دَعْم توجهات المنظمة في الارتقاء بقدرات الشباب وربطها بمهارات سوق العمل لمواجهة؛ بهدف مقابلة التحديات العالمية؛ وذلك لتعزيز جهود التنمية البشرية وتطوير إسهامها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وجاءتْ الدعوة السامية من على منبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بضرورة أن يعمل العالم على تغليب السلام والحوار ونبذ العنف؛ وذلك للحد من الصراعات التي يعجُّ بها العالم، والنزاعات التي يشهدها على خلفية عدم التفاهم وعدم قبول الآخر رغم اتساع دائرة القواسم المشتركة بين البشر. وفي هذا الصدد يتوجَّب الإشارة إلى ما تقوم به اليونسكو من خلال توظيف التعددية الفكرية والتنوع الثقافي للبشرية في بناء جسور للتفاهم والتواصل بين الشعوب؛ بهدف العيش في عالم يسوده التعاون والسلام.

تعليق عبر الفيس بوك