سوريا ..لا بديل عن الحل السياسي

يكتسب الاجتماع الذي يُعقداليوم في العاصمة النمساوية فيينا ويضم السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، أهمية استثنائية في ظلالقناعات الآخذة في التنامي بضرورةدفع خيارات التسوية السياسية للأزمة إلى الواجهة، بعد أن وصل الصراع إلى مداه، وتفاقمتخسائرهبصورة لم يعد السكوت ممكناً على استمرارها.

والاجتماع الذي يليه اجتماع آخربمشاركة عدد من الدول الداعمةللمعارضة السورية، سينصب تركيزه علىإيجاد حل سياسييكفل عودة الاستقرار والسلام إلى هذا البلد الذي مزقته الحرب شر تمزيق،ودفع شعبه ثمناً غاليًا للصراع، وسدد فاتورة الحرب من دمه ومقدراته..

ولا شك أنّ الدولذات التدخلات المباشرة فيسورياوعلى رأسهاروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، هي المعنية في المقام الأولى بإرساء أسس التسوية السلمية، والعمل على إقناع الفرقاء السوريينبالموافقة على الانخراط في عملية سياسية تفضي إلى إنهاءالصراع، ووقف الحرب التي كبدتسوريا والسوريين حتى الآن خسائر جسيمة، تحتاج إلى وقت طويل لجبر ضررها على الإنسان والأرض ..

ومن مبررات أهمية الركون إلى التسوية السلمية، ماعبَّر عنه الطرفان الروسي والأمريكي مرارا وتكرارا من صعوبة الحسم العسكري للصراع في سوريا، والاعتراف من كل الأطراف بعدم وجود حل عسكريوالذي يتزايد يوماً بعد آخر،في ظل تعدد الأطراف المتصارعة، وتباين مصالح الدول الداعمة لهذه الأطراف، إضافة إلى اتساع دائرةانتشار الأسلحة ، حيث إنّ الكل الآن على الساحة السورية يملك من العتاد ما يُعينه على الاستمرار في الحرب لسنوات..

ويبقى الأمل في أن يشكل اجتماع فيينا منطلقًا لتحرك جاد صوب تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تعيد لهذا البلد أمنه واستقراره.

تعليق عبر الفيس بوك