وقفات مع انتخابات الشورى

فايزة الكلبانيَّة

الصوت الأول

أُسدل الستار على انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة الثامنة بفوز 85 مرشحا بثقة الناخبين في عملية ديمقراطية اتسمت بالحيدة والنزاهة، وسط إشادات واسعة بحسن التنظيم والاستعدادات المبكرة التي أسهمت في إنجاح هذا العرس الوطني.

 

وكلمة شكر واجبة نُزجيها للجهات المنظِّمة والمعنية، والتي قامت بدورها على الوجه الأكمل، وحملت على عاتقها مهمة إنجاح العملية الانتخابية؛ وعلى رأسها: وزارة الداخلية بأفرادها، واللجان الانتخابية بمختلف مستوياتها، إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة.. والشكر أجزله لأبناء عُمان من "الناخبين" الذين لبُّوا نداء الوطن وأقبلوا على صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس الشورى.

الصوت الثاني

إنَّ وصول امرأة واحدة إلى المجلس أمرٌ لا يُكافئ التطلعات الكبيرة، ولا يواكب آمال الكثير ممن كانوا ينتظرون أن يزيد العدد على ذلك بكثير؛ حيث إن لا أحد يُنكر نبوغ المرأة العمانية في مختلف ميادين ومجالات الحياة، ولكن لو جئنا لتقييم الواقع كما هو عليه سنجد أنَّ المرأة العمانية هي أول امرأة خليجية منتخبة تصل لعضوية مجلس الشورى (وذلك في العام 1994؛ إحداهما لولاية السيب والأخرى ممثلة عن ولاية مسقط)، وبالرغم من تراجع هذا العدد في فترات المجلس اللاحقة على هذا التاريخ -حيث لم تشهد الفترة السادسة دخول أي امراة، بينما دخلت امرأة واحدة المجلس في فترته السابعة- إلا أن الملاحظ أنَّ المنافسات قوية، وقد يكون عامل "العادات والتقاليد" سببا في ذلك، لاسيما وأن تمثيل المرأة لا يزال محصورا في حدود العاصمة مسقط.. والسبب الثاني من وجهة نظري هو عدم حصول المرأة على أصوات بنات جنسها، وهو بالفعل أمر نحتاج الى دراسته وتلافيه في المستقبل.

الصوت الثالث

إنَّ الحديث المثار عن حصول عمليات شراء أصوات، وأنَّ المال السياسي كان حاضرا في بعض الدوائر الانتخابية، يفتقر إلى الأسانيد والتوثيق، فهي مجرد أقوال تُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. ولكن ومن وجهة نظري أرى أنَّ العلاج الجذري لهكذا إشكالية -إن وُجدت- يتمثل في العمل على رفع الوعي الانتخابي للناخب والمرشح معا، وبذلك نقضي على أية ممارسة سلبية من الممكن أن تشوب العملية الانتخابية مستقبلا، حيث إنَّ الإقبال الطوعي على التصويت كفيل بمعالجة جانب من هذه الإشكالية.

الصوت الرابع

في الانتخابات الأخيرة، استطاع بعض الأعضاء المحافظة على مقاعدهم بالمجلس نتيجة ثقة أبناء ولاياتهم بهم. وفي المقابل غادر آخرون مقاعدهم لتتاح الفرصة لمرشحين جُدد يخوضون التجربة لتمثيل ولاياتهم في المجلس.. قد يكون هؤلاء المغادرون لمقاعدهم بالنسبة للمجتمع "خسارة" أو "مفاجأة" للبعض ممن لم يتوقعوا نتائج التصويت.. إلا أنه يبقى الامل في ان يكرس جميع الأعضاء جهدهم لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة.

الصوت الخامس

أظهرتْ نتائج العملية الانتخابية تمكُّن عدد من الوجوه الشابة الطموحة ذات المؤهلات العلمية والعملية، من الفوز بثقة الناخبين والوصول إلى مجلس الشورى.. أصوات جديدة لها وزنها، ننتظر لنرى ماذا سيقدمون!

 

faiza@alroya.info

 

 

تعليق عبر الفيس بوك