بدء العد العكسي لماراثون "الجائزة"

عبيدلي العبيدلي

بدأ العد العكسي لماراثون جائزة "المنتدى الخليجي للإعلام السياسي" السنوية، وموضوعها "الإعلام وثقافة الاختلاف"، التي أطلقها "المنتدى" في نسخته الثانية (2014)، كي يُسلط "الضوء على واحدة من القضايا التي باتت تشغل حيزا كبيرا من الاهتمام في الفكر المعاصر، وهي الإعلام وثقافة الاختلاف، إذ أصبح الإعلام لاعبا محوريا مؤثرا في تشكيل وعي الشعوب وتوجهاتهم، وأداة فعالة للتواصل والحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة وفي ظل واقع التعددية والتنوع عادة ما تبرز الاختلافات في وجهات النظر والرؤى والأفكار تجاه العديد من القضايا بين المجتمعات وبعضها البعض، وداخل المجتمع الواحد، باعتبارها ظاهرة صحية، تشير إلى حيوية المجتمع وتحضره".

وجاءت تلك الجائزة، كما يؤكد موقع المنتدى الإلكتروني، ترسيخًا لإحدى "توصيات المنتدى الخليجيّ للإعلام السياسيّ في نسخته الأولى، وإيماناً من (معهد البحرين للتنمية السياسيّة) في نشر ثقافة الديمقراطيّة وحقوق الإنسان، وتعزيز الحوار بين تيّارات المجتمع، ونشر قيم التسامح وقبول الآخر"، كي تصبح الجائزة، كما تقول عنها رؤيتها "الدافع الأمثل للارتقاء بالمادّة الصحفيّة والتلفزيونيّة لمفهوم ثقافة الديمقراطيّة وقبول الآخر، على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، ومواكبة المتغيّرات ومتطلّبات العصر وأدواته"، فتتحقق رسالتها الهادفة إلى "المساهمة في إذكاء ثقافة الديمقراطيّة وقبول الآخر، على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة".

ففي دورته الأولى (2013)، سعى المنتدى الخليجي للإعلام السياسي إلى "صياغة رؤية وطنية خليجية لـ (دور الإعلام الخليجي في التنشئة السياسية) من خلال فتح آفاق واسعة للحوار وتبادل الأفكار بشأن أبرز القضايا والمستجدات الراهنة على المستوى الخليجي والعربي خاصة في ظل توجه دول مجلس التعاون نحو نقلة تطويرية لهوية المجلس تعزز وجود وثقل دول المجلس كتكتل سياسي واقتصادي هام على الساحة الدولية كالاتحاد الخليجي والذي يمثل حديث الساعة على جميع المستويات منها الإعلام مستدعيا الحاجة إلى دراسة ومناقشة اتجاهات الرؤى الإعلامية الخليجية لبلورة رؤية وطنية فاعلة في هذا الصدد".

وسوف يعلن عن أسماء الفائزين خلال انعقاد المنتدى الخليجي للإعلام السياسي في دورته الثالثة (2015)، وفق آلية متميزة تتمتع بمقاييس مبتكرة تقوم على "تقييم النتاج الصحفيّ والأعمال المتلفزة الموجّهة لمنطقة الخليج العربي والمؤهّلة للمشاركة في الجائزة من قبل لجنة أكاديميّة مستقلّة، تضمّ في عضويّتها أساتذة أكاديميّين متخصّصين بالإعلام والسياسة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجيّ. كما تُرصَد الأعمال وتُفرَز من قبل شركة متخصّصة مستقلّة؛ وذلك بهدف منح الجائزة للأفضل، ولتيسير الترشُّح لها".

وعليه، لا ينحصر التميز في مستوى أعضاء اللجنة ومؤهلاتهم العلمية وخلفياتهم الإعلامية، وخبرتهم السياسية فحسب، بل يتكامل ذلك مع تعيين شركة من القطاع الخاص تتولى رصد مواد الجائزة وحصر أسماء أصحاب تلك المواد، ثم التفاعل مع اللجنة المعنية من أجل الغربلة والاختيار قبل الوصول إلى مرحلة تحديد أسماء الفائزين، في مجالين إعلاميين مختلفين، لكنهما متكاملين في هذه المرحلة، هما: جائزة الصحافة وقدرها 3،000 دينار بحرينيّ، والتلفزيون وقدرها 5،000 دينار بحرينيّ لفريق العمل الفائز.

تكرس آلية مقاييس الحكم لنيل الجائزة سابقة ينبغي التوقف عندها وتقويمها كي تشكل سلوكا مهنيا ومؤسساتيا إيجابيا يستفاد منه عند إطلاق مثل تلك الجوائز العربية. ولعل أهم تلك الآليات هو ذهاب جائزة المنتدى إلى المتسابقين، عوضا عن انتظارهم كي يتقدموا بأعمالهم إليها. فالإيكال لشركة متخصصة لرصد الأعمال، يعني إعطاء الفرصة أمام جميع الأعمال، وعلى قدم المساواة، كي يأتي قرار اختيار الفائز موضوعيا وشفافا، وبعيدا عن أية طعون تتعلق بحوكمة المقاييس أو موضوعيتها، دون ان يعني ذلك وصول الجائزة إلى مرحلة الكمال، وهو أمر لا يدعيه القائمون عليها، فهم أكثر من سواهم إدراكا أنهم في أول خطوات طريق طويلة ومعقدة، وربما تكون ملتوية في بعض محطاتها، إن هم أرادوا الوصول إلى ما يرمون إليه من أهداف، والتي لا تنحصر في توزيع الجوائز، وتكريم الفائزين فحسب، وإنما، أيضا، وكما تقول أهداف الجائزة، تحقيق:

1. تعميق مناخات الحريّة وروح المسؤوليّة الوطنيّة للصحفيّين والإعلاميّين، بغضّ النظر عن مدارسهم الفكريّة والثقافيّة.

2. تشجيع الكتّاب والصحفيّين والإعلاميّين على الممارسة المهنيّة الإيجابيّة، وتفعيل ثقافة الديمقراطيّة وقبول الآخر.

3. إبراز الجهود الرائدة والمبادرات الفاعلة لدى الأفراد والمؤسّسات الإعلاميّة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة

محطة أخرى تستوقف المتابع لأنشطة المنتدى، ومن ورائه "معهد البحرين لتنمية السياسية"، وهي عنوان النسخة الثالثة منه وهو "الإعلام والسلم الأهلي"، والذي سيتحول بدوره إلى موضوع جائزة العام المقبل. وكما يبدو فقد جاء اختيار هذا العنوان كي يتناسب وطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد العربية التي تحيط بها، كما يقول موقع المنتدى الإلكتروني "أجواء مضطربة، لاسيما مع انتشار آفة التطرف والإرهاب وتزايد مظاهر العنف والفوضى ومخاطر الصراعات والحروب وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة ككل. وقد جاء المنتدى ليشكّل منبراً مستقراً ودائما لتعزيز ثقافة الديمقراطية في مجتمعاتنا الخليجية". الأمر الذي يستدعي كما يستطرد موقع المنتدى الإلكتروني "العمل على تحصين الجبهة الداخلية من محاولات اختراق المجتمعات الخليجية وبث الفرقة والتعصب والاقتتال فيها، وهدم مقوّمات الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد، أمراً ضرورياً ومسؤولية مشتركة لا مناص من القيام بها، بُغية ترسيخ دعائم السلم الأهلي بمفاهيم سليمة تعزّز لغة الحوار والتسامح، واحترام التعددية، وتقبل الآخر، (وذلك في سياق التأكيد) على التعاليم الإلهية والشرائع السماوية ناهيك عن القوانين الوضعية، وذلك باعتبار أن فطرة الإنسان السوي تقوم على مبادئ السلم والعفو والتسامح".

بدأ العد العكسي لموعد الإعلان عن أسماء الفائزين، وبدأت معه أيضا استعدادات المتسابقين الجدد الذين بدأوا التشمير عن سواعدهم للمشاركة في جائزة الدورة الرابع للمنتدى (2016)، وموضوعها المحفز "السلم الأهلي". وعلى نحو مواز شرع المنتدى في الاستعداد لماراثون الدورة القادمة.

تعليق عبر الفيس بوك