لا تخذلوا من صوَّت لكم

حمود الطوقي

دُعيتُ لأكون واحدًا من الحضور في افتتاح المركز الإعلامي لانتخابات أعضاء مجلس الشورى، مؤخرًا. وخلال تجولي بالمعرض المصاحب، توقَّفتُ متأملا صورَ جلالة السلطان المعظم وهو يتجوَّل في ربوع عُمان، ويلتقي المواطنين، في أجواء برلمانية يسودها الود والإخاء.
وقد بعثت صور جلالته -أيَّده الله- في جولاته السنوية، عدة رسائل، تعكسُ في مجملها مفهومًا متفردًا للشورى (بين الأصالة والمعاصرة)، مفهوم مستلهم من أعراف المجتمع وثوابته؛ قوامه العدل وأساسه المساواة؛ ليؤسس جلالة السلطان المعظم بذلك فكرًا ومنهجًا ذا أفق ينظم العلاقات بين المواطنين وحكومتهم؛ في إطار قانوني يقوم على أساس رعاية مصالح المواطنين والاطمئنان عليهم؛ بما يكفل إشاعة الأمن والسلام والاستقرار.

والمتتبِّع لهذه الجولات الكريمة، يلمس أنَّ جلَّ القرارات التي تخدم المواطن تم صياغتها في فضاء الجولات؛ حيث يقترب جلالته -حفظه الله- من المواطنين، ويستمع إلى مطالبه واحتياجاته ليوجِّه بوضع خطط للمشروعات التنموية الخمسية ذات العلاقة بطبيعة الاحتياجات والمتطلبات الضرورية التي تهم أبناء الوطن.

إنَّنا ونحن نعيش اليوم مرحلة جديدة من التطور والرقي لقيادة دفة المجلس إلى آفاق أرحب؛ لنَسْتَلهم من فكر سُلطان البلاد النير المبادئ الأساسية للشورى، خصوصا وأن جلالته -أيده الله- أردا أن تتفرَّد عُمان بتجربتها الشورية، وأستحضر هنا النطقَ السَّامي بمناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عُمان في أكتوبر 2003، عندما خاطب جلالته أبناء شعبه قائلا: "لقد أردنا منذ البداية أن تكون لعُمان تجربتها الخاصة في ميدان العمل الديمقراطي ومشاركة المواطنين في صنع القرارات الوطنية، وهي تجربة يتم بناؤها لبنة لبنة على أسس ثابتة من واقع الحياة العُمانية، ومعطيات العصر الذي نعيشه تشهد على ذلك".

إنَّ جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- أسَّس بيئة مناسبة لممارسة العمل الديمقراطي، وقد واكب ذلك بخطوات تعزِّز من مكانة المجلس بمنحه صلاحيات تشريعية ورقابية، تضمن له أن يكون ذراعَ المواطن في تحقيق تطلعاته ومطالبه، ومحاسبة الحكومة في أية إخفاقات تمس سلبا حياة المواطنين.

إنَّ أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى الجُدد، مطالبون بالاقتداء بالفكر النير لمولانا حضرة صاحب الجلالة؛ مستلهمين آليات العمل الشوروي الجاد.

إننا -نحن المواطنين- أخذنا على عاتقنا المساهمة في العملية الانتخابية، وهذه المشاركة ترتفع مؤشراتها في كل فترة انتخابية؛ لذا نتطلع إلى أن تعود المنفعة العامة على الوطن أولا ثم المواطنين، بشكل أعمق؛ لننطلق إلى تحقيق الشراكة القائمة بين المواطن والحكومة.

وأخيرا.. نُبارك لعُمان نجاح هذا العُرس الوطني، ونهمس في أذن كل عضو انضم حديثا للمجلس ليكون ممثلا للشعب، بأن "مسؤوليتكم كبيرة، وتكليفكم بها أمانة؛ فلا تخذلوا الشعب، واعملوا من أجل هذا الوطن والارتقاء بأبنائه، لا من أجل منافع خاصة.. وما دمت ارتضيت تحمُّل المسؤولية، فأمضِ على بركة الله".

تعليق عبر الفيس بوك