تُوجت انتخابات مجلس الشورى للفترة الثامنة أمس، بإجراء عملية التصويت واختيار الناخبين لممثليهم في مجلس الشورى..

وقد اتّسمت العملية الانتخابية لهذه الفترة بالسلاسة في كافة مراحلها، واشتملت على حزمة من التسهيلات التي سهلت على الناخبين والمُرشحين، وأضفت قدرًا كبيرًا من السهولة والانسيابية على الانتخابات..

لقد سطَّر أبناء عُمان أمس وبنجاح مشهود، فصلاً جديدًا في مسيرة الشورى، وأضافوا لبنة جديدة في صرح الديمقراطية بمهارة وإتقان، عبر الإقبال الكثيف للناخبين على مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم في مجلس الشورى بحرية، ومن خلال نجاح القائمين على العملية الانتخابية في حسن تنظيمها وضمان حيدتها ونزاهتها في أجواء من الشفافية..

نجح العُمانيون من خلال هذه الانتخابات في التأسيس لمرحلة جديدة من عمر الشورى في السلطنة، تأخذ بإيجابيات المراحل السابقة وتعمل على تعظيمها، وتتفادى سلبياتها وتسعى إلى معالجتها بما يخدُم مصلحة الوطن بتعزيز المسار الديمقراطي، وتتويج مسيرة الشورى في عُمان وفق الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه -، الذي يتعهد تجربة الشورى بالرعاية والعناية والاهتمام منذ انبثاق فجر النهضة المباركة..

إنّ الملحمة الوطنية التي عايشناها بالأمس، وأظهر فيها أبناء عُمان حرصًا كبيرًا على القيام بواجبهم الوطني بالتصويت لمن يتوسمون فيهم القدرة والكفاءة للنهوض بأعباء التكليف بعضوية الشورى، تعكس قوة اللُحمة الوطنية التي تشدُ العُمانيين إلى وطنهم الغالي، وتعكس تنامي الوعي المتفاعل مع قضايا الوطن، كما تُجسد هذه الملحمة الوطنية، الحرص على الارتقاء بأداء مجلس الشورى لمواكبة التطلعات الكبيرة المعقودة عليه للمزيد من الإسهام في تنمية الوطن، وتعزيز دور المواطن في صنع القرار.