إعلامنا صوتنا!

 

 

سَيْف المعمري

 

الأسبوع الإعلامي الذي أقامته دائرة شؤون الطلاب -ممثلة بقسم النشاط الثقافي بكلية البريمي الجامعية، والذي انطلق في الأول من نوفمبر- والذي تلقيت الدعوة لحضور جلساته وفعالياته -والتي جاءت متنوعة وسبرت أغوار مجالات الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، كما نال الإعلام الإلكتروني نصيبا وافرا من الطرح والنقاش، والتي تباينت فيه المداخلات والمشاركات بين المشاركين في تقديم جلسات وفعاليات الأسبوع وبين طلاب وطالبات كلية البريمي الجامعية والإعلاميون والمهتمون بالشأن الإعلامي بالمحافظة- جاءت محاوره مثرية جدا من خلال نخبة من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي الذين شاركوا في تقديم أوراق العمل وفي الحلقات النقاشية والحوارية.

 

واستضاف الأسبوع الإعلامي سعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ البريمي في جلسة تمحورت حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في التنمية المجتمعية والاقتصادية، كما استعرض عددٌ من الإعلامين تجاربهم في العمل الإعلامي المؤسسي من خلال مشاركة كلٍّ من: خلود العلوية وعيسى الملا من إذاعة هلا.إف.إم، وعيسى الكعبي وحمدان العلوي وبدر الغيثي من تليفزيون سلطنة عُمان، والذين أثروا الحضور بمحطاتهم وتجاربهم في التغطيات الإعلامية المحلية والتقارير الإخبارية وانتخابات مجلس الشورى، والحديث عن تجارب الإعلام الرياضي في السلطنة، إضافة إلى استضافة الكابتن سعيد بن عبدالكريم البلوشي مدرب متخصص في التنمية البشرية وفي ريادة الأعمال والمهتم بمجال الإعلام الاجتماعي، والذي جاء طرحه في كيفية توظيف وسائل الإعلام الاجتماعي في خدمة المجتمع، وكيف يستطيع كل شخص أن يجعل لنفسه علامة مسجلة (براند) تعكس صورته الحقيقية وميوله واتجاهاته وقيمه وأفكاره.. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن كل شخص عليه أن يدرك تمام الإدراك أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد للعب وتضييع الوقت.

 

ولقد استوقفني من خلال حضوري لبعض من تلك الجلسات والنقاشات الحوارية الصباحية والمسائية نقاط ثلاث؛ أوجزها في الآتي: يُعد تنظيم فعالية إعلامية بهذا التنوع والثراء في غاية الأهمية لأنها تستهدف الشريحة الأهم في المجتمع وهم طلاب وطالبات المرحلة الجامعية وبالتالي لم يغفل القائمون على تنظيم الأسبوع الإعلامي بكلية البريمي توزيع جلسات وفعالية الأسبوع خلال الفترات الصباحية والمسائية والتي تمتد حتى الساعة التاسعة، حيث أعطوا المساحة الزمنية الملائمة لطلاب الكلية والمعنيين بالشأن الإعلامي من خارج الكلية للحضور والتفاعل مع ما تم طرحه، وفي الجانب الآخر أصبح من الأهمية البالغة أن تكثف برامج التوعية وترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية بالقيمة المضافة للإعلام في المجتمع ودوره في تطوير المجتمع والرقي به وعدم الجنوح وراء الشائعات، وأن يعي كل فرد من المجتمع أن ما يطرحه في وسائل الإعلام المختلفة له أثر قد يكون مباشرا، وقد يكون غير مباشر على نفسه وعلى المجتمع؛ وبالتالي أصبح من الأهمية أن تقام الأسابيع الإعلامية بمختلف المؤسسات التربوية والتعليمية الجامعية في السلطنة.

 

وثاني تلك النقاط: إجماع المشاركين والحضور على الدور الذي لعبه الإعلام العُماني بمختلف وسائله في تبصير المجتمع وإعطائه المعلومة الصادقة في مختلف التغطيات للفعاليات والأنشطة التي تقام في السلطنة، خاصة في انتخابات مجلس الشورى والأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة "جونو" و"فيت" والحالة المدارية "شابالا"، وبالتالي كسب الإعلام في السلطنة ثقة المجتمع بعيدا عن التهويل والمبالغة، وهو ما أكده حضرة صاحب الجلالة في كلمته السامية أثناء ترؤس جلالته لمجلس الوزراء، الأحد الماضي، حيث أشاد جلالته بالدور البناء الذي يساهم به الإعلام العُماني في نشر التوعية وتشجيع المواطنين على المشاركة الإيجابية في قطاعات العمل الهادف لخدمة الوطن ورفعة شأنه.

 

وثالث تلك النقاط: قناعتي المطلقة بما طرحه الكابتن سعيد بن عبدالكريم البلوشي من أن يكون لكل إنسان علامة مسجلة (براند) عبر طرحه الإعلامي، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، فباستطاعة كل إنسان أن يسخر تلك الوسائل فيما يجلب له المنفعة، وأن يوفر على نفسه الكثير من الزمن والجهد ليصبح شخصا مؤثرا في المجتمع ومساهما في خدمته وحتى لو بالكلمة الطيبة، وقد دلل البلوشي -ومن خلال تجاربه- على كيف يستطيع الإنسان أن يصبح رائد أعمال ناجحا من خلال مشاركاته وحسن توظيفه للإنستجرام أو التويتر مثلا، ومن خلال مشاركاته في تلك الوسائل بما يجذب متابعين قد يكون من بينهم مسؤولون في مؤسسات يبحثون عن طاقات شبابية ومهارات معينة وربما لديهم صفقات تستطيع أنت أن تكون "العلامة المسجلة" التي يبحثون عنها، وهي دعوة لشبابنا أن يعيدوا تنظيم أولوياتهم وطرحهم عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وأنْ لا تكون الشائعات والقيل والقال وتناقل الأخبار المظللة ديدنهم.

 

لذا.. باستطاعتنا جميعا -ومن خلال رؤية واضحة منطقها أن يكون "إعلامنا صوتنا"- أن نستثمر جميع الإمكانيات المتاحة في وسائل الاتصال والإعلام لخدمة أنفسنا أولا والمجتمع، وأن نكون صوتا مؤثرا لنشر الفضائل والأخلاق السمحة، وأنْ لا نضيع علاقاتنا وإرثنا الحضاري مع أشقائنا وأحببنا في العالم أجمل وبلداننا العربية على وجه الخصوص في المناكفات والتحليلات التي تكون في أغلب الأحيان لا مغنم منها سوى تشتيت الشمل وغرس الكراهية والحقد، وهي بلا شك لا أساس لها في ديننا الحنيف ولا في أخلاق العُمانيين وتراثهم الحضاري.

 

saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك