فاجعة الفجر

يمام بنت سالم الأخزمية

في يوم الجمعة 30 أكتوبر الماضي الموافق 17 محرم 1437 هـ ، خرجت والدتي بعد صلاة الفجر كعادتها لممارسة نشاطها اليومي وهو المشي في الحي الذي سكنته لأكثر من 25 عامًا والذي احتضنها بكل أمان وطيبة بسكانه الكرام، ولكن شاءت الأقدار في ذلك اليوم أن يحدث ما لا يمكن أن يصدقه سكان حي القرم 29 حيث قام سائق متهور بدهسها وأرداها قتيلة جراء اصطدامه القوي بها، ولم يكتف بذلك بل لاذ بالفرار ليتوارى عن الأنظار ..

وظلت ممدة في مكانها لعدة ساعات إلى أن رأى الجثة عدد من الجيران وتواصلوا بدورهم مع الأجهزة الأمنية والتي حضرت على الفور إلى مكان الحادث الأليم وتعاملت بكل احترافية مع الموقف لرصد ملابسات الحادث، وعندما استيقظت من النوم افتقدت وجودها.. وأربكني وجود الإسعاف بجانب منزلنا.. هرعنا أنا وأختي بحثاً عن والدتنا التي تأخرت على غير عادتها.. اقشعرت أجسامنا عندما رأينا جثة ملقاة على الطريق وكلنا أمل ألا تكون هي، ولكن قدّر الله وما شاء فعل. نعم إنها هي.. إنها والدتي التي نستيقظ يومياً على نور وجهها المتفائل الذي يبث فينا الطمأنينة .. إنّها والدتي التي اعتادت أن تصلي الفجر وتمشي وترجع إلى أعمالها الخيرية ودروسها الدينية التي كانت تُقدمها مع رفقاء الخير .. إنها أمي التي كنت أحاول أن أحذو بعضاً من حذوها في طريق الخير ..

لن استطيع وصف مشاعري لأني أعجز عن أن أعبر عن حرقة قلبي على فقدانها، اللهم لا اعتراض على أمرك، ولكن هناك مجرم يجب أن ينال جزاءه ليس لقتلها فحسب، بل لتركها مكانها والفرار دون أيّ مشاعر إنسانية وذلك ما لا يرضاه. شرع ولا دين ولا أخلاق.

أشكر كل من واسانا في محنتنا ودعا لأمي - رحمها الله -بظهر الغيب ولكل من طالب بتحقيق العدالة..وكلي أمل بأن يُعاقب الفاعل على فعلته الشنعاء لإبعاده عن الطريق كي لا يُعيد الكرة ولردع كل من يتهاون ويستهتر بسلامة وأرواح عابري الطريق.

لا يسعُنا إلا أن نرفع أيدينا لله عزّ وجلّ بالدعاء لأمي رحمة الله عليها: اللهم أبدلها دارًا خيرًا من دارها، وأهلا خيرًا من أهلها، اللهم اجزها عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا، وادخلها الجنة وأعذها من عذاب القبر اللهم انزلها منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ..اللهم انزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

تعليق عبر الفيس بوك