تدشين رحلة "عبور الربع الخالي 2015" ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين

برعاية السيد هيثم بن طارق والأمير تشارلز والشيخ جوعان آل ثاني

البوسعيدي: الرحلة تكشف قدرة الشباب العماني على تحمل الصعاب وصقل مهاراتهم لمواجهة التحديات

الرؤية - مدرين المكتومية

شهد النادي الدبلوماسي بمسقط أمس التدشين الإعلامي لرحلة عبور الربع الخالي، في إطار احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين، وبمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتحت رعاية صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، وصاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز في المملكة المتحدة، وسعادة الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني في دولة قطر.

وتُعد الرحلة هي الثانية في التاريخ الموثق، في محاولة لعبور صحراء الربع الخالي الأكبر على مستوى العالم. وينطلق فريق من الرحالة العمانيين بصحبة رحال إنجليزي من مدينة صلالة في العاشر من ديسمبر المقبل، ليعبروا الصحراء عبر المملكة العربية السعودية وصولاً إلى مدينة الدوحة بدولة قطر.

وأقيم أمس صباحًا بمقر النادي الدبلوماسي المؤتمر الصحفي لكشف النقاب عن تفاصيل الرحلة الأسطورية القادمة بحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية، وحضور سفراء الدول ذات العلاقة بالرحلة، دولة قطر والمملكة المتحدة، إضافة إلى عدد من المسؤولين وحشد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وبدأ المؤتمر الصحفي بعرض تقديمي قدمه مارك إيفانز لتفاصيل الرحلة التي سيقوم بها الرحالة، والذي تضمن الأهداف النبيلة التي تسعى إلى تحقيقها، فضلاً عن استعراض للحقائق التاريخية للرحلة التي تمت منذ ما يُقارب خمسة وثمانين عاماً.

وقال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية إنّ التاريخ العُماني يزخر بالعديد من الأحداث التاريخية الهامة التي لم يسلط الضوء عليها ومنها أول رحلة عبور موثقة لصحراء الربع الخالي التي حدثت في العام 1930. وتأتي الرحلة في غمرة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - راعي الشباب الأول - الذي يهتم بتهيئة الشباب العماني وصقل مهاراتهم لمواجهة تحديات المستقبل. ونحن بدورنا نفخر دائمًا بالإنجازات العديدة للشباب العماني في مختلف المجالات، وجهودهم المستمرة التي رفعت علم السلطنة عالياً خفاقاً في المحافل الدولية، وتأتي هذه الرحلة لتثبت قدرة الشباب العماني على تحمل الصعاب في سبيل تحقيق الأهداف الجليلة، انطلاقاً من الأخلاق الحميدة التي نشأوا عليها. نتمنى كل التوفيق للمشاركين في هذه الرحلة في سعيهم لإعادة أمجاد أجدادهم وتاريخهم المشرق".

وأوضح معاليه في كلمتهبالمؤتمر الصحفي أن عبور الربع الخالي 2015 هي رحلة شبابية مداها ألف وثلاثمائة كيلومتر سيرًا على الأقدام وعلى ظهور الجمال، انطلاقاً من صلالة مرورًا بالربع الخالي في المملكة العربية السعودية وانتهاء بالعاصمة القطرية الدوحة. ويشارك في الرحلة المستكشف البريطاني مارك إيفانز ورفيقاه العمانيان محمد الزدجالي وعامر الوهيبي وذلك في إطار الاحتفال بالعيد الوطني الخامس والأربعين لسلطنة عمان. ومن المأمول أن ينضم إليهم عبر مراحل الرحلة مجموعة من الشباب من الأشقاء في كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر. من العوامل التي لعبت دورًا رئيسياً في نجاح الرحلة الأولى لعبور الربع الخالي، عام 1930، كانت تلك التقاليد العربية العريقة التي تمثلت في كرم الضيافة والترحاب. فما كان يمكن لتلك الرحلة أن تنجح بدون مثل هذه التقاليد الأصيلة لأبناء السلطنة والمملكة العربية السعودية وقطر. لذلك، وعلى الرغم من أنّ تقاليد الكرم والضيافة والترحاب هي من السمات الثقافية العريقة لهذه المنطقة، إلا أنّها في حقيقة الأمر ليست مجرد ترف ثقافي، ولكنها تمثل عنصرًا أساسيًا لمفردات الحياة واستمرار التعايش والتراحم والثقة المتبادلة والاحترام بين الناس. وبفضل المباركة والتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- لهذا المشروع، يتولى صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، الرعاية الرسمية لهذه الرحلة. وحول الدول الثلاث المشاركة: من الجانب القطري يرعى الرحلة سعادة الشيخ جوعان بن خليفة آل ثاني ومن الجانب البريطاني سيكون صاحب السُّمو الملكي أمير ويلز. ومن المنتظر أن تعلن المملكة العربية السعودية الشقيقة عن الشخصية الراعية من جانبها في المستقبل القريب.

وأضاف معاليه أنّالمغامرين الأوائل الذين قاموا بهذه الرحلة ستنتابهم الدهشة من التطورات التي حدثت في مجال التكنولوجيا والتنمية التي شهدتها هذه المنطقة والعالم أجمع. لكنني أعتقد أنهم في نفس الوقت سيدركون أن هناك قدراً كبيراً من الاستمرارية في جوانب عديدة من حياتنا اليومية، لذلك، ثمة مفارقة هنا تتمثل في أن كل شيء قد تغير وفي الوقت نفسه، ظل كل شيء على حاله. ونستخلص من ذلك رسالة إنسانية مهمة وهي أن سمات العمل الجماعي والولاء والقدرة على التحمل والشجاعة وكرم الضيافة والأخوّة هي قيم باقية ما بقي الزمن.وعليه فإنه لمن دواعي السرور أن أعرب عن خالص الأمنيات لكافة المشاركين في هذه الرحلة الطويلة راجيا لهم حظا سعيدا وداعيا المولى جل وعلا أن يحفهم برعايته وعونه. إنه سميع مجيب.

وتهدف الرحلة إلى غرس مفاهيم تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات وتحمل المشاق في سبيل الوصول إلى الهدف لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، حيث يبدأ التحدي في العاشر من ديسمبر المقبل ويستمر لمدة شهرين، وسيقوم رحالان عمانيان (محمد الزدجالي وعامر الوهيبي) والرحال الإنجليزي (مارك ايفانز) بالمشي لمسافة 1300 كيلومتر لتحقيق هذا الهدف. وتنطلق الرحلة من بيت الرباط بمدينة صلالة في العاشر من ديسمبر المقبل.

وتتبع الرحلة خطى الرحالة الأوائل، حيث استغرق الرحالة برترام توماس وصالح بن كلوت ستين يوماً للوصول إلى وجهتهم عبر مناطق القبائل الصحراوية، والعواصف الرملية والطبيعة القاسية، ولهيب الصحراء الحارق وبردها القارس، واستطاعوا البقاء على قيد الحياة بكميات بسيطة من المياه والتمور واللحم المجفف والشوربة المعلبة. وستتم الرحلة هذا العام سيراً على الأقدام وعلى ظهور الجمال.

وقال مارك إيفانز، المدير العام لمؤسسة أوتوورد باوند عمان ورئيس فريق الرحلة: "فخورون ومتحمسون جدًا لخوض المغامرة التاريخية المثيرة والتي تحمل الكثير من التحديات والصعاب، ونتطلع الى بدء الرحلة بعد شهر من الآن، ونهدف من الرحلة إلى تشجيع وإلهام الشباب لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق النجاحات في مختلف المجالات بالعمل الجاد والإرادة وروح الفريق الواحد.

ومن جانبه عبّر محمد الزدجالي، عضو في الفريق الذي سيقوم بالرحلة عن سعادته بالانضمام لفريق الرحلة وقال: متحمس للمشاركة في هذا التحدي، ونهدف من خلاله إلى توعية الأجيال المعاصرة بالمبادرات التاريخية الكبيرة التي انطلقت من السلطنة. لاقت الرحلة الأولى للرحالة البريطاني برترام توماس والشيخ صالح بن كلوت في العام 1930 صدى عالميا ولكنها غير معروفة للأجيال الحالية. كما أنني أتشرف برفع راية السلطنة خلال هذه الرحلة التي ستكون تحديًا صعبا وشيقا في الوقت ذاته، وأطمح إلى إيصال رسالة للشباب العماني مفادها أن طموح الإنسان هو السبيل لتحقيق الأهداف مع العمل الجاد والتخطيط السليم "

ويرافق الرحلة فريق إعلامي يوثق لها عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمدارس، والمجمعات التجارية وصالات السينما ومطاري مسقط وصلالة، وعلى متن الطيران العماني.

وبالإضافة إلى ذلك سيتم الإعلان عن مسابقة انستجرام خاصة بالرحلة، حيث سيتم خلال عشرة أسابيع طرح عدد من المواضيع المختلفة واستقبال الصور المتعلقة بالموضوع من المتابعين عبر هذا التطبيق. ويفوز 36 متسابقًا بفرصة حضور دورات تقدمها مؤسسة أوتوورد باوند عمان بعنوان "مهارات للحياة" وتهدف إلى تزويد الشباب بالأدوات اللازمة لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم في المستقبل (فئة 14-إلى 17 سنة) ، بالإضافة إلى ست فرص للفوز بدورة لليونسكو عن تواصل الثقافات، والتي ستقام في السلطنة، حيث يمثل الفائزون السلطنة في الملتقى (فئة 18 إلى-25 سنة).

ويتقدم فريق رحلة عبور الربع الخالي بالشكر لمجموعة من المؤسسات العامة والخاصة التي ساهمت في دعم الحدث المرتقب، وهي أوتوورد باوند عمان، الشركة العمانية القطرية للاتصالات (أوريدو)، مسقط سيتي سنتر، الشركة العمانية لإدارة المطارات، الطيران العماني، فوكس سينما، مسقط جراند مول، مجموعة الفطيم للسيارات (فامكو)، شركة الثريا،سيتي سينما، شركة نوماس، وسي اف بي تي.

تعليق عبر الفيس بوك