دُمْتَ لنا فخرا..!

علي بن بدر البوسعيدي

"تِيْهي يا أرض عُمان تِيْهي يا خير الأوطان.. فَخْرا بالأمجاد تشاد عَوْدا لتراث الأجداد"، كذا ردَّدت الألسنة طربا، وانتشت الأفئدة فرحا، برؤية مولانا المعظم حضرة صاحب الجلالة خلال تفضله أمس الأول وترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، ببيت البركة العامر، حيث بثَّت الأخبار التي رافقت الحدث الطمأنينة في نفوس أبناء هذا الوطن الغالي على تمام تعافي جلالته وتماثله للشفاء؛ في مشهد جسَّد من جديد عُمق العلاقة التي ترسخت بين هذا القائد العظيم وشعبه على امتداد مسيرة النهضة المباركة.

وكقارئ للمشهد، فلِي بين يَدَي الاجتماع الأخير للمجلس عدة وقفات؛ أولاها إشادة جلالته -أيَّده الله- بما تقوم به كافة الأجهزة المعنية لتوفير الحماية للمواطنين من مخاطر الأنواء المناخية -التي عافانا الله من تأثيراتها بعد اتجه الإعصار بعيدا عن أراضي وطننا الحبيب- وما يمثله ذلك من تحفيز لتلك الجهات للتفاني في أداء الواجب الوطني حماية لأبناء الوطن ومقدراته، وثانيتها: الإشادة السامية بنجاح انتخابات الشورى في دورته الثامنة، وما حظيت به من إقبال كبير من المواطنين يعكس حرصهم على القيام بواجبهم الوطني.

كما كان الوضع الاقتصادي حاضرا وبقوة على مائدة النقاش؛ حيث جدد جلالته -أبقاه الله- توجيهه بضرروة الحد من التأثيرات السلبية للأوضاع الاقتصادية العالمية على مسارات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وضرورة اتخاذ إجراءات احترازية يضمن استقرار الأوضاع الاقتصادية، وتحقيق معدلات عالية من النمو تضمن استمرار مسيرة البناء.

وجاء تطرُّق جلالته للارتقاء بالقطاع التعليمي والثقافي كمحفز للجهات القائمة عليهما للدفع بكل طاقاتهما تجاه النهوض بهما من واقع "المسؤولية الاجتماعية" التي تكفل القيام برسالتهما على أكمل وجه.

أما حديث جلالته أيَّده الله عن علاقات السلطنة مع دول الجوار -والتي وصفها بالراسخة والوطيدة، وأنها تقوم على التعاون والتنسيق المشترك لما فيه الخير لشعوب المنطقة- فيؤكد على الدور الذي تلعبه الدبلوماسية العمانية كوسيط سلام يضمن للمنطقة استقرارا منشؤه الحوار لا الحرب بما تجلبه من خراب ودمار.

وبعد هذه الوقفات، أعود لأقول لا عَجَب أن تقف عُماننا موحَّدة، خلف شخص واحد (ممثلا بجلالته أبقاه الله)، فخرا بأن حباها الله هذا القائد الملهم، الذي تلاحمت بحكمته شُطآن عمان ببحارها، وصحراؤها بأوديتها، وعانقت نخيلها جبالها. إنها الفلسفة السياسية التي تجسَّدت في أدائه -أيَّده الله- والتي كان هو نفسه أفضل من يُشخِّصها ويُقنِّن قوانينها، ويضع أطرها؛ لتكون نبراسًا لكل من ينشد سلامًا مع النفس والمواطنين، تلك الثنائية التي لا تزال تبدو عزيزة على الكثيرين.

-----------------

"حب الوطن ليس ادعاءً، حُبُّ الوطن عملٌ ثقيل".

تعليق عبر الفيس بوك