ماجد البلوشي: الإعاقة لا تحول دون الإبداع.. والعقل أساس الابتكار

مسقط- بثينة الفورية

 

يؤكد ماجد بن عبدالله البلوشي،أحد الشباب الطامحينمن ذوي الإعاقة (الصم)، أن الإعاقة العضوية تمثل محفزاً قوياً على الإبداع، إذ إن الإعاقة ليست إعاقة الجسد بل إعاقة التفكير واستخدام العقل.

وسخر البلوشي طاقاته في كل المجالات التي يمكن أن يبدع فيها، فتارة يرسم وتارة أخرى يمارس الخط العربي، وفي أوقات ينحت الخشب إلى جانب التصميم الداخلي والديكور والتصوير.

وتحدثت "الرؤية" مع البلوشي عبر لغة الإشارة. وقال:"كانت بداياتي من الصفر صعبة جدا لكن مع تشجيع الأهل والأصدقاء استطعت أن أتطور وأتحسن،فمن خلال ممارستي المتواصلة والمشاركات المختلفة في الجامعات والكليات والمدارس وجدت دافعا أكبر لبذل المزيد، كما أن المدرسة تقوم بدور كبير في تقديم الورش لتنمية مهاراتنا".

وعلى الرغم من صغر سن ماجد، إلا أن طموحه كبير جدا فكما يقول: "لا إعاقة تقف أمام طموحيولا تقاس الموهبة بالعمر أبدا". ويحكي ماجد عن بعض الصعوبات التي واجهته قائلا:"واجهتني صعوبة في التواصل مع المجتمع المحلي، ولاسيما أنني لا استطيع النطق فمجمل تواصلي يكمن في الحركات، وأدى ذلك إلى مشاكل نفسية لكني تخلصت منها بمساندة الأهل، وتشجيع من معلمي المدرسة عبر الاحتكاك مع العالم الخارجي من خلال المشاركات المختلفة، أما عن سندي الأكبر فهم أهلي فدائماً ما أقدم الاقتراحات للتصميم الداخلي للمنزل وموافقتهم تأتي سريعًا.

وتابع:"قمت بتأسيس مجلس في المنزل من تصميمي، كما قمت بالرسم على جدار المنزل ووضع بعض الإضافات التي لاقت استحسان أهلي، ومن هنا أتوجه بعظيم الشكر لهم".

وحول الاهتمام بذوي الإعاقة في السلطنة، قال إنّ هناك اهتماما واضحا، لكن لازال التقصير موجودا، ونطالب بتكريس الاهتمام على جهود ذوي الإعاقة واستغلال طاقاتهم بشكل أفضل، كما يجب تشجيع الطلبة من ذوي الإعاقة على المشاركة في مختلف الأنشطة المدرسية من رحلات وجوالة وإشراكهم في برامج الريادة للشباب، بما يساعدهم على الانخراط مع أبناء جيلهم من غير ذوي الإعاقة ويشعرون بروح التنافس أكثر وتسهيل الاندماج معهم.

وأعرب البلوشي عن أمله في أن يشارك بمعرض خاص يعرض فيه إبداعاته، إذ إنّ المعارض تمثل بيئة خصبة للترويج للمواهب الفنية، كما يتمنى أن يقدم ورش عمل للتعريف بمواهبه وتعليم الآخرين بعضاً من مهاراته.

ووجه البلوشي رسالة للمجتمع مفادها: "نحن الصم لا ينقصنا شيء،لدينا طموح وقدرات وإمكانيات، فما الصم إلا ابتلاء أراد الله تعالى من خلاله أن يكتشف مقدار الصبر الذي سنتحمله، فالله أخذ منّا نعمة وأعطانا نعماً أخرى،وأنا وغيري من ذوي الإعاقة أصبحت طموحاتنا هي شغلنا الشاغل، فطموحاتي أنستني إعاقتي".

تعليق عبر الفيس بوك