اللاعب رقم (1)

حسين بن علي الغافري

كتبت خلال الأسابيع القصيرة الماضية عن فخامة ديربي الباطنة بين صحم وصحار وتميزه بالحضور الجماهيري الواسع لمشجعي الفريقين في المدرجات رغم ضعف المستوى الفني في اللقاء حينها.. أعقبه حضور جماهيري آخر في ديربي الباطنة الآخر بين السويق وصحار .. وآخر مماثل في مباراة صحار ومسقط.. وعدة مشاهد مماثلة. كل هذه الصور المُبهجة ترسم تطور الدوري وإشعال فتيل المنافسة بين الأندية وبالتالي ستنعكس إيجاباً على مدى انتشار صدى الدوري لأكبر شريحة ممكنة والمستفيد الأهم هي الرياضة المحلية عموماً والمنتخبات الوطنية بشكل خاص.

.. شاهدنا عدة ديربيات حتى الآن بحضور جماهير قمة في الروعة؛ ومدرجات مُكتظة تهتف لأنديتها. ولكن يبقى لجمهور صُحار شكل آخر بعطائه وكثافته وجمال اللوحات الفنية التي يُقدمها بالمُدرجات،ومن خلال كل ذلكيستفزبشكل إيجابي كل الأندية الأخرى حتى تحضر وتبادله المنافسة .. وقد ضربت جماهير التماسيح أصدقأمثلة الوفاء في العام الماضي الذي صارع فيه صحار عدم استقرار النتائج وكان على شفا حفرة من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى ولكن ثقة جماهيره كانت أكبر وشكلت يدًامُتماسكة مساندة وبقوةوملأت مدرج التماسيح. حينها لم تغب جماهير صحار عن صدارة كل المشاهدالجماهيريةبين كل الأندية المحلية وحافظ المدرج على بروزه رغم كل ما يحدث لناديهم من تذبذب في المستوى حتى خطف بطاقة المباراة الفاصلة من يد الرستاق؛ ليستمر موسماً جديداً في دوري عمانتل للمحترفين. صحار -اليوم- أصبح يقدم نتائج ممتازة إذا ما قارناها بنتائجه في العام الماضي ويحتل المقدمة ولا شك أن للجمهور فضل كبير في كل ذلك وهذا لا يمكن نكرانه.

.. ومن المؤكد أن المسؤولين في اتحاد كرة القدم هم على دراية ومعرفة واسعة بأنّ الترويج الجيد واستقطاب الجماهير وسيلة لتطوير الدوري، فضلاًعن بقية الوسائل المعروفة في بناء صناعة كروية ناجحة وهو ما أفرز جائزة لأفضل جمهور خلال كل جولات الدوري ومن المنتظر أن تكون هناك حوافز تشجيعية تستهدف اللاعب رقم (12)وإن صح التعبير فهو رقم (1).

إجمالاً فنشاط أي محفل رياضي يشترط بروز تسويقدعائي محترف حتى يصل صداه لأكبر قدر ممكن من الجمهور، ووسائل الدعاية أضحت واسعة الانتشار في يومنا هذاوبطرق مُتعددة. ولكن ومن وجهة نظر شخصية، فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي (الإعلام الجديد) في جذب المتابعين للمدرجات وقد شاهدت حسابات رياضية بين جماهير الأندية تجتهد في إيصال تغريدات جاذبة تنافسية و"هاشتاقات" تخاطب المُتابع بصيغة التحدي للطرف الآخر .. وهو أمر إيجابي محمود طالما يفي بالغرض ويحقق النتائج المرجوة ويُساند بشكل جديد في الوقوف صفاً ثانياًخلف التلفزيون والصحف المحلية والإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام.. ويجب الاهتمام بهذا النشاط التطوعي من خلال إبقاء تنافسية وسائل التواصل متوهجة بدعمها وتحفيزها حتى ينعكس كُل ذلك في مصلحة الكرة المحلية. وأن تكون على سبيل التحفيز جائزة تكريمية لأفضل الحسابات الرياضية في مواقع التواصل التي ساهمت في انتشار أخبار الكرة المحلية وتعاونت مع بقية وسائل الإعلام في زيادة شعبية الرياضة والكرة خصوصاً.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك