"عدوى" إقالة المدربين

ضربة حرة

محمد العليان

مع بداية انطلاقة دوري عمانتلللمحترفين، وبعد الانتهاء من الجولة الخامسة للمسابقة، بدأت تظهر في الأفق ظاهرة -وهي ليست بجديدة على أنديتنا- وهي "إقالة المدربين"، والذين يُعتبرون برأيي كبش الفداء لأخطاء إدارات الأندية في معظم الأوقات.

وإلى الجولة الخامسة، حيث تم إقالة 3 مدربين إلى الآن، والبقية ستأتي في الطريق في قادم الأيام، والبعض الآخر على المحكينتظره أي إخفاق للإطاحة به، ولن أستغرب لوتمت الإقالة بكل مدربي أندية الدوري مع نهاية الموسم أو مع انتهاء الدور الأول من الدوري، وهذا سيعكس عدم القدرة على الاستمرار والاستقرار الذي يحيط بأغلب الأجهزة الفنية، وهناك العكس من الأندية القليلة في الغالب التي تستمر على نفس الجهاز الفني حتى نهاية الموسم.

ومن أسباب هذه الظاهرة: عدم حسن اختيارالمدربين ونوعيتهم للفريق؛ مثلا: هل هذا المدرب يصلح للفريق أم لا؟ كما أن جنسية المدرب قد لاتتماشى مع ظروف وبيئة وتكوين اللاعب وثقافته الرياضية، إضافة إلى إمكانيات الفريق التي قد تكون ضعيفة ولاتساعد المدربين على العمل والوصول لمراكز متقدمة ومنافسة، أو حتى البقاء في البطولة وعدم الهبوط. والعكس صحيح، فقد يكون فريقاممتازا يدجج بالنجوم والإمكانيات، ولكن الجهاز الفني لايرتقي لمستوى هذا الفريق والنجوم الموجودة فيه! وهناك أسباب كثيرة وعديدة لتلك الظاهرة، وهناك الكثير من المدربين قد غادروا أماكنهم من خلال الموسم الماضي، وهوخير دليل على ذلك؛ فقد ضرب الرقم القياسي في إقالة الأجهزة الفنية للأندية.

وللحد من هذه الظاهرة أولا يجب على إداراة الأندية أن توفر الاستقرار للأجهزة الفنية وللفريق، وثانيا يجب أن تعتمد على سياسة المحاسبة في نهاية الدور الأول أو في نهاية الموسممن واقع العمل والنتائج. وعلى إداراة الأندية أن تحدد هدفها من البداية للجهاز الفني، وعليها كذلك أن تعمل بفكر نظيف بعيدا عن التشنج والتعصب والعصبية والعاطفة؛ وعلى الأندية أيضا أن تسال نفسها: هل وفرت للمدرب كل أدوات النجاح لتحاسبه، ومن ثم تستغني عنه؟ أتصور لا؛ لأنَّ أندية النصر والسويق وفنجاء وصحم أكثر المتضررين بذلك لوجود لاعبيهم في دوري الجيش ومع المنتخب العسكري أيضا؛ فكيف تقيم عمل مدرب والفريق وعناصره معظمها غائبة عن الفريق.

... إن أنديتنا باتت مطالبة بتدارك هذه الظاهرة التي أصبحت مزعجة ومؤثرة، ولها آثار كبيرة على الأندية ولاعبيها والكرة العمانية؛ لأنَّ بعض الأندية ينطبق عليها المثل القائل: "العربة الفارغة أكثر ضجيجا من الممتلئة".

---------------------

آخر الكلمات: "كفا بالتجارب تأديبا... وبتقلب الأيام عظة".

تعليق عبر الفيس بوك